روسيا تدافع عن الأسد بعد «الكيماوي» وتجدد التزامها بدعمه

• أقرت بمسؤولية النظام عن الغارة وقالت إنها استهدفت مخزناً للمعارضة
• ترجيح استخدام «السارين»

نشر في 06-04-2017
آخر تحديث 06-04-2017 | 00:05
سوريون يوارون أحد ضحايا الهجوم الكيماوي في مقبرة جماعية بخان شيخون أمس (أ ف ب)
سوريون يوارون أحد ضحايا الهجوم الكيماوي في مقبرة جماعية بخان شيخون أمس (أ ف ب)
رغم تنامي موجة الغضب الدولية جراء مجزرة «الثلاثاء الأسود» الكيماوية في إدلب، ساندت موسكو الرئيس السوري بشار الأسد واتهمت خصومه بتخزين الأسلحة الكيماوية في المحافظة الخارجة على سيطرته كاملة، وتعهدت بمواصلة عمليتها الداعمة له، في حين نددت شريكتها إيران باستخدام هذه الأسلحة وعرضت المساعدة.
على وقع ضربات جديدة استهدفت محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية كاملة، سارعت موسكو للدفاع عن حليفتها دمشق، التي اتهمتها عواصم غربية بينها باريس ولندن وواشنطن بقصف مدينة خان شيخون بـ"الغازات السامة" مما أسفر عن مقتل 100 مدني بينهم أطفال، اختناقاً وإصابة أكثر من 400 آخرين.

إقرار بالغارة

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغوركوناشينكوف مسؤولية النظام عت الغارة، قائلاً، إن طيران الرئيس بشار الأسد استهدف "منشأة كبيرة لتخزين الذخائر تابعة لجماعات إرهابية، إضافة إلى معدات عسكرية ومنشأة تضم ورشاً لإنتاج مقذوفات محشوة بمواد سامة"، مؤكداً أن بلاده سلمت معلومات "موثوقة تماماً وموضوعية وغير منحازة" حول الحادث إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

ردّ النظام

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع السورية، أن "الطيران قصف مستودعاً إرهابياً كبيراً قرب خان شيخون" كان يحتوي على "مشغلٍ لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة".

وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، إن الحكومة زودت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قبل أسابيع بمعلومات عن إدخال "جبهة فتح الشام" مواد سامة وتخزينها للقيام بمثل هذا العمل، مجدداً نفي امتلاك النظام أي أسلحة كيماوية بعد تنفيذ كل التزاماته تجاه منظمة حظر الكيماوية باعترافها".

ردّ المعارضة

ورفض القيادي في جماعة "جيش إدلب الحر" حسن حاج علي أمس المزاعم السورية ووصف الاتهامات الروسية بالكاذبة، مبيناً أن "المدنيين الموجودين كلهم يعرفون أن المنطقة لا توجد فيها مقرات عسكرية ولا أماكن تصنيع" تابعة للمعارضة.

وقال علي لوكالة "رويترز"، "الكل شاهد الطائرة وهي تقصف بالغاز ونوع الطائرة"، مضيفاً أن "المعارضة بمختلف فصائلها غير قادرة على صناعة هذه المواد".

ترجيح السارين

وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أمس، أن أعراض بعض ضحايا الهجوم "تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين"، وذلك استناداً إلى فريق المنظمة في المكان. ولاحظت المنظمة لدى ثمانية ضحايا نقلوا إلى مستشفى باب الهوى "أعراضا تظهر التعرض لعناصر سامة مثل غاز السارين" على غرار "حريق في العيون وتشنج في العضلات وتقيؤ".

وأضافت أن فريق المنظمة "تمكن أيضاً من الوصول إلى مستشفيات أخرى تولت أمر الضحايا ولاحظ أن رائحة كلور قوية تتصاعد منهم ما يوحي بانهم تعرضوا لهذا العنصر السام". وتقاطعت هذه الخلاصات مع تلك التي نشرتها منظمة الصحة العالمية في جنيف، التي قالت إن بعض ضحايا الهجوم بدت عليهم أعراض فئة من المواد الكيماوية تشمل غازات أعصاب، مشيرة إلى "مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيماوية تشمل غازات الأعصاب السامة"، التي تعد من بين أكثر المواد سمية حتى الآن.

مجلس الأمن

وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن أمس اجتماعاً طارئاً لبحث مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يدين الهجوم ويطالب منظمة حظر الاسلحة الكيماوية بإجراء تحقيق في أسرع وقت ممكن.

ويطلب المشروع، الذي رفضته موسكو، واعتبرت صيغته استفزازية وغير مقبولة، من دمشق أن تُسلَّم للمحققين الأممين خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حينها، بالإضافة الى التحقيق مع الطيارين الذين نفذوا الغارة. ويهدد مشروع القرار بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.

مواصلة الدعم

وقبل تأكيد وزير الخارجية سيرغي لافروف على أن موقف موسكو من الأسد لم يتغير، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "روسيا وقواتها المسلحة تواصل عملياتها لدعم جهود مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش السوري من أجل تحرير البلاد".

غضب دولي

وقال وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون، إن روسيا وإيران تتحملان مسؤولية أخلاقية وراء الهجوم، ودعاهما إلى الضغط على النظام لوقف الهجمات المرعبة وضمان عدم وقوعها مرة أخرى، مؤكداً أن بلاده "تراقب الوضع السيء وطريقة عمل الأسد الوحشية والبربرية، وأي طرف يستخدم الأسلحة الكيماوية لمهاجمة شعبه يظهر تجاهلاً للكرامة الإنسانية ويجب أن يحاسب".

وندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بـ"جريمة كبرى وعمل بربري"، فيما دان الأمين العام لمجلس التعاون بشدة "القصف الوحشي"، معتبراً أن الهجوم "جريمة حرب تتطلب موقفاً صارماً وحاسماً لمحاسبة مرتكبيها".

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى إعطاء "زخم قوي" لمفاوضات السلام على هامش مؤتمر "مستقبل سورية"، بينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أن "هذه الأحداث المروعة تظهر للأسف أن جرائم حرب لا تزال ترتكب في سورية وأن القانون الإنساني الدولي ينتهك بشكل متكرر".

ومن أثينا، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن "قتل أطفال ونساء ورجال بدون تمييز بواسطة أسلحة كيماوية هو تذكير مأساوي بوحشية النظام السوري، وهو المسؤول الرئيسي عن الفظاعات"، مؤكداً أن "من يدعمونه يتقاسمون المسؤولية".

وندد البابا فرنسيس "بمجزرة غير مقبولة". وأعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن كل الأدلة تشير إلى "نظام الأسد يستخدم أسلحة غير مشروعة ضد شعبه"، معتبراً أنه "تأكيد على أنه نظام همجي يجعل من المستحيل بنظرنا تصور أن يكون له أي سلطة في سورية بعد انتهاء النزاع".

وأدانت إيران حليفة الأسد الهجوم. ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله إن "إيران تدين أي استخدام للأسلحة الكيماوية بغض النظر عمن استخدمها وعمن هم الضحايا"، مضيفاً: "نحن على استعداد لنقل الضحايا إلى إيران ومساعدتهم".

المعارضة

واعتبر نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ان تصريحات واشنطن "تعطي فسحة للنظام لارتكاب مزيد من الجرائم".

وقال عبدالحكيم بشار، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، "حتى الآن هذه الادارة لم تفعل شيئا بل بقيت متفرجة".

واعتبرت المعارضة السورية ان الهجوم في خان شيخون، الذي اتهمت قوات النظام بتنفيذه، يضع مفاوضات السلام في "مهب الريح".

وقال القيادي في "جيش الاسلام"، أبرز الفصائل المعارضة في ريف دمشق، محمد علوش إن "الحل الحقيقي في سورية هو وضع بشار الأسد الكيماوي في المحكمة، وليس على طاولة المفاوضات".

ووجه رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة مذكرة الى دول ومنظمات دولية، اعتبر فيها انه بات لدى النظام السوري "الجرأة لتكرار استخدام هذه الأسلحة، لعدم وجود أي تحرك دولي ضده وغياب المحاسبة أيضا".

دمشق تقول إنها حذرت منذ أسابيع من إدخال «فتح الشام» مواد سامة
back to top