كامل العبدالجليل: المخطوط العربي ذاكرة الأمة الحية
65 وثيقة نادرة في معرض المكتبة الوطنية بالاشتراك مع الجامعة والأوقاف
احتفلت مكتبة الكويت الوطنية بيوم المخطوط العربي بإقامة معرض في بهوها ضم 65 كتاباً وخريطة ولوحة من مختلف العصور.
افتتح المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل، صباح أمس معرض المخطوطات العربية الذي يقام في بهو المكتبة مدة 3 أيام.وقال العبدالجليل، لـ"الجريدة"، إن هذا المعرض يقام بمناسبة يوم المخطوط العربي الذي أقره الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي عام 2013، وتبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باعتماد الرابع من أبريل من كل عام ليكون يوما للمخطوط العربي، وهو يوافق تاريخ انشاء معهد المخطوطات العربية في عام 1946.وأضاف أن هذا اليوم له أهمية كبيرة وتوليه مكتبة الكويت جل اهتمامها لأن المخطوط من بواكير حركة الثقافة والعلم ورافد مهم من روافد ما قدمه العلماء العرب في مختلف المجالات.
وأوضح أن إقامة هذا المعرض هي لتوضيح مدى اهمية وضرورة المحافظة على تراث المخطوط العربي وصيانتها وترميمها والحيلولة دون تشويهها باعتباره الذاكرة الحية للأمة و ثروة قومية كان له دور فاعل في صنع الحضارة الانسانية. وشدد على أن المخطوطات العربية التاريخية النادرة إرث ثقافي وعلمي يستوجب من جميع الجهات الحكومية والأهلية الحفاظ عليها وحمايتها من التلف وعرضها للمهتمين والباحثين لما تضمه من معلومات تاريخية وتوثيقية مهمة.وبين أن مكتبة الكويت الوطنية تحفل بعدد كبير ومتنوع من المخطوطات العربية النادرة لحقب تاريخية مختلفة، كما يوجد ايضا في عدة جهات حكومية منها جامعة الكويت ووزارة الاوقاف ومركز البحوث والدراسات الكويتية. وشارك في المعرض بجانب مكتبة الكويت الوطنية الجهة المنظمة وصاحبة الضيافة، كل من ادارة المخطوطات والمكتبات الاسلامية في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ومكتبة جابر الاحمد التابعة لإدارة المكتبات بجامعة الكويت ومركز البحوث والدراسات الكويتية وضم المعرض 33 كتابا نادرا من أمهات الكتب العربية التي كتبت في عصور مختلفة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "المنقى في الأحكام عن خير الأنام" من تأليف العلامة مجد الدين عبدالسلام ابن تيمية و"دلائل الخيرات أدعية وأذكار" من التراث العربي، و"الميسر في شرح مصابيح السنة" للمؤلف فضل الله بن حسين والذي دونه في عام 600 هجرية و"السعادة الفاخرة في سيادة الآخرة" لمؤلفه ملا لطفي التوقادي و"منهج السالك إلى الفية بن مالك" من تأليف نور الدين أبي الحسن الأشموني، و"نزهة النظر شرح نخبة الفكر" لمؤلفه ابن حجر العسقلاني و"شرح آداب البحث" من تأليف ملا حنفي و"حاشية على شرح الحنفي للآداب" لمؤلفه مير أبو الفتوح محمد الاردبيلي. كما ضم المعرض مجموعة من المصاحف الشريفة المدونة بمداد من الذهب والفضة والاحبار النادرة ومكتوبة بأنواع الخطوط العربية من الكوفي والرقعة النسخ والثلث والفارسي والإجازة والديواني والطغراء. ولم يقتصر المعرض على المخطوطات فقط ولكن افرد جناحا كبيرا ضم 32 لوحة من لوحات للخطوط العربية والخرائط والرسومات الايضاحية لمسالك المواني التي قدمها عبدالله يوسف الغنيم وتضمنت المخطوطات الجغرافية العربية في مكتبة البودليان بجامعة اكسفورد والتي قام بنفسه بتصوير بعضها ونقل رسم بعضها وتلوينه بحسب ما جاء في الاصل، ومنها خريطة العالم كما وردت في مخطوط نزهة المشتاق للشريف الادريسي، وخريطة الارض كما جاءت في كتب الجغرافيا للزهري وكتاب خرائط بحرية للصفاقسي والذي ألمح فيها الى العالم الجديد القارة الاميركية قبل اكتشافها بسنوات عديدة، وكتاب عجائب المخلوقات للقزويني، وصورة عن وادي النيل، كما وردت في كتاب الروضة الزاهية في ولاة مصر المعزية.كما تضمنت مخطوطات عبدالله الغنيم لوحات عن معالم البر وصور المواني في المرشدات البحرية الكويتية، ومن أبرزها ما رسمه المرشد البحري للنوخذة الكويتي منصور بن ابراهيم من الرسومات الخاصة للموانئ التي مرت عليها السفن الكويتية، سواء في الخليج العربي او الساحل الجنوبي للجزيرة العربية والساحل الشرقي لافريقيا وساحل آسيا وما بها من معالم كالجبال والعلامات المختلفة والممرات الآمنة.
نظام خاص لترميم أمهات الكتب
تعتزم مكتبة الكويت الوطنية أن تجمع الكتب والمراجع والوثائق النادرة الموجودة لدى بعض المكتبات الخاصة، والتي من بينها مكتبة عبدالعزيز حسين، من أجل المحافظة عليها وحمايتها. وسيتم ذلك من خلال نظام خاص لترميم وصيانة المخطوطات بأحدث الأجهزة والمعالجات المتخصصة على يد خبراء متخصصين من العاملين في المكتبة الوطنية المؤهلين للقيام بعمليات الترميم وعرض الجواهر من أمهات الكتب التي تجاوز عمر بعضها مئات السنين بطريقة علمية مريحة للنظر، في أماكن بارزة داخل المكتبة مع مراعاة مستوى الإضاءة، ودرجة الحرارة، واستخدام أجهزة التكييف بدرجات معينة لوجود بها نظام مقنن للحفظ. ويأتي حرص المكتبة الوطنية على جمع هذه المخطوطات والكتب لأنها تمثّل نتاج قرون من معرفة وإبداع في مجالات الثقافة والادب والشعر، ولا يقتصر الأمر فيها على ابداع مبدعيها، كما تحمل هذه الكتب أيضا بين سطورها وهوامشها حكايات فترات ذهبية للحضارة العربية والاسلامية التي ألهمت العالم في الوقت الذي كان البعض يعيش في الظلام.وتهدف عملية جمع النادر من الكتب التي يمتلكها البعض الى تحقيق الاستفادة القصوى منها لكل من يعشق زيارات التاريخ، إضافة إلى تخليد صاحب هذه المخطوطات او الوثائق او الكتب النادرة بوضع اسمه على ركنه.
مكتبة الكويت الوطنية تحفل بعدد كبير من المخطوطات الوطنية