بينما عادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة سان بطرسبورغ، ثاني مدن روسيا، بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذه انتحاري على المترو، مسفرا عن مقتل 14 شخصا، لا تزال السلطات الروسية تحاول معرفة دوافع المنفذ، وامكانية ارتباطه بمنظمات جهادية وفي مقدمها "داعش".

Ad

صلات مع «داعش»

وللمرة الأولى منذ الهجوم، أشارت لجنة التحقيق الروسية الى أنها تبحث عن صلات محتملة بين المنفذ اكبرجان جليلوف (22 عاما) وبين "داعش".

ولفتت اللجنة الى أن المحققين حددوا مكان إقامة المنفذ، وقاموا بتفتيشه، وتم فحص كاميرا مراقبة قرب المنزل، وظهر الجاني في تسجيلاتها لحظة مغادرته البيت حاملا معه حقيبة يد وأخرى على الظهر، مضيفة أن المحققين قابلوا أكثر من 40 شخصا من شهود وموظفين في المترو.

اعتقال 6

وأعلنت اللجنة اعتقال ستة أشخاص من جمهوريات آسيا الوسطى، للاشتباه في صلتهم بتنظيمي "داعش" و"النصرة"، قدموا إلى البلاد بقصد العمل. ووفقا للجنة الاستجواب؛ فإن المشتبه بهم "جندوا أبناء جمهوريات وسط آسيا لمصلحة تنظيمي جبهة النصرة وداعش المتطرفين لتنفيذ جرائم داخل روسيا وفي بعض الدول الأجنبية". وخلال مداهمة منازل المشتبه بهم عثر رجال الأمن على "مطبوعات إسلامية متطرفة ومواد ووثائق ذات صلة بالإجرام يمكن أن تفيد الاستجواب في القضية".

وفي قيرغيزستان، قالت الشرطة في منطقة أوخ، حيث ولد جليلوف، إنه وصل في 3 مارس إلى سان بطرسبورغ.

وأضاف المتحدث باسم الشرطة في منطقة أوخ، زامير صديقوف: "وصلت عائلة جليلوف عام 2011 للعمل في روسيا. لكنها عادت عام 2014 إلى قيرغيزستان في حين بقي ابنهما أكبر (مختصر لاسمه) في سان بطرسبورغ"، ويحمل جليلوف الجنسية الروسية كما عائلته، مبينا ان الاستخبارات في قيرغيزستان قامت باستجواب مقربين من جليلوف.

واشارت صحف روسية الى ان منطقة أوخ معروفة كونها مصدرا لمجموعة كبيرة من المقاتلين في صفوف "داعش" في سورية والعراق.

في غضون ذلك، وصل والدا جليلوف إلى سان بطرسبورغ قادمين من قيرغيزستان. وتولى والدا جليلوف التعرف على جثة ابنهما، وخضعا لاستجواب المحققين، واكتفت الوالدة بالقول للصحافيين في مطار بطرسبورغ إنها لا تصدق ما جرى.

بوتين

وفي موسكو، التقى الرئيس فلاديمير بوتين رؤساء أجهزة الاستخبارات في بلدان رابطة الدول المستقلة، لبحث مكافحة الإرهاب، في اجتماع كان مقررا قبل اعتداء سان بطرسبورغ.

وقال بوتين، في اجتماع مع قادة أجهزة الأمن في بلدان رابطة الدول المستقلة، إن العمل الإرهابي الذي وقع في بطرسبورغ، مسقط رأسه بينما كان يقوم بزيارتها، يؤكد أن "الوضع لم يتحسن للأسف، وكل من بلداننا موقع محتمل لهجمات إرهابية".