في تطور ميداني يعكس حجم النجاحات التي يُحرزها الجيش المصري في سيناء على الإرهاب، شاركت "الجريدة" مع عدد من مراسلي الصحف المحلية والدولية في الجولة الميدانية التي نظمتها القيادة العامة للجيش، إلى منطقة جبل الحلال، أحد أخطر البؤر الإرهابية التي تستخدم في تخزين المواد المتفجرة وتدريب وإعاشة العناصر الخارجة على القانون، لإلقاء الضوء على مدى تقدم القوات على الأرض.

وجبل الحلال من الجبال ذات الطبيعة الطبوغرافية الفريدة، إذ يمتد بطول 60 كيلومتراً من (طريق الحسنة ـ بغداد) بوسط سيناء حتى قرية أم شيحان بعمق 20 كيلومتراً تقريباً، والناحية الغربية من الجبل أرض ذات "غرود رملية كثيفة" يصعب سير المركبات فيها، وفي جنوبه منحدرات حادة يصعب دخولها بالآليات، ومن الشرق يمتد الجبل مع جبل ضلفة ما يُمثل عائقاً للمناورة، أما شمال جبل الحلال فهو الطريق الوحيد الذي يمكن للقوات أن تبدأ هجومها منه.

Ad

الجولة الميدانية التي أجريت خلال الأيام القليلة الماضية، شارك فيها العديد من قيادات الجيش، بينهم قائد الجيش الثالث الميداني اللواء محمد رأفت، الذي بدأ حديثه مع الوفد الإعلامي بالقول: "تطهير جبل الحلال جاء بإيعاز وتوجيهات من القيادة السياسية، وعملية التطهير تمت على ثلاث مراحل". وأوضح قائد الجيش الثالث أن المرحلة الأولى تمثلت في التخطيط الجيد لعملية الاقتحام، فبدأت الأجهزة المختصة في جمع المعلومات بالتعاون مع أهالي سيناء، وتم تحديد المسارب والدروب المؤدية إليه وأماكن تمركز وانطلاق العناصر "التكفيرية"، أما المرحلة الثانية فبدأت بفرض حصار شامل على الطرق المؤدية للجبل بغرض منع دخول الإمدادات للعناصر "التكفيرية" داخل الجبل ونفاذ المخزون الاستراتيجي لديهم وإجبارهم على مواجهة القوات أو الاستسلام.

وفيما يتعلق بعدد العناصر القتالية التي شاركت في عملية الاقتحام، قال قائد الجيش الثالث: "حينما حانت ساعة الصفر دفعنا بـ9 مجموعات قتالية للتمشيط وقتال العناصر التكفيرية، مدعومين بنيران المدفعية والطلعات الجوية، ما أسفر عن قتل 18 تكفيرياً والقبض على 31 عنصراً آخرين"، لافتاً إلى أنه تم اكتشاف "24 كهفاً و8 مغارات داخلها مخازن الذخيرة وأسلحة بكميات هائلة ونظارات مُراقبة وأخرى مخصصة للرؤية الليلية". بينما قال قائد عملية تطهير الجبل: "لقد تمكنّا من إحباط جميع محاولات الهروب أو الدخول إلى الجبل، وتعاملنا مع جميع البؤر الإرهابية، وتم قتل عدد من المسلحين وقمنا بتوقيف آخرين".