كشف رئيس هيئة التفتيش في نقابة المهن الموسيقية في مصر علي الشريعي أن الفنانة مي كساب حاولت التوسط عن طريق النجمة نادية مصطفى كي يتخطى زوجها المغني الشعبي «أوكا» اختبارات النقابة ويصبح عضواً فيها.

من جانبها، نفت نادية مصطفى هذا الأمر جملة وتفصيلاً، مؤكدة أنها لا تتعامل بهذا المبدأ مطلقاً لأن الفن لا تصح فيه الوساطة أو المحسوبية. كذلك أوضحت أنها لم تتدخل أو تتوسط كي تحصل ابنتها المطربة الشابة على عضوية النقابة نفسها.

Ad

وقالت مصطفى: «اتصلت بي مي كساب هاتفياً للاستفسار عن الموعد النهائي للجنة القيد التي تقدم لها أوكا»، مشددة على أن المطربة الشابة لم تطلب منها أي أمر، خصوصاً أنها لا تقتنع بالوساطة أساساً. وأشارت إلى أن نقابة الموسيقيين مفتوحة للمواهب، ومن سيتخطى لجنة القيد بنجاح يصبح عضواً عاملاً فيها.

من ناحيتها، أكدت مي كساب أنها لم تقصد طلب الوساطة من نادية مصطفى، ولا يجوز أبداً أن يتردد مثل هذا الكلام الذي يسيء إلى سمعة النقابة ولا يليق بالنجمة الكبيرة صاحبة المبادئ والقيم التي اختارها زملاؤها الموسيقيون كي تحمي نقابتهم وتدافع عن حقوقهم، وليس للتوسط أو تسهيل إجراءات قيد أحد الموسيقيين.

آراء

في هذا السياق، رأى الشاعر والمؤلف أيمن بهجت قمر أن أغاني مطربي المهرجانات لا تتعدى كونها ظاهرة تجارية بحتة لا علاقة مباشرة أو غير مباشرة لها بالطرب أو الفن الشعبي أو الموسيقى، مؤكداً أن الأغنية الشعبية الحقيقية تعبر عن الشعب البسيط، إنما المهرجانات مجرد موجة وستمر من دون أن تترك أية بصمة.

وقال قمر: «السبب الرئيس في انتشار هذه النوعية من الأغاني أنها رخيصة التكلفة ولا تتطلّب موهبة حقيقية، لذا باستطاعة أي شخص أن يطرحها بسهولة»، ولا يملك أصحابها الموهبة التي تجعلهم مطربين محترفين أو أعضاء في نقابة المهن الموسيقية».

من جانبه، هاجم الموسيقار حلمي بكر مطربي المهرجانات، مؤكداً أنهم لا يملكون أية موهبة ولا يستحقون أن يكونوا أعضاء في إحدى أعرق نقابات العالم العربي، إلا بعد اجتياز اختبارات صوتية وموسيقية صعبة، مشيراً إلى أن نقابة المهن الموسيقية التي احتضنت نجوم الغناء العربي من الصعب أن تقبل شخصاً صوته ضعيف أو يعتمد على التكنولوجيا في غنائه.

قال بكر: «لا يفقه معظم مطربي المهرجانات أمراً سواء في الغناء أو الموسيقى أو الثقافة العامة»، مشيراً إلى أنهم أصبحوا كالفيروس المنتشر في مصر، خصوصاً أن من يتابعهم يجد أنهم لا يغنون بل يعتمدون على التصوير وكلمات يستخدمها غير المتعلمين، وهي لا تليق بأن يتداولها الشباب والأطفال.

من جانبه، قال هيثم الغرباوي، وهو أحد مطربي المهرجانات، إن زملاءه يبحثون عن فرصة حقيقية يظهرون فيها للجمهور ولم يجدوا أفضل من هذه الأغاني، مشيراً إلى أن ما يهمهم رأي الشارع الذي أصبح يقف في صفهم بدليل انتشارهم الواسع، مؤكداً أن فرق المهرجانات أصبحت تحيي حفلات في أهم الأماكن والمتنزهات في مصر، وليس في العشوائيات فحسب كما يدّعي البعض.

وشدّد الغرباوي على أن المهرجان أصبح جزءاً مهماً من الأغنية الشعبية المصرية، موضحاً أن هذا اللون الغنائي لن ينتهي مثلما يتوقّع البعض بل سيتطوّر، خصوصاً أنه انتشر فور ظهوره وأصبح يلمس المستمع المصري ويخطف انتباهه، وهو دليل نجاح لا ينكره أحد، بالإضافة إلى قوة أصوات عدد من هؤلاء المطربين الذين ما زالوا يبحثون عن فرصة حقيقية تليق بموهبتهم الصوتية.

هاني شنودة

قال الموسيقار الكبير هاني شنودة إن مطرب المهرجانات إن كان يغني بشكل صحيح ويملك ثقافة موسيقية حقيقة، فيجب أن ينضم إلى النقابة. أما غالبية أغاني المهرجانات فليست غناءً أو طرباً بل هي غناء عن طريق الأجهزة الإلكترونية، وهذه النوعية تسمى الـ«أوتيتيون»، إذ يؤدي أحد الأشخاص كلمات على جهاز يخرج صوته بشكل معين، مشدداً على أن ما نسمعه هو صوت الجهاز الإلكتروني وليس المطرب.

وطالب شنودة زملاءه والنقاد والإعلاميين بعدم إطلاق مصطلح «مهرجانات» على هذه النوعية من الأغاني، أو تقسيم الأخيرة بين أغنية رومانسية أو شبابية أو شعبية»، بل من الأفضل أن نقول هذه أغنية سيئة وتلك أغنية جيدة تراعي قواعد الطرب؟ مضيفاً: «السبب الرئيس لانتشار هذه النوعية تكلفتها القليلة وكلماتها القريبة جداً ممن يستمعون إليها في المناطق الشعبية والعشوائية وطبقات المهمشين».