الروس أصدقاء و«العملية» مدانة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كما لا يمكن إنكار أن الجامعات والمعاهد السوفياتية قد خرّجت، ليس عشراف الألوف بل مئات الألوف من الطلبة العرب ومن معظم الأقطار العربية، ومعظمهم، بل ربما كلهم، من أبناء الفقراء و"الكادحين" والذين لو لم يكن هناك الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية لأصبح كل هؤلاء عبئاً على أهلهم وعلى دولهم وعلى مجتمعاتهم، وهذه مسائل يجب أن تقال الآن لأن حتى هذه الـ"روسيا الاتحادية" لا يمكن إنكار أنها واصلت تقديم بعض ما كان يقدمه رفاق المسيرة الاشتراكية.وهكذا، في حين أن المفترض أن هذه العملية الإجرامية التي هزت هذه المدينة الجميلة "بطرسبرغ" قد أوجعت قلوب معظم العرب، إن لم يكن كلهم، كما أوجعت قلوب أصدقائنا الروس، فإننا ومن قبيل عتب الأصدقاء على أصدقائهم نتمنى لو أن روسيا بقيت بعيدة عسكرياً عما يجري في سورية، ولو أنها لم تنحز كل هذا الانحيار إلى جانب الظالم ضد المظلوم، فالشعب السوري كانت كل ذكرياته جميلة وبعضها لايزال عن تلك المرحلة التي امتدت من نهايات الخمسينيات وحتى بدايات التسعينيات من القرن الماضي، وربما إلى بعد ذلك، عن تلك الفترة عندما كان الضباط الروس الأشاوس فعلا يرابطون في الخنادق الأمامية بهضبة الجولان.والآن، وبينما أوجعت هذه العملية الإجرامية التي ضربت أجمل المدن الروسية قلوب معظم العرب إن لم يكن كلهم، فإننا ننتظر أن تكون هناك مراجعة من قبل أصدقائنا الروس لمواقفهم من الأزمة السورية، وبخاصة أن البقاء هو لله وللشعب السوري، وأن هذا النظام زائل لا محالة، فالتراجع عن الخطأ فضيلة، ويقيناً أن مصلحة روسيا، وريثة كل القيم الجميلة التي تركها الاتحاد السوفياتي، أن تكون إلى جانب شعب غدا منثوراً في أربع رياح الأرض كلاجئين، وبقي ينزف منذ عام 2011 وحتى الآن. إن مصلحة روسيا هي أن تتراجع عن خطأ فادح ارتكبته... والمثل العربي يقول: "إن التراجع عن الخطأ فضيلة".