كما كان متوقعا، وفي تصعيد كردي كبير، صوت مجلس محافظة كركوك شمال العراق، اليوم، على قرار يتضمن إجراء استفتاء في المحافظة الغنية بالنفط والمتنازع عليها، حول الانضمام الى إقليم كردستان، وذلك وسط مقاطعة الأعضاء العرب والتركمان للجلسة.

كما صوت المجلس، بالإجماع على رفض قرار البرلمان العراقي إنزال العلم الكردستاني عن الدوائر الرسمية للمحافظة.

Ad

ونتيجة أي استفتاء في الوقت الراهن ستكون لمصلحة الأكراد الذين يسيطرون على المحافظة بالفعل منذ 14 عاما، وقد ساهمت قوات البيشمركة الكردية في حماية المدينة من هجمات «داعش».

وطالب نواب المكون التركماني، رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بـ «موقف واضح» مما يجري في المحافظة، مشيرين الى أن قرارات مجلس محافظة كركوك «أحادية ومخالفة للقوانين النافذة».

في سياق متصل، نفى «الحشد التركماني» بزعامة أبورضا النجار، وهو أحد تشكيلات الحشد الشعبي تهديده بالدخول إلى كركوك بالقوة في حال تم التعرض للنائبين التركمانيين نياز معمار أوغلو وحسن توران».

في المقابل، طالب ريبوار طه، النائب الكردي عن محافظة كركوك العضو في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، وزارة الخارجية العراقية والحكومة بـ «الرد على التدخلات التركية بالشأن الداخلي»، معتبرا أن «مرجعية الجبهة التركمانية هي تركيا الطامعة بإعادة أمجاد الدولة العثمانية، والاستيلاء على ارض وثروات البلد». وكان رئيس «الجبهة التركمانية» أرشد الصالحي قال اليوم الأول إنه سيجري مباحثات في أنقرة مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بشأن أزمة محافظة كركوك، مشيرا الى أن وفدا تركمانيا آخر توجه الى إيران لبحث الموضوع ذاته مع المسؤولين في طهران.

ودخلت تركيا على خط الأزمة بقوة، إذ طالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكراد العراق بإنزال العلم الكردي، الذي رفع في مدينة كركوك شمال العراق، محذرا من أن الإحجام عن القيام بذلك سيضر بعلاقاتهم مع تركيا.

وقال إردوغان: "لا نوافق مطلقا على الزعم بأن كركوك للأكراد. كركوك للتركمان والعرب والأكراد إذا كانوا هناك. لا تبدأوا في الزعم بأنها لكم، وإلا سيكون الثمن باهظا. ستضرون بالحوار مع تركيا".

وقال الرئيس التركي، في تجمع حاشد في إقليم زونجولداك على البحر الأسود، "أنزلوا ذلك العلم فورا"، داعيا إدارة اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، الذي يعد حليفا له، إلى إعادة تقييم الموقف.

وفي الموصل، حيث شددت القوات العراقية حصارها على مسجد النوري في المدينة القديمة، قال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد جودت، إن قواته تفتح ممرات آمنة لإجلاء السكان بالكامل من المدينة القديمة.

جاء ذلك بينما أعلنت القوات العراقية قتل قياديين في «داعش» بينهما قائد الانغماسيين العرب ومسؤول تجنيد الأشبال، في غارة كبيرة شنت على حب التنك شمال الساحل الأيمن من الموصل.

وأفاد القيادي في شرطة محافظة نينوى النقيب يونس ذنون، اليوم، بأنه تم العثور خلال عملية تمشيط الأحياء المحررة في الساحل الأيمن من الموصل على مقبرة جماعية تضم 24 جثة مجهولة الهوية غالبيتهم من النساء، عليها آثار تعذيب ومتفسخة، داخل مسجد الزهراء.

وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم، أن أكثر من 300 ألف شخص فروا من الموصل منذ بدء الحملة العسكرية في أكتوبر الماضي. وقال مكتب المنسق الإنساني التابع للأمم المتحدة في العراق اليوم، إنه يتوقع فرار المزيد من الأشخاص من القتال وتوسع مخيمات النازحين في شمال وشرق الموصل. في سياق آخر، منع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم، «مجاهدي سرايا السلام» من الترشح للانتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة، عازيا ذلك الى «ضياع جهدهم في بئر السياسة المقيتة». وتشهد الساحة العراقية نقاشا محموما حول مشاركة «الحشد الشعبي» في الانتخابات المقبلة. ويرفض رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي هذا الأمر، وقد دعا أكثر من مرة بوضوح الى عدم زج «الحشد» بالسياسة. وفي تطور ميداني آخر، أفاد مصدر محلي في محافظة الأنبار بأن مقاتلي العشائر وبدعم من التحالف الدولي بدأوا عملية واسعة لتطهير صحراء الرطبة في محافظة الأنبار من جيوب لـ «داعش».

وأوضح المصدر أن «تلك القوات ستقوم بتطهير أكثر من 40 كيلومترا من الجهة الشمالية الغربية للرطبة».

وأكد قائممقام قضاء الرطبة عماد الدليمي أن العملية تهدف الى تأمين منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن.