ماكرون يتعهد بـ «تكافؤ للفرص» في ضواحي باريس

سكان الأحياء تعجبهم وعود ميلونشون وبعضهم ينشد التغيير مع لوبن

نشر في 02-04-2017
آخر تحديث 02-04-2017 | 20:27
لوبن تحيي أنصارها خلال تجمع انتخابي وسط فرنسا اليوم (أ ف ب)
لوبن تحيي أنصارها خلال تجمع انتخابي وسط فرنسا اليوم (أ ف ب)
بعد أربعة أشهر من اختياره رمزياً إعلان ترشيحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية من ضاحية باريس، تعهد المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون بـ"بناء تكافؤ للفرص" من أجل تمكين سكان المناطق المحرومة.

ووصل المشاركون من كل فرنسا للتحدث لنحو ساعتين مع ماكرون (39 عاما) أصغر الطامحين إلى الرئاسة، الذي التقى الخميس الماضي نحو مئة من "الأشخاص الآتين من الأحياء الشعبية".

هؤلاء الرجال والنساء، من أصحاب شركات ورجال أعمال وموظفين، ومعظمهم من المهاجرين المغاربة والأفارقة، يروون بالتفصيل قصة نجاحهم من الصفر.

تقول خديجة مدنيب (39 عاما)، وهي نائبة رئيس بلدية ضاحية مانت لا جولي غرب باريس: "لسنا هنا الليلة للحديث عن أولئك الذين يحرقون السيارات. هناك كثيرون يحملون شهادات عليا ودرسوا لأربع أو خمس سنوات بعد نيل البكالوريا هنا. هذا هو التنوع الذي يجب أن يسلط عليه الضوء".

ماكرون، الوزير السابق للرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند والذي انتقل إلى الوسط، هو المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية في أبريل ومايو، جنبا إلى جنب مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، بفارق كبير عن مرشحي اليمين واليسار.

المصرفي السابق، الذي يعِد خصوصا بوضع تدابير للتمييز الإيجابي، يتعرض لانتقادات من بعض النقابات التي تتهمه بالسعي إلى التخلي عن النموذج الفرنسي. لكن في الضواحي، يراه البعض نموذجا للنجاح. وخلال التجمع، قالت شابة متوجهةً إلى ماكرون: "ينتقدونك لأنك كسبت مالا كثيرا لدى روتشيلد، ولكن نحن، في الضواحي، نريد أن نصبح مثلكم"، ورد ماكرون مبتسما: "لدينا خصوصية في فرنسا. لا نحب الفشل، ولا نحب النجاح".

ويتهم ماكرون دائما من خصومه لأنه مرشح "الرابحين من العولمة".

وقرب القاعة حيث عقد الاجتماع، في شوارع سان دوني، أحد آخر معاقل الحزب الشيوعي في "الحزام الأحمر" من الضواحي الباريسية، كان محمد همار أحد أولئك الذين يؤمنون بصورة الرجل الجديد في ماكرون.

ويقول الجزار (47 عاما) الذي ولد في الجزائر "سنجرب ماكرون، لنرى ما الذي سيقدمه شاب"، مضيفا "لديه المكانة ومفوه. انه يوحي بالثقة".

لكن آخرين، ممن يواجهون يوميا انعدام الأمن والبطالة التي وصلت نسبتها إلى 18.5 في المئة في المدينة، لا يشاركون محمد التفاؤل نفسه حيال المرشح.

وبينما كان يجلس على مقعد أمام الكاتدرائية التي دفن فيها ملوك فرنسا، يشاهد ميشال كاستيلوت مرور دورية عسكرية تذكر بأن فرنسا تعيش منذ 18 شهرا في حال طوارئ، وأن الاعتداءات الجهادية أسفرت عن مقتل 238 شخصا ومئات الجرحى منذ عام 2015.

ويقول الرجل المؤيد لمرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلونشون إن "ماكرون لا يعرف الأحياء. لا يعرفها إلا من أعلى".

ويعد ميلونشون بزيادة الحد الأدنى للأجور بمئتي يورو وتثبيت ساعات العمل الأسبوعية بـ32 ساعة وإنهاء خيبات اليسار الحاكم منذ عام 2012.

يذكر آخرون اسم مارين لوبن، لأنهم سئموا ابدال المحلات التجارية الفرنسية التقليدية بمحلات الحلال أو متاجر الألبسة الصينية، أو أيضا في حالة بعض الأشخاص من أصول أجنبية، الاشمئزاز من السياسة.

يقول بائع المجوهرات سليمان حشيش (38 عاما): "لا أؤمن باليسار ولا باليمين. ربما تغير لوبن الأمور. فهي على الأقل صادقة، وليست منافقة".

back to top