في تصريح تلفزيوني له أخيراً، ربط زياد الرحباني بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في لبنان وبين الإخوان المسلمين في مصر، واتهمه بتنفيذ جريمة التفجير في كنيسة سيدة النجاة في منطقة الزوق شرق بيروت، رغم تبرئته منها من المجلس العدلي. على الأثر، تقدّم محامي د. جعجع بشكوى قدح وذم ضد الرحباني أمام محكمة المطبوعات في بيروت.

في التفاصيل، أنه في 29 مارس 2017، أصدرت محكمة المطبوعات في بيروت برئاسة القاضي روكز رزق وعضوية المستشارتين نوال صليبا ورولا عبد الله، قراراً بموضوع شكوى جزائية كان تقدّم بها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بواسطة وكيله المحامي سليمان لبس ضد زياد الرحباني، ذلك على خلفية قول الأخير عبر شاشة الــ«أن بي أن» في برنامج «أبيض وأسود» مجموعة أقوال حملت قدحاً في حق جعجع، ما حدا بالمحكمة إلى إدانة المدعى عليه زياد الرحباني بجرائم قانون المطبوعات وتغريمه بمبلغ مليون ليرة لبنانية وإلزامه بقبول رد المدعي، وبنشر تصحيحه أو تكذيبه، إضافة إلى تحميله الرسوم والمصاريف كافة.

Ad

تضامن مع زياد

فور صدور القرار، أنشأ متابعو زياد الرحباني هاشتاغ #تضامن_مع_زياد_الرحباني، وأصدروا بياناً اعتبروا فيه أن الحكم الصادر في حقه إنما صادر في حق كل مواطن مقهور في ظل الفساد والتعسف الذي بات مباحاً من دون أي رادع.

أضاف البيان: «لن يكون زياد أول وآخر من يقول الحقيقة المرة عن القوات وغيرها، ولن تردعه هذه الغرامة هو وأصحاب الذاكرة والضمير الحي عن قول الحق والرأي. وهذه الحقيقة المقيتة يحاول أصحابها إلباسها ثوب العفة والطهارة والبطولات والأمجاد الدموية المزيفة».

وبناء عليه، أبدت مجموعة محبي زياد الرحباني استعدادها التام «لدفع تكاليف الحكم الصادر في حق الفنان في حال لزم ذلك، «كتعبير عن تضامننا معه، فهو صاحب الضمير الحي والرأي الحر والفكر التقدمي والإبداع الفني». وتابعت المجموعة: «يأتي ذلك إحساساً منّا بالمسؤولية بالدفاع عن صوتنا المتبقي في زمن أصبح الرأي محرّماً وصوت الحقيقة نشازاً، بينما بقينا نحن وزياد وسنبقى دوماً نعزف أناشيد الحرية ونصوغ للحق أشعاراً وأبياتاً ونسمع الموسيقى التي تعلو أصواتها على أزيز رصاصكم وتسحق نيران حقد اغتيالاتكم وجرائمكم التي تسمونها زوراً «مقاومة».

هجوم بالجملة

حفلت السنوات الأخيرة بمجموعة تصريحات لزياد الرحباني وزّع فيها التهم يميناً وشمالاً على هذا السياسي وذاك الزعيم، ولم يتورّع في إحدى المرات عن توريط والدته السيدة فيروز عندما صرّح في مقابلة تلفزيونية بأنها تؤيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. في المقابل، اتهم الفنان حزب الله بالتشويش على الحفلة الموسيقية التي أحياها منذ سنوات في منطقة الناقورة في جنوب لبنان. كذلك اتهمه باحتكار المقاومة وتهميش قيادات من أبرزها الحزب الشيوعي وشخصيات يسارية لبنانية ساهمت في تحرير جنوب لبنان، ومما قال في هذا المجال: «يأخذ حزب الله منا ولا يعطينا شيئاً في المقابل. هو لا يرد علينا بالمثل، حتى إنه لا يذكر اسمي بتاتاً».

يذكر أن الرحباني كان المؤيد الأول لحزب الله بعد حرب تموز 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان، وكانت تربطه به علاقة طيبة.

كذلك كان لرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط نصيب من سهام زياد الرحباني فاتهمه بأنه لم يعمل يوماً على تطوير الحزب التقدمي الاشتراكي، بل تركه حزباً قروياً. في المقابل، أبدى دعمه ترشيح رئيس حزب «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لا بل وجد في فيرا يمين المسؤولة الإعلامية في حزب المردة نموذجاً آخر يستحق الترشح للرئاسة، واعتبر أن النائب السابق نجاح واكيم أقرب الأشخاص إليه.

مواقف من الربيع العربي

لم تسلم التطورات في المنطقة العربية من سهام زياد الرحباني، فحمل الربيع العربي مسؤولية تأجيج الطائفية في العالم العربي، التي اعتبرها أحد أنواع العنصرية ومن السهل أن تتحوّل المشاعر الطائفية إلى حرب، معلناً صراحة أنه مع المشروع الروسي في سورية.

هذا الموقف بالذات دفع طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، إلى مقاطعة جلسة حوارية مع الفنان زياد الرحباني، ورفعوا لافتات كُتب عليها «موهوب فنياً.. ساقط إنسانياً» و«عايشة الثورة بلاك وبلا تنظيرك يا ولد»، في إشارة إلى أغنية «عايشي وحدا بلاك وبلا حبك يا ولد»، كذلك رفعوا لافتة أخرى تتهم ابن عاصي وفيروز بالفاشي، وكتبوا «شي فاشي».