خاص

انتحاري قرغيزي نفذ هجوم المترو في سان بطرسبورغ

• الكرملين: التفجير تحدٍّ لبوتين
• لافروف يرفض ربط الاعتداء بالتدخل في سورية

نشر في 05-04-2017
آخر تحديث 05-04-2017 | 00:06
بوتين يضع زهوراً خارج محطة المترو التي تعرضت للهجوم في سان بطرسبورغ أمس الأول (رويترز)
بوتين يضع زهوراً خارج محطة المترو التي تعرضت للهجوم في سان بطرسبورغ أمس الأول (رويترز)
كشفت التحقيقات الروسية، أن منفذ الهجوم الإرهابي، الذي خلف 14 قتيلاً، على مترو في مدينة سان بطرسبورغ، هو أكبريون جليلوف من قزغيزستان، وأنه هو نفسه الذي زرع القنبلة، التي لم تنفجر في محطة أخرى.

أعلنت مصادر في المخابرات الروسية والقرغيزية، أن منفذ تفجير محطة مترو في مدينة سان بطرسبورغ شمال روسيا، هو أكبريون جليلوف وهو مولود في قرغيزستان عام 1995 وحاصل على الجنسية الروسية.

اقرأ أيضا

وكشفت لجنة التحقيق الروسية، في بيان، أن المحققين "توصلوا إلى أن القنبلة اليدوية الصنع قد فجرها رجل عثر على بقاياه في العربة الثالثة للقطار".

وأضافت أن الرجل هو أكبريون جليلوف، مؤكدة أنه وضع قنبلة ثانية في محطة بلوشتشاند فوستانيا الأخرى في وسط المدينة.

وأعلنت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن هذه القنبلة "عطلت في الوقت المناسب".

وبذلك، أكدت لجنة التحقيق المعلومات، التي سربتها أجهزة الاستخبارات في جمهورية قرغيزستان السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، وأوضحت أن الرجل يتحدر من منطقة أوش.

والتحق حوالي 600 قرغيزستاني أتوا من هذه المنطقة، بالمجموعات الجهادية في العراق وسورية، ولاسيما في صفوف تنظيم "داعش".

وكشف مصدر استخباري قرغيزي أن التحريات مستمرة في أوش لجمع كل المعلومات عن جليلوف "لتحديد قوميته ومكان إقامته وتاريخ مغادرته من قرغيزيا إلى روسيا والتحقيق مع جميع أقربائه".

كيف حدث الاعتداء؟

وعن كيفية حدوث الانفجار أشار مصدر، إلى أن التحقيق كشف حتى الآن أن جليلوف وضع قنبلة زرعت داخل مطفأة حريق في محطة "بلوشاد فوستانيا" في مترو بطرسبورغ، لكنها لم تنفجر وكشفتها الأجهزة الأمنية في وقت لاحق.

وفي أعقاب فشل عمليته، استقل الإرهابي المذكور أحد قطارات المترو المتجهة إلى محطة "سينايا بلوشاد" ليفجر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه أثناء سير القطار داخل النفق وقبل بلوغه رصيف إنزال الركاب، بقصد إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.

وكانت سلطات المدينة قد أعلنت في وقت سابق اليوم أن ثلاثة من قتلى التفجير أجانب من بيلاروسيا وأوزبكستان وطاجكستان.

ارتفاع حصيلة القتلى إلى 14

من جهتها، أعلنت وزيرة الصحة الروسية فيرونيكا سكفورتسوفا أمس، ارتفاع عدد قتلى التفجير إلى 14 قتيلاً. ونقل عن الوزيرة القول، إن 11 شخصاً لقوا حتفهم على الفور، بينما توفي ثلاثة آخرون متأثرين بإصاباتهم. ووفقاً لتقارير روسية، فإن 49 مصاباً لا يزالون يتلقون العلاج في مستشفيات المدينة.

بلاغ كاذب وإجراءات مشددة

وسادت حالة من التوتر والاستنفار مترو أنفاق سان بطرسبورغ أمس، إذ أُعلن عن إغلاق 4 من محطات المترو بسبب بلاغ تبين أنه كاذب.

كما شهدت كلية الحقوق في جامعة بطرسبورغ عملية إجلاء للطلبة، دون أن توضح إدارة الكلية السبب وراء إخلاء المبنى.

وفي موسكو، أبقت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار القصوى في المواصلات العامة، إذ شهدت 3 من أهم محطات القطار في العاصمة عمليات تفتيش بعد العثور على طرود مشبوهة.

الكرملين

من جانبه، أكد الكرملين أن الاستخبارات الروسية ستحقق في موضوع ارتباط محتمل بين توقيت التفجير وزيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى المدينة في ذات اليوم.

وقال الناطق الصحافي باسم الرئيس دميتري بيسكوف، إن "توقيت هذا العمل الإرهابي، الذي وقع أثناء وجود الرئيس في المدينة، يدفع بنا إلى التفكير ويلفت انتباهنا. ويعد ذلك مادة للتحليل من قبل الاستخبارات".

وشدد قائلاً "أي عمل إرهابي يقع في البلاد يمثل تحديا لأي مواطن روسي وكذلك للرئيس".

وصرح بيسكوف، بأن من المحتمل أن تحتاج روسيا إلى مساعدة أجنبية في تحقيقاتها بشأن التفجير. وزار بوتين أمس الأول موقع الحادث.

لافروف

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقد قال إن الترويج بأن العمل الإرهاب في سان بطرسبورغ جاء انتقاماً من التدخل في سورية هو "أمر خسيس" معرباً عن أمله في "تخلي الشركاء بالخارج عن معايير مزدوجة بشأن الإرهاب".

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القرغيزي إيرلان أبدلدايف في موسكو: "للأسف، ذلك ليس مجرد أوهام لوسائل الإعلام، بل كان بعض المسؤولين من ممثلي البنتاغون في إدارة أوباما قد أعلنوا عن أفكار مشابهة للمجتمع الدولي".

وأشار في هذا السياق إلى أن مسؤولين في البنتاغون قالوا بعد بدء روسيا عمليتها في سورية، إن على موسكو أن تستعد لـ"استقبال النعوش".

وأعرب لافروف عن أمله في "التخلي عن مثل هذه المعايير المزدوجة بالوضع الحالي، عندما يهدد الإرهاب جميع الدول دون استثناء، وفي تحلي السياسيين بالمسؤولية بهذا الشأن".

وأقام بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل أمس، صلاة تأبين على أرواح ضحايا الجريمة الإرهابية. وقال راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قبيل بدء الصلاة في كنيسة المسيح المنقذ بموسكو:" هذا العمل الإرهابي يعد تحدياً ليس للسلطات وهيئاتها الأمنية فقط، بل تحدٍّ لنا جميعاً، إنه تحدٍّ لكل الشعب".

المحافظ يدعم المدينة

وكدعم للمواطنين، توجه محافظ ريف سان بطرسبورغ ألكسندر دروزدينكو إلى عمله أمس، بواسطة المترو، وذلك دعماً لمواطني المدينة. كما تفقد محطة "تيخنولوغيتشيسكي إنستيتوت"، حيث وقع التفجير الإرهابي، وقام بوضع الزهور في مكان الحادث.

الملك السعودي

وأعلن الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكدا خلال اتصال هاتفي أهمية تضافر الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب.

وقال الكرملين، في بيان، إن «الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز دان الهجوم الإرهابي الوحشي في مدينة سان بطرسبورغ، وأعرب عن عميق تعازيه لروسيا شعبا ورئاسة». ووفقا للكرملين، فقد جدد بوتين دعوته للملك السعودي إلى زيارة روسيا.

back to top