استضافت المملكة الأردنية الهاشمية ممثلي جامعة الدول العربية من ملوك ورؤساء ووفود من الدول العربية، وشخصيات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط تطلعات المهتمين، فهل استطاعت القمة أن تقترب من وضع حلول عملية للأزمات التي يمر بها العالم العربي؟ وهل أدركت فشل (بعض) دولنا في إدارة التغيير في فترة ما بعد الربيع العربي؟ ما زالت جامعة الدول العربية في أنظارنا تلك المنظمة الإقليمية التي تضم الدول العربية في قارتي آسيا وإفريقيا، بل ولفداحة الخلافات وتعاظمها في الماضي بين الدول العربية تجد مواد الميثاق تتناول السبل المختلفة لحل الخلافات بين الدول الأعضاء، وأغلبنا يذكرها في شبابها عندما كانت عبارة عن منتدى للملوك، إذ ضمت الأنظمة الملكية آنذاك كمصر والأردن والعراق واليمن والمملكة العربية السعودية بالإضافة إلى جمهوريتي لبنان وسورية.
وقد عاصرت الجامعة تغيير الأنظمة العربية وسط "ربيع الخمسينيات"، فمنها التي نالت استقلالها وسط استخدام المظلة العربية لرفض التدخلات والهيمنة الأجنبية، ومنها من مر بانتفاضات داخلية مست هيكل الدولة، وحولتها من النظام الملكي إلى الجمهوري، وجاءت فترة الستينيات فالتحقت دول شابة ومتطلعة لعضوية المنظومة الإقليمية والدولية أيضا ومنها الكويت، وفي فترة السبعينيات التحقت بقية دول الخليج بعد استقلالها.خلال العام الماضي استضافت موريتانيا مؤتمر الجامعة العربية، وقد لفت نظري الجرعة الحقوقية التي جاءت ضمن البيان الختامي، ومنها حقوق الشباب في تملك المشاريع الصغيرة، وحمايتهم من الوقوع كضحايا للهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى تشجيع المجالس المنتخبة في العالم العربي وصيانة حقوق المرأة.أما هذا العام فبيان مؤتمر البحر الميت قد اختلف باعتقادي، وجاء بجرعة سياسية مركزة، وذلك بتناوله قضية اليمن التي أسندها للجوار الخليجي لإغلاق الملف، ومنح اليمن السعيد السعادة التي يستحقها، وليبيا التي أسندها أيضا إلى جوارها الإفريقي لإيجاد حل، بالإضافة إلى إسناد مسؤولية القضاء على الإرهاب والعنف بجميع أشكاله إلى قادة الدول العربية، أما المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس فيقال إن المسؤولية ستسند إلى اليونسكو. وهنا أتساءل عن الكنائس ودور العبادة الأثرية في سورية، والتي باتت هدفا لعمليات التخريب، بل الأبرياء من السكان الذين رفضوا الهجرة فهل تؤمن لهم جامعة الدول العربية الملاذ الفوري الآمن؟
كلمة أخيرة:
مبنى في إحدى هيئات التعليم العالي يحتوي على ثمانية موظفين كويتيين، وستة مراسلين من الجنسيات العربية، وخمسة من الآسيويين من عمال شركة التنظيف "يستوطنون" المبنى من السابعة صباحاً حتى الخامسة، ووسط ذلك الهدر تم منع المكافآت عن الموظفين بحجة التقشف.