تتويجاً لزيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك إلى كوريا الجنوبية العام الماضي، انطلقت الشراكة الكويتية - الكورية الاسكانية، صباح أمس، بتوقيع وزير الدولة لشؤون الاسكان وزير الدولة لشؤون الخدمات ياسر أبل مع مؤسسة الأراضي والإسكان الكورية عقد تخطيط وتصميم مدينة جنوب سعد العبدالله الاسكانية بقيمة 12.5 مليون دينار.وقال أبل، في تصريح له صباح أمس، على هامش توقيع العقد مع الجانب الكوري في مبنى «السكنية»، إن الشراكة الكويتية - الكورية لتنفيذ المدينة الذكية في مشروع جنوب سعد العبدالله ستكون نموذجا يحتذى، لتعزيز الشراكات بين الدول، مؤكدا حرص سمو أمير البلاد وولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء على توفير الرعاية السكنية الكريمة للمواطنين.
وأضاف أبل: «نحن فخورون بهذا المشروع الذي سيكون له اثر مباشر على حياة المواطن عبر التكنولوجيا الذكية في انشاء المدن وجعلها مدينة صديقة للبيئة، إضافة الى انها ستتميز بطابع معماري له اثر ومردود اقتصادي على المدينة»، مبيناً ان المدة الزمنية للعقد سنتان وبقيمة 12.5 مليون دينار.من جهته، قال المدير العام للسكنية بدر الوقيان ان العقد الموقع جاء تتويجا لمذكرة تفاهم تم توقيعها خلال زيارة سمو رئيس الوزراء الى كوريا الجنوبية مايو الماضي، مبيناً ان العقد يتضمن تخطيط وتصميم أعمال الطرق وشبكات البنى التحتية للمدينة، اضافة الى التصميم التفصيلي المعماري والإنشائي والميكانيكي للوحدات والمنتجات الاسكانية المتعددة ضمن بدائل متعددة تطبق لأول مرة في الكويت، وسيصل عدد المنتجات الى ما لا يقل عن 30 ألف وحدة ومنتج سكني فضلاً عن كون العقد يتضمن الدراسات المالية والقانونية والاقتصادية اللازمة لتأسيس الشركة الممثلة بين الجانبين الكوري والكويتي، وستقوم بتنفيذ جميع مراحل المدينة التي ستكون اول مدينة ذكية في البلاد.وأوضح ان المنتجات الإسكانية ستتنوع ما بين قسائم وبيوت وشقق ومجمعات سكنية وبدائل سيضيفها الجانب الكوري، مشيراً الى ان دخول المدينة لجدول التوزيعات سيحدد لاحقا لأن العقد على مراحل، وبوادر التخطيط والتصميم تظهر خلال عام، ويبين تخطيط المدينة بالكامل وأنواع الوحدات السكنية وسيتم توقيع عقد البناء بعد توقيع هذا العقد مباشرة، كما ستتم دراسة نمط البناء من خلال الرجوع الى الخطوات القانونية.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الأراضي والإسكان الكورية سانغ وو بارك: «نحن في جمهورية كوريا الجنوبية ممتنون للشراكة مع الجانب الكويتي لتنفيذ المدينة الذكية في مشروع مدينة جنوب سعد العبدالله، ونحن قادرون على بناء هذه المدينة بأعلى المواصفات العالمية في بناء المدن الذكية ونعمل الآن مع الجانب الكويتي لتحقيق ذلك على مستوى عال من الجودة والكفاءة، وخلال مدة زمنية محددة ومتفق عليها مع الشريك الكويتي»، متمنيا ان تكون هذه باكورة التعاون والعمل المستمر.بدوره، عبر السفير الكوري لدى البلاد يو يون شي عن فخر بلاده بالعلاقات المشتركة مع الجانب الكويتي، «واليوم على الصعيد الاسكاني سنقوم بطرح افضل الخدمات لاحياء مشروع مدينة جنوب سعد العبدالله في البلاد من خلال خبرتنا الطويلة في هذا المجال، وسنعمل على انشاء اول مدينة ذكية في الكويت وفق التكنولوجيا والنظم الحديثة الذكية».
تعاون وإنجاز
من جانبه، قال رئيس اللجنة الإسكانية البرلمانية النائب فيصل الكندري: «نشهد شراكة حقيقية بين دولتين، ونحن سعداء بها لأنها المرة الاولى في الكويت التي يحدث هذا النوع من التعاون دون وسيط قد يتسبب بعرقلة الموضوع، خاصة أن العقد يختص بمدينة خضراء صديقة للبيئة ذات مواصفات مدن ذكية عالمية وفق النظم والتطوير والتكنولوجيا الحديثة، وهي بمثابة الحلم لكل شاب كويتي».بدوره، قال النائب نايف المرداس: «تشرفنا بحضور توقيع عقد تخطيط وتصميم مدينة جنوب سعد العبدالله السكنية مع الجانب والشريك الكوري والتي سينتج عنها مدينة ذكية متطورة وصديقة للبيئة توفر الطاقة، وهي بوادر مبشرة بخير من خلال تعاون بين بلدين لتحقيق احلام المواطن بانجاز مدينة عالمية تضم 30 الف وحدة سكنية متنوعة نمط البناء، وهي خطوة جيدة لحلحلة القضية الاسكانية وتتبعها خطوات اكثر لانهاء هذا الملف وطيه نهائيا».أول مدينة ذكية... بحيرات ومناطق خضراء
يشتمل عقد المدينة على أعمال الدراسات الفنية والاقتصادية والبيئية والعلمية (هيدرولجية، هندسية، جيوفيزيائية، جيوتقنية) وصولاً لإعداد واعتماد المخطط الهيكلي، وتخطيط وتصميم شبكات الطرق الرئيسية، بالإضافة إلى تخطيط وتصميم البنية التحتية التفصيلي للمشروع، وصولاً إلى مستوى القسائم لكل الضواحي السكنية، والمخططات التفصيلية لنماذج وحدات سكنية، وتبلغ مساحة المشروع 6442 هكتاراً، أي 64.42 كم2، ويستوعب نحو 30 ألف وحدة سكنية. ويعتبر أول مدينة ذكية صديقة للبيئة في دولة الكويت، إذ سيتم في تصميمها وتنفيذها استخدام أحدث التقنيات والخبرات والمعلومات ذات الصلة بتطوير المدن الجديدة، واستخدام أحدث الاساليب العالمية في التخطيط والتصميم ونظم الاستدامة الحديثة، حيث سيتم تنفيذ بحيرات ومناطق خضراء وشبكة تجميع قمامة بـ: الشفط، استخدام الطاقة الشمسية، أنظمة النقل الذكية، مركز تحكم بالمدينة للإشارات المرورية وحركة النقل العام والحوادث المرورية وكاميرات مراقبة امنية وادارة السلامة للموارد المائية.