يبدو أن روسيا نجت أمس من هجوم إرهابي كبير، كان يستهدف مدينة سان بطرسبورغ، بالتزامن مع وجود الرئيس فلاديمير في المدينة، وقبل ساعات من انعقاد مؤتمر مؤيد له. إلا أن الإرهاب نجح في تفجير واحدة من العبوات التي زرعها في سان بطرسبورغ، مستهدفا مقصورة ركاب داخل مترو الانفاق في محطة بتروغرادسكايا.

وأعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب الروسية أن الانفجار الذي وقع بمترو الأنفاق أسفر عن سقوط تسعة قتلى وأكثر من 20 مصابا، وأضافت أن انفجارا واحدا وقع بين محطتي «ساحة سينيا» و»معهد التكنولوجيا» في مترو الأنفاق.

Ad

وأشار البيان إلى أن رجال الأمن عثروا على عبوة ناسفة أخرى في محطة «بلوشاد فاستانيا» بمترو الأنفاق في المدينة نفسها وتمكنوا من تفكيكها.

وقالت لجنة التحقيق الروسية في بيان «تم فتح تحقيق حول عمل إرهابي»، موضحة ان المحققين سيبحثون «كل الفرضيات الأخرى المحتملة».

وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين «مازلنا ندرس بالتأكيد كل الاحتمالات: العرضي والإجرامي وقبل كل شيء العمل ذو الطابع الإرهابي».

صورة المنفذ

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء نقلا عن مصدر قوله، إن كاميرات المراقبة في محطة مترو سان بطرسبورغ التقطت صوراً لشخص يشتبه في أنه منفذ التفجير.

وأضاف المصدر أن العبوة الناسفة ربما تركت في حقيبة في عربة بقطار المترو. وعثر على ما يبدو أنه آلة تحكم عن بعد تم تفجير العبوة باستخدامها.

ونشر موقع فونتانكا الإخباري الروسي على الإنترنت صورة شخص قال إن الشرطة تسعى للقبض عليه. وتظهر الصور رجلا ملتحيا في منتصف العمر يرتدي قبعة سوداء.

وقال الموقع إن الرجل دخل محطة بتروغرادسكايا قبل 20 دقيقة من وقوع الانفجار على متن القطار.

وذكر التلفزيون الروسي ان فرق الإنقاذ استخدمت معدات قطع خاصة لانتشال جثث الضحايا والمصابين من المقطورات التي طالها الانفجار، مضيفا أن طائرات مروحية ساهمت في نقل المصابين الى المستشفيات.

تعزيز الإجراءات في موسكو

وعززت السلطات الروسية الإجراءات الأمنية في محطات مترو والأنفاق السكك الحديدية والمطارات، والأماكن العامة داخل العاصمة موسكو بعد التفجير.

وأشارت «روسيا اليوم» إلى انتشار كثيف لعناصر الأمن في مداخل محطات القطارات ومترو الأنفاق في موسكو. وأعلنت إدارة مترو أنفاق موسكو عن اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لضمان أمن الركاب.

موكب بوتين

ونفى الكرملين أنباء تناقلتها وسائل الإعلام أشارت إلى أنه كان متوقعا أن يمر موكب بوتين قرب محطة مترو الأنفاق حيث وقع فيها التفجير في بطرسبورغ.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف تعليقا على سؤال بهذا الشأن: «إنه هراء، والرئيس يعمل في ستريلنا (جنوب بطرسبورغ)». كما نفى بيسكوف أن تكون هيئة الحماية الفدرالية منعت الرئيس بوتين من التوجه إلى منطقة وقوع الحادث في المدينة.

يذكر بهذا الصدد أن الرئيس الروسي يشارك أمس في اجتماع المنتدى الإعلامي الرابع «الحقيقة والعدالة» الذي تنظمه «الجبهة الشعبية الموحدة».

وفي كلمة تلفزيونية مقتضبة قبيل لقائه نظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو، قال بوتين «سنبدأ ويا للأسف لقاءنا مع هذا الحادث المأسوي. اسبابه لم تعرف بعد ومن المبكر الحديث عنها، والتحقيق سيحددها».

وكان تنظيم «داعش» دعا الى ضرب روسيا بعد بدء تدخلها لدعم قوات الرئيس السوري بشار الاسد في سبتمبر 2015. ومنذ ذلك الحين، تعرضت روسيا لعدد كبير من الهجمات، لكنها وقعت جميعا في جمهوريات القوقاز الروسية غير المستقرة.

وأعلنت اجهزة الأمن الروسية مرارا أنها قضت على خلايا جهادية كانت تستعد لضرب موسكو وسان بطرسبورغ.

البورصة

واستقرت مؤشرات الأسهم الروسية خلال تعاملات أمس.

وبحلول الساعة 18:50 بتوقيت موسكو (15:50 بتوقيت غرينيتش) صعد مؤشر»MICEX» للأسهم المقومة بالروبل بنسبة 0.64 في المئة إلى 2008.61 نقطة. كما ارتفع مؤشر«RTS» للأسهم المقومة بالدولار بنسبة %0.83 ليصل إلى 1122.98 نقطة.

في حين، تراجع الروبل بنحو طفيف مقابل الدولار واليورو، وسجلت العملة الروسية قراءة عند 56.37 روبلا للدولار الواحد، وعند 60.05 روبلا لليورو الواحد.

«فيسبوك»

وفعّل موقع «فيسبوك» للتواصل ميزة «أنا في آمان» بعد التفجير. وكان «فيسبوك» أضاف هذه الخدمة بعد هجمات باريس الإرهابية.

«فيسبوك»

وقالت وسائل الاعلام الروسية ان دمشق كانت أول من دان التفجير ووصفته بالاعتداء الإرهابي الجبان»، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا).

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان: «الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف محطتي مترو الأنفاق في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، وأودى بحياة مدنيين أبرياء وإصابة العشرات».

تاريخ طويل من الهجمات في المترو

شهدت محطات المترو في روسيا عددا من التفجيرات الإرهابية خلال 40 عاما خلت، أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، بينما تحارب الحكومة والقوات الأمنية التطرف والإرهاب.

وفيما يلي لمحة عن التفجيرات الإرهابية في خطوط مترو الأنفاق:

• 1977: قام قوميون أرمن بتفجير في إحدى المقطورات بمترو الأنفاق في موسكو، نجم عنه مقتل عدة أشخاص بينهم أطفال.

• 1996: وقع انفجار استخدمت فيه عبوة ناسفة داخل قطار بين محطتي «تولسكايا» و«ناغاتينسكايا»، أسفر عن مقتل 4، ولم يتم الكشف عن المرتكبين.

• 1998: هز تفجير إرهابي قاعة محطة «تريتياكوفسكايا»، وتسبب في جرح 3 أشخاص. ولم يتمكن الأمن من معرفة من خطط ونفذ العملية.

• 2000: تفجير إرهابي يدوي في نفق عبور المشاة، بالقرب من محطة «بوشكينسكايا»، وسط موسكو، نجم عنه مقتل 13 شخصا، ولم يتم القبض على الجناة.

• 2001: تعرضت محطة مترو الأنفاق» بيلوروسكايا» (الخط الدائري) لتفجير إرهابي استهدف منصة الصعود، وتسبب في إصابة 5 أشخاص.

• 2004: فجر انتحاري إرهابي من شمال القوقاز نفسه في مقطورة على الخط الأخضر بمترو أنفاق العاصمة بين محطتي أفتوزافودسكايا وبافيليتسكايا، ونجم عنه مقتل 40 شخصاً.

في العام نفسه: دوى تفجير بمحطة ريجيسكايا على الخط البرتقالي في مترو موسكو نجم عنه مقتل 10، ولم تستطع القوات الأمنية تحديد هوية منفذ الجريمة.

• 2010: نفذت امرأتان تفجيرين انتحاريين في موسكو خلال ساعة الذروة الصباحية في محطتين، وأسفرا عن مقتل 34 شخصا، واتهم الانفصاليون الشيشان بالوقوف وراءهما.