عند تقييم فيلم Life وحده، يمكن رصد ما يكفي من اللحظات المشوقة التي تجعله ممتعاً (لا سيما في نصفه الأول) لكنها غير مؤثرة على المدى الطويل.تدور أحداث الفيلم في محطة فضائية دولية تُكلَّف بجمع عينات من سطح المريخ وتحليلها. أما الفترة الزمنية فتقع في مرحلة من المستقبل القريب (قريب بما يكفي لدرجة أن الطاقم يطلق دعابات عن فيلم الرعب المعروف Re-Animator (مُجَدد الحياة) من عام 1985، ويبدو أن ديفيد موير لم يتقدم في السن كونه لا يزال مذيع الأخبار في قناة «إي بي سي». لكن يبقى الزمن بعيداً بما يكفي لدرجة أن الجنس البشري يستطيع استكشاف المريخ).
كما يحصل في هذا النوع من الأفلام، يرتبط طاقم العمل المؤلف من ستة أشخاص بعلاقة صداقة مرحة، لكن يواجه كل فرد منهم مشاكله الخاصة ضمناً.هيو (أريون باكاري من فيلم Rogue One المحتال) عالِم لامع يحاول تقبّل إصابته بالشلل النصفي. ويبدو روي (راين رينولدز) كوميدياً يستعمل الفكاهة لإخفاء عواطفه الأخرى. أما ديفيد (جايك غيلينهال)، فيحب المشاركة في المهام الفضائية كي لا يضطر إلى التعامل مع معظم البشر على كوكب الأرض. يريد شو (هيرويوكي سانادا من فيلم The Wolverine المستذئب) من جهته أن يعود إلى دياره لرؤية ابنه المولود حديثاً. تبدو ميراندا (ريبيكا فيرغسون من فيلم Mission:Impossible — Rogue Nation (مهمة مستحيلة: أمّة مخادعة) بدورها منضبطة لكنها ربما تكون مخطئة. أخيراً، تظهر الروسية كات (أولغا ديهوفيشنايا من فيلم House of Others منزل الآخرين) أقل حضوراً لكنها تعطي لمحة عن التعاون الأميركي الروسي.
«المولود الجديد»
يكتشف هيو في تربة الكوكب الأحمر ما يظن أنه مجرّد كائن خامد وأحادي الخلية، فيعيده إلى الحياة ويُسَرّ جميع أعضاء الفريق لأنهم قابلوا أول كائن حي لا يأتي من كوكب الأرض. حتى أنهم يحبون اكتشافهم لدرجة أنهم يطلقون عليه اسماً: كالفن.لكن سرعان ما تتحول السعادة إلى خوف من «المولود الجديد» الذي ينمو بلا توقف ويشعر بالجوع كجميع الأولاد في مراحل نموهم.بعدما يهرب كالفن من المختبر، يتطرق الفيلم ببراعة إلى الخوف من تنقّل كائن وحشي هارب والعجز عن إلقاء القبض عليه. سيكون الوضع سيئاً بما يكفي لو كان ذلك الكائن من فئة الصراصير أو الجرذان أو حيوانات الراكون. لكن يختلف الوضع إذا كان كائناً فضائياً ذكياً يشبه الأخطبوط ويقتات من لحم البشر.مخالفة التوقعات
رغم جوانب الفيلم المألوفة، تبقى هذه اللحظات الأولى مشوقة فعلاً. استناداً إلى سيناريو من كتابة الثنائي ريت ريز وبول ويرنيك (Deadpool قائمة الأموات وZombieland أرض الزومبي)، ينجح المخرج دانيال إيسبينوزا (Child 44 الولد 44)، Safe House المنزل الآمن) بمخالفة التوقعات عبر حدث مفاجئ يصيب إحدى الشخصيات في مرحلة مبكرة نسبياً.لكن سرعان ما يتراجع مستوى التشويق في فيلم Life وتصبح أحداثه مألوفة مع اقتراب النهاية المتوقعة. يقول رينولدز بعض السطور المضحكة لكن يتردد ريز وويرنيك المعروفان بدمج الكوميديا مع مشاهد الحركة في ضخ جرعة إضافية من الفكاهة وكأنهما يريدان أن يقدّما فيلماً مرعباً عن الوحوش بكل بساطة.إنه هدف جدير بالثناء لكن لا ينجح فيلم Life في تحقيقه دوماً. في الفضاء، لا أحد يستطيع سماعك حين تصرخ... أو تتثاءب!