في الحقيقة، من الطبيعي مصادفة "مدمني عمل" في شتى مجالات الحياة، فالكثير يقدرون وظائفهم ويتفانون في خدمة مؤسساتهم ومراعاة مصالحها، كما لو أنها ملك لهم، فالشعور بحب العمل أمر صحي للمؤسسات بحد ذاتها، وقد يكون إيجابيا أيضا للموظف، فهذا الأمر كفيل بإعطاء أي شخص ارتياحا نفسيا خلال العمل، مما يزيد من طاقته الإنتاجية، نظرا للحالة النفسية التي يعيشها، الأمر الذي يقود الموظف الى التشبث بوظيفته مهما كان، وحتى في ظل الضغوط التي قد يتعرض لها من مسؤوليه.وفي عالم كرة القدم، يوجد العديد من نجوم اللعبة يتملكهم الولاء والحب لناديهم، وبالتالي يبرز مجهودهم المضاعف خلال المباريات، والأمر ذاته ينطبق على إداريي ومدربي بعض الأندية.
في الغالب، يصعب استمرار مدرب على رأس الجهاز الفني لناديه لفترة تفوق السنوات الخمس، فدائما ما يبحث الناجحون منهم عن تجارب جديدة في بطولات مختلفة، ويتملكهم طموح بتحقيق مزيد من النجاحات مع أندية مختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يعتبر جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد دلالة واضحة على نظرية المدربين الراغبين بتحقيق النجاحات في مسابقات مختلفة.فبعد الإنجازات التي قدمها في بداية مسيرته كمدرب مع بورتو البرتغالي وقيادته للفوز بالعديد من الألقاب المحلية ومن ثم دوري أبطال أوروبا، اختار المدرب البرتغالي الرحيل وخوض تجربة جديدة، ليحط الرحال في تشلسي الإنكليزي ويسطر تاريخا لامعا للنادي بإحرازه لقب الدوري الإنكليزي في موسمين متتاليين، إضافة الى العديد من الألقاب المحلية الأخرى، ودائما ما كان مورينيو يشيد بالنادي الذي يتولى الإشراف عليه ويبرز عشقه وولاءه، إلا أنه يختار في نهاية الأمر البحث عن مغامرة جديدة، ولذلك ترك مورينيو تشلسي ليتوجه الى مدينة ميان الإيطالية، ويتولى الإشراف على نادي الإنتر الذي كتب معه تاريخا جديدا بإحرازه لقب الدوري الإيطالي لموسمين متتاليين أيضا، وكذلك حقق ثلاثية تاريخية عام 2010 بإحراز لقب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، ليعيد النادي اللومباردي الى قمة كرة القدم الأوروبية بعد غياب طويل، وبعد ذلك رحل مورينيو الى إسبانيا ليشرف على النادي الملكي ريال مدريد، ويحرز لقب الليغا في فترة كان برشلونة مسيطرا فيها على كرة القدم الإسبانية والأوروبية، وأخيرا عاد "المميز" الى إنكلترا، ليحط الرحال في نادي مانشستر يونايتد ويخوض مغامرة جديدة.من الأمور التي لا يمكن إغفالها، دفاع مورينيو عن لاعبيه في جميع الأندية التي أشرف عليها، حتى إن بعض لاعبيه ودعوه بالدموع بعد إعلانه ترك النادي مثلما حدث عند استقالته من تدريب إنتر ميلان، حيث لم يتمالك لاعبو النيراتزوري أنفسهم وأجهش بعضهم بالبكاء، وعلى رأسهم المدافع المشاغب ماركو ماتيراتزي، ولعل إخلاص مورينيو للأندية التي دربها واحترامه للثقة التي أولتها إدارة النادي إليه، جعلت منه المدافع الأول للفريق في المؤتمرات الصحافية والمقابلات التي يجريها مع وسائل الإعلام، مورينيو ليس فقط مدربا، فهو أبرز مشجع متعصب لأي ناد أشرف على تدريبه، فلا يمكن وصف علاقة المدرب البرتغالي مع الأندية التي دربها بأقل من الإخلاص والحب.
فينغر أيضاً لا يختلف!
من جانب آخر، يبرز موضوع رغبة جماهير نادي أرسنال الإنكليزي برحيل المدرب الفرنسي ارسين فينغر، حيث لم تعد جماهير النادي ترغب في بقاء المدرب أكثر من ذلك، فمنذ فترة طويلة أصبحت جماهير آرسنال تستعد لمؤازرة فريقها بالتوجه الى استاد "الإمارات" وحمل يافطات المطالبة برحيل فينغر.فبعد 21 عاما من توليه الإشراف على "المدفعجية" أصبح المدرب الفرنسي عالة على النادي، حيث لم يتمكن آرسين فينغر من تحقيق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز منذ عام 2004، أي منذ 13 عاما تقريبا، وذلك على الرغم من الإمكانات المالية الهائلة المتوافرة في خزائن النادي الإنكليزي، والدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به آرسنال، كما أن فينغر لم يحقق أي لقب أوروبي لفريق العاصمة لندن، ويبدو أن جماهير النادي لم تعد ترغب إطلاقا في بقاء المدرب الذي كان يعتقد أنه بمنزلة "اليكس فيرغسون" مان يونايتد، فشتان بين إنجازات المدربين.وعلى الرغم من ذلك، من الواضح أن فينغر لا يريد الحفاظ على ماء الوجه على أقل تقدير، فقد أبدى مرارا رغبته بالبقاء، متجاهلا مطالبات الجماهير وطموحاتها، كما أن عددا من اللاعبين أيضا عبروا عن رغبتهم بالرحيل، بسبب افتقاد النادي طموح تحقيق البطولات مثل النجم التشيلي اليكس سانشز.وأبقى فينغر الغموض حول مستقبله مع النادي اللندني قبل أشهر من انتهاء عقده معه، مشددا على أن التقاعد بالنسبة إليه يعني "الموت".وقال المدرب المخضرم "التقاعد هو موت، أنا مازلت أتابع كل مباراة في كرة القدم، وأجد ذلك مثيرا للاهتمام".وبذلك، أصبح واضحا أن فينغر يبحث عن إنقاذ حياته على حساب موت أحلام جماهير المدفعجية بإعادة النادي الى مصاف أندية القمة في إنكلترا وأوروبا، فشتان بين حب وولاء مورينيو لمختلف الأندية التي دربها، وحب فينغر لذاته على حساب ناديه الذي تحمل إخفاقاته سنوات طويلة. الأسوأ هذا الأسبوع
روبينهو
حارس مرمى جنوى تسبب في خسارة كارثية لفريقه أمام اتالانتا، استقبل خمسة اهدافا كان بالامكان التصدي لمعظمها.أكيربي
مدافع ساسولو أهدى إلى لاتسيو انتصارا في الدقائق الاخيره من عمر المباراة، بهدف ساذج في مرمى فريقه.دوناروما
حارس مرمى ميلان تسبب في فقدان فريقه لنقطتين ثمينتين أمام الفريق المتواضع بيسكارا بسبب فشله في السيطرة على تمريره زميله.