«داعش» يهاجم في تكريت والعظيم... وبغداد تضغط على الأكراد
الحكيم يدعو إلى إنزال علم كردستان عن كركوك... والعبادي يذكّر بموقف أنقرة وطهران
يبدو أن تباطؤ معركة تحرير مدينة الموصل، قد سمح لتنظيم «داعش» بشن هجومين في محافظتي صلاح الدين وديالى، في محاولة، لتشتيت المعركة، التي بدأت كفتها تميل بثقة ضده في العراق، حيث لا يزال يحتفظ إلى جانب 40 في المئة من الساحل الأيمن للموصل، بجيوب في منطقة الحويجة في كركوك وفي منطقة تلعفر في نينوى.
بينما تتواصل معركة تحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، بوتيرة بطيئة في الساحل الأيمن من المدينة، حيث هناك كثافة سكانية كبيرة، ومع توقف المعارك في جبهة تلعفر غرب الموصل قرب الحدود السورية، شنّ تنظيم "داعش" هجومين مفاجئين، الأول في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، والثاني في ناحية العظيم، في محافظة ديالى. وفي تكريت، قتل 31 شخصاً على الأقل وأصيب حوالي 42 بجروح في هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين. وقال ضابط برتبة عقيد في الجيش من قيادة عمليات صلاح الدين، إن "ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة فتحوا النار في شارع رئيسي في حي الزهور وسط تكريت وقتلوا ثلاثة من الشرطة كما قتل وأصيب عدد كبير من المدنيين"، مضيفاً: "لدى وصول قوات الأمن هربوا الى داخل منازل قريبة، وعند محاصرتهم قاموا بتفجير أنفسهم داخل المنازل". وأكد أن الهجوم استمر حوالي ساعة كاملة.من جانبه، أعلن محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري حظر تجول شامل في تكريت بهدف اتخاذ إجراءات أمنية.
وتكريت الواقعة شمال بغداد، هي أول مدينة عراقية تمت استعادتها في 2015 من أيدي تنظيم "داعش".وفي ديالى، أعلن مسؤول محلي، إحباط هجوم شنه عناصر من "داعش". وقال الرئيس المحلي لناحية العظيم، التابعة لقضاء الخالص، محمد ضيفان، إن "القوات الأمنية تمكنت فجر الأربعاء من إحباط هجوم نفذه عناصر داعش على نقاط مرابطة للجيش في قرى الميتة والبوخيال في محيط ناحية العظيم (40 كم شمال ديالى)".وأضاف ضيفان، أن 3 عناصر من الجيش أصيبوا، وحذر من "تفاقم الوضع الأمني في القرى المحيطة بناحية العظيم ومنها الميتة والبوخيال، التي تعد مناطق غير مؤمنة لعدم وجود قوات أمنية كافية".كما دعا "القوات الأمنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين محيط الناحية وقطع الإمداد مع منطقة مطيبيجة القريبة منها، والتي تعد بؤرة الإرهاب بين ديالى وصلاح الدين".
قضية كركوك
في غضون ذلك، لا تزال قضية كركوك تتفاعل، بعد أن اتخذ مجلس محافظتها قراراً برفع العلم الكردي الى جانب علم العراق على الدوائر الرسمية، وجرى رفضه من قبل البرلمان العراقي الذي طالب برفع العلم العراقي حصراً.ويبدو أن بغداد قررت عدم مسايرة الأكراد هذه المرة وقررت الضغط عليهم، وقد أعلن زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم أمس، أن قرار رفع علم كردستان في كركوك "متسرع ويهدد وحدة العراق".وكان الحكيم يتحدث من ديالى، التي زارها على رأس وفد من التحالف الوطني وعقد اجتماعاً مع مجلس المحافظة. وذكر الحكيم في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، أن "رفع علم كردستان في محافظة كركوك بمعزل عن إرادة المكونين العربي والتركماني وتجاوز مبدأ التوافق في مجلس المحافظة، لم يكن بالشكل المناسب والملائم، مناشداً الحكومة المحلية ومحافظ كركوك وأعضاء مجلس المحافظة الكرام من المكون الكردي بأن ينزلوا هذا العلم ليبقى علم العراق وحده مرفرفاً".العبادي
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعا محافظ كركوك نجم الدين كريم، ومجلس المحافظة، بالتراجع عن قرار رفع العلم الكردي، ووصف القرار بالتصعيد في الوقت الذي يستمر "داعش" في تشكيل تهديد للمحافظة.وعقب اجتماع أسبوعي لحكومته، خاطب العبادي محافظ كركوك أمس الأول بالقول: "أدعوكم بقلب سليم إلى المحافظة على وحدة كركوك والتراجع عن قرار رفع العلم فوق المباني الحكومية".وأضاف: "كما أدعو المحافظ نجم الدين كريم ومجلس المحافظة إلى احترام الدستور وعدم اتخاذ قرارات فردية" مشيراً إلى أن القرار لم يكن مدروساً.وقال أيضاً رئيس الحكومة، إن "قرار رفع علم الإدارة الكردية إلى جانب العلم العراقي جاء مفاجئاً لنا، فالعراق يمر بظروف أمنية صعبة وهو يحقق الانتصارات على تنظيم داعش الإرهابي في مختلف المناطق"، لافتا إلى أن تركيا وإيران قلقتان مما يجري في كركوك. في السياق نفسه، وصل إلى بغداد أمس، وفد كردي يضم سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني عدنان مفتي، ورئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، ممثلاً لرئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني. ومن المقرر أن يجتمع الوفد الكردي بالرئيس العراقي، فؤاد معصوم، والعبادي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، والأطراف السياسية العراقية.وقال مفتي، إن "أجندة اللقاءات تتضمن حق تقرير المصير للشعب الكردي، ونحن نريد التفاوض مع بغداد في هذا الإطار من خلال الحوار والطرق السلمية ونتوصل لإتفاق، كذلك الحفاظ على العلاقات بين الطرفين".وأضاف أن الوفد سيطرح موضوع قرار البرلمان العراقي الرافض لرفع علم كردستان في كركوك، موضحاً: "هذا القرار خاطئ برأينا، وعليهم إيجاد حل".صهر ترامب
على صعد آخر، التقى صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر في أربيل أمس الأول، رئيس كردستان العراق مسعود البارزاني يرافقه رئيس أركان الجيوش الأميركية جوزف دانفورد.والتقى كوشنر أيضاً رئيس الوزراء نيجرفان البارزاني ونجل رئيس الإقليم مسرور البارزاني، الذي وصف الاجتماع على حسابه في تويتر بأنه كان "مثمراً"، مشيراً الى أنه تم خلاله "البحث في التقدم المحرز في الحملة ضد تنظيم داعش وخطط اليوم التالي لتحرير الموصل من التنظيم الإرهابي".