العرب إلى واشنطن!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
هناك ثقة أميركية بالأردن وبحكمة سياساته واعتدال مواقفه، إن في عهد هذه الإدارة الجديدة، التي لم يتضح بعد وبصورة نهائية خيرها من شرها، وإنْ في عهد الإدارة السابقة ومعظم الإدارات التي سبقتها وعلى مدى نحو نصف قرن وأكثر، لكن ما سيعطي لهذه الزيارة أهمية خاصة أن العاهل الأردني سيذهب إلى العاصمة الأميركية باسم العرب كلهم، وهذا في حقيقة الأمر يفهم الأميركيون معناه جيداً، ويدركون أن انعقاد قمة البحر الميت، وخاصة في ظل كل هذه الأوضاع الشرق أوسطية المربكة، يشكل تقديراً عربياً للأردن، ويعني ثقة زائدة بالمواقف والسياسات الأردنية.وهكذا فإن المؤكد أن المسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، سيتحدثون مع العاهل الأردني على أساس أنه يمثل العرب كلهم، وأن الرسائل التي ينقلها إليهم هي رسائل عربية، وأن الأهم من بينها أن السياسات التي يتبعها الإسرائيليون بالنسبة للقضية الفلسطينية، برفضهم لحل الدولتين ومواصلتهم عمليات الاستيطان، ستزيد أوضاع الشرق الأوسط المتوترة توتراً، وستضع بين أيدي الإرهابيين حججاً مؤثرة لمواصلة إرهابهم في هذه المنطقة كلها، وتحت عنوان الدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة!وهنا، وهذه مجرد فكرة عابرة، ألم يكن من الأفضل مادام العاهل الأردني سيذهب إلى واشنطن باسم العرب كلهم أن يرافقه في هذه الزيارة الأمين العام للجامعة العربية د. أحمد أبوالغيط، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير على اعتبار أن المملكة العربية السعودية ستستضيف القمة المقبلة في السنة القادمة؟!لقد كانت قمة البحر الميت القمة الثامنة والعشرين في سلسلة القمم التي انعقدت أول واحدة منها في أنشاص عام 1946، وحضرتها مصر (المملكة) والسعودية واليمن وسورية والأردن والعراق ولبنان، وبالطبع فإن موضوعها الأساسي كان موضوع هذه القمة الأخيرة نفسه "وقف العدوان على فلسطين"، ولذلك ومن أجل "التطوير" ألم يكن ضرورياً أن يرأس العاهل الأردني وفداً عربياً إلى واشنطن مادام سيذهب إلى العاصمة الأميركية باسم العرب كلهم؟!