كثف التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن جهوده لإطلاق حملة بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، المطل على البحر الأحمر، الخاضع لسيطرة الميليشيات الحوثية الانقلابية.

واستقبل مطار عدن الدولي، مساء ليل الاثنين ـ الثلاثاء أربع طائرات شحن عسكرية أميركية من نوع «سي 130»، تحمل عتادا عسكريا وأسلحة وسط استنفار أمني وتحليق مكثف لمقاتلات ومروحيات تابعة للتحالف.

Ad

وأفاد مصدر أمني بأن الأجهزة الأمنية أغلقت مساء أمس الأول المطار احترازيا استعدادا لوصول العتاد العسكري، متوقعا أن يستخدم العتاد الأميركي في العملية التي تعتزم قوات التحالف شنها للسيطرة على الميناء الواقع غرب اليمن.

وباتت عملية تحرير الميناء وشيكة بحسب تصريحات المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، بعد تجاهل الأمم المتحدة طلب الإشراف على الميناء، وبعد أن تبين حجم الفائدة التي تجنيها الميليشيات المتمردة بما في ذلك التحكم بتدفق إمدادات الإغاثة الإنسانية وتغيير وجهتها لدعم التمرد ومنع وصولها للمتضررين.

وأثار إعلان التحالف الذي تقوده السعودية المضي قدماً في تنفيذ خطته العسكرية، لدعم استعادة سيطرة الحكومة اليمنية على ميناء الحديدة، قلق الانقلابيين بشكل جدي، وبدؤوا التحرك لدى بعض الدول الكبرى في محاولة لإفشال خطط التحالف، ومطالبة بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالتدخل لمنع اقتحام ميناء الحديدة عسكرياً.

ويمثل ميناء الحديدة وميناء الصليف شرياناً حيوياً للعاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والمحافظات المجاورة لها، حيث تتدفق عبرهما نسبة 80 في المئة من حاجاتها من البضائع والسلع، واستعادة السيطرة عليه تنتزع من الميليشيات آخر أهم الموارد المالية لها بعد نقل البنك المركزي إلى عدن.

إلى ذلك، واصلت القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي تقدمها الميداني على حساب المتمردين بعدد من المحافظات بينها مأرب والجوف وتعز. وقصفت طائرات التحالف، زورقا للميليشيات حاول التسلل إلى سواحل مدينة المخا غرب البلاد.

وتأتي الاستعدادات المكثفة للتحالف بالتزامن مع قيام نائب رئيس الجمهورية اليمنية الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر بزيارات للمنطقة العسكرية الخامسة غربي اليمن.

وقال الأحمر خلال زيارته الميدانية التي شملت تفقد سير العمليات العسكرية في ميدي وحرض واستغرقت 3 أيام إن «عودة الدولة هو الحل الوحيد لأزمة البلاد»، مؤكدا أن قوات الشرعية باتت على وشك الانتصار على الميليشيات الحوثية المتحالفة مع إيران.

صراع انقلابي

في غضون ذلك، اندلع خلاف بين جناحي الانقلاب في اليمن حيث منع مسلحون حوثيون رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات علي محمد الشعور، المحسوب على جناح حزب «المؤتمر» الموالي للرئيس السابق علي صالح، من دخول مقر عمله بالهيئة رفضا لقرار رئيس الوزراء بالحكومة الانقلابية عبدالعزيز بن حبتور الذي أمر بإلغاء تعيين عبدالسلام المحطوري القيادي الحوثي الذي عينه وزير الخدمة المدنية طلال عقلان دون الرجوع إليه.

كوليرا وجدل

في سياق منفصل، حذرت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة «اليونيسيف»، أمس، من تزايد تفشي وباء الكوليرا بشكل مخيف في اليمن نتيجة غياب المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي والنظافة.

وأشارت المنظمة في بيانها، إلى أن كل 10 دقائق يموت طفل في اليمن، بسبب سوء التغذية، والإسهالات والتهابات الجهاز التنفسي.

على صعيد آخر، أثار الإعلان عن بدء تسيير رحلات جوية بين العاصمة الإماراتية أبوظبي وأرخبيل سقطرى اليمني الواقع في المحيط الهندي جدلا في اليمن. وأوضح وكيل محافظة أرخبيل سقطرى، رمزي محروس، أن شركة «روتانا جت» الإماراتية للطيران، ستبدأ تسيير رحلات مباشرة إلى الأرخبيل بواقع رحلتين أسبوعيا.

وتكفلت الإمارات بالإشراف على الإغاثة في جزيرة سقطرى، منذ بداية «عاصفة الحزم» 26 مارس 2015، كما تبنت أبوظبي عدة مشاريع حيوية في الجزيرة.