في عملية وصفت بالجريئة والأولى من نوعها في سورية، قامت قوات النخبة البريطانية بعملية إنزال بالمظلات ليلا ضد تنظيم "داعش"، لدراسة نقاط القوة والضعف غرب صحراء الرقة.

وكشفت صحيفة "ذي صن" عن مشاركة القوات الجوية الخاصة البريطانية إلى جانب مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وقوات سورية الديمقراطية (قسد) في السيطرة على سد الفرات وقاعدة الطبقة الجوية، موضحة أنها شنت سلسلة غارات خلف خطوط العدو، وأمنت المنطقتين.

Ad

وأوضحت صحيفة "ديلي ميل"، أن النخبة البريطانية قفزت من طائرات هيركوليز "سي- 130" العسكرية ووجهت مظلاتها باتجاه غرب صحراء الرقة، حيث يوجد سد الفرات وقاعدة الطبقة الجوية، موضحة أن العملية استغرقت ساعات تخللها إطلاق نيران كثيف وبدعم من مروحيات "أباتشي".

وسمحت المخابرات البريطانية للجنود بالعمل مع "قسد" لاستعادة سد الطبقة، الموجود على نهر الفرات في 21 مارس، بمساعدة القوات الجوية الأميركية، بحسب مصدر مطلع أوضح أنّ "القوات الخاصة البريطانية قامت بدورها، لمعرفة نقاط الضعف في الدفاعات والسماح لقسد بتحقيق انتصار كبير".

هجوم معاكس

وباغت "داعش" "قسد" المتمركزة في ريف محافظة الرقة بهجوم معاكس، تمكن خلاله من قتل أكثر من 70 عنصراً من القوات ذات الغالبية الكدردية المدعومة من "المارينز"، بحسب وكالة "أعماق، الذراع الإعلامية للتنظيم المتطرف.

وأكدت المتحدثة باسم "قسد"، جيهان شيخ أحمد، الهجوم، الذي قتل فيه العشرات، بدأ باستهداف "داعش" تجمعاً عسكرياً بسيارتين مفخختين في قرية عجيل بريف الرقة الغربي، موضحة أنه كلما اقتربت القوات من محاصرة البلدة والسد تزايدت مقاومة التنظيم.

معردس ومحردة

ميدانياً، استعادت القوات الحكومية السورية والمسلحون الموالون لها أمس بلدة معردس في ريف حماة الشمالي وسيطرت على الجسر الواصل بينها وبين مدينة صوران شمال حماة.

وأفاد مصدر عسكري سوري بأن عملية عملية اقتحام معردس، التي خسرها النظام في 20 مارس الماضي، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من مقاتلي المعارضة، جميعهم في القصف الجوي والمدفعي داخل البلدة وفي محيطها.

وبث الإعلام الحربي صورا ومقاطع فيديو لعناصر النظام وميليشيا "الدفاع الوطني" تتمركز داخل الأحياء السكنية بمدينة محردة، ذات الغالبية المسيحية، في إطار حملتها لاستهداف مدينة حلفايا المجاورة في ريف حماة الشمالي بالدبابات وراجمات الصواريخ، من بين منازل المدنيين.

ودفع هذا الأمر فصائل المعارضة، التي طمأنت أهالي البلدة المسيحية بأنها محيدة عن هجومها، "جيش العزة" لاستهداف مدفع يتمركز في الأحياء الشرقية لمحردة، وبث شريطاً يظهر عملياته وسط البلدة المجاورة لمدينة حلفايا.

وفي تطور لافت، أرسل الرئيس بشار الأسد رقم هاتفه الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب مع عضوة الكونغرس تولسي غابارد أواخر العام المنصرم للتواصل معه سريعا في حال أراد الاتصال به، إلا أن ترامب لم يجر ذلك الاتصال المرتقب من دمشق حتى الآن.

وبحسب تقرير نشر في وسائل إعلام تابعة لميليشيا "حزب الله"" اللبناني، فإن غابارد "فوجئت" بترحيب الأسد فيما لو اتصل به ترامب من دون أن "يتشاور" مع حلفائه "الروس والإيرانيين"، على حد ظن الأميركيين في أنه "لن يجرؤ" على ذلك، خصوصا "من دون إذن موسكو".

مجرم حرب

وفي حين انتقدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي التدخل الروسي في سورية وحمايتها للأسد، بالرغم من أنه "مجرم حرب"، أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل عن اعتقاده بأن المساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي ليس من المجدي تطرقها إلى مسألة بقاء الأسد في السلطة في البداية، "لأن ذلك لن يقود إلا إلى تعقيد كل شيء".

وفي مستهل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، شدد زيغمار على أنه لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى إفلاته من العقاب، محذراً من "تركيز الجميع فقط على مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش، وإبقاء ديكتاتور ارتكب جرائم مفزعة في المنطقة، في مأمن على الدوام".

دور مستقبلي

وبعد إقرار الولايات المتحدة الخميس بأن رحيله لم يعد "أولوية" لها، وأنها تبحث عن استراتيجية جديدة لتسوية النزاع، اعتبر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أنه لا يمكن للأسد البقاء في السلطة في ختام المرحلة الانتقالية السياسية التي يدعون إليها، مؤكدين أنه لن يكون هناك سلام دائم في ظل نظامه الحالي.

وعند وصوله إلى اجتماع الاتحاد الأوروبي، قال وزير الخارجية الهولندي برت كوندرس: "لدينا على الدوام الموقف نفسه، لا أعتقد أن هناك مستقبلا للأسد، لكن القرار يعود للشعب السوري".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إنه يجب "حصول انتقال سياسي فعلي، وعند انتهاء العملية السياسية، وحين يتعلق الامر ببناء سورية المستقبل، لا يمكن لفرنسا أن تتصور للحظة أن الأسد يمكن أن يديرها طالما أنه يتحمل مسؤولية في الوضع الراهن، أكثر من 300 ألف قتيل وسجناء وتعذيب وبلد مدمر، اعتقد أنها مسألة الحس بالمسؤوليات".

اتفاق التهجير

في غضون ذلك، أصدرت فصائل الجيش الحر بيانا دانت فيه اتفاق "تبادل السكان بين مناطق الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة"، الذي أبرمته كل من حركة "أحرار الشام" وهيئة "تحرير الشام" مع "حزب الله" والحرس الثوري اﻹيراني، مطالبة الدول الراعية له ببيان موقفها بشكل واضح من ملابساته ونشر كل تفاصيله.

واعتبر الجيش الحر، أن الاتفاق "يؤسس لمرحلة خطيرة من التطهير العرقي والطائفي، تمهيدا ﻹعادة رسم حدود الدولة السورية، كما يعتبر جريمة ضد الإنسانية ومخالفاً ﻷحكام الفقرة (د) من المادة 7 من النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية".

وكشف كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف محمد صبرا عن مساع حثيثة مع المسؤولين في قطر من أجل إلغاء الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية قطرية- إيرانية لإخلاء البلدات الأربع، معتبرا يمثل جريمة بحد ذاته.