السيسي يحقق مكاسب في واشنطن واستعدادات لزيارة الرياض
توجيهات بتعزيز الإجراءات الأمنية في الشوارع والميادين الرئيسية والمحاور والمواقع الحيوية
ينهي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارة تاريخية للولايات المتحدة الأميركية اليوم، محققا حزمة مكاسب بحسب مراقبين، بينما يلتقي وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره السعودي عادل الجبير خلال أيام، لمناقشة زيارة السيسي المرتقبة للرياض خلال الشهر الجاري.
يعود الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى القاهرة فجر غد، بعد زيارة ناجحة للولايات المتحدة الأميركية استغرقت خمسة أيام، عقد خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين، في مقدمتهم الرئيس دونالد ترامب، الذي بدا مرحبا بتدشين مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، تشكل طفرة في مسار علاقات واشنطن والقاهرة الاستراتيجية، في وقت تمر المنطقة بمرحلة حرجة من التطورات السياسية، وهي الزيارة التي وصفت من قبل مراقبين بالناجحة والتاريخية في مسار العلاقات بين القاهرة وواشنطن.وقبل مغادرته واشنطن في السادسة مساء اليوم، زار السيسي مقر الكونغرس الأميركي، وعقد عدة اجتماعات مع قيادات مجلسي الشيوخ والنواب. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف إن «رئيس مجلس النواب بول راين أكد أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والعمل على تعزيزها، في ضوء التطورات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، بينما أعرب السيسي عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب».
وأضاف يوسف ان الرئيس المصري اجتمع مع زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، والرئيس المناوب لمجلس الشيوخ أورين هاتش، اللذين «أشادا بما تحقق في مصر من إنجازات خاصة على صعيد استعادة الأمن والاستقرار، ومواجهة الإرهاب بشجاعة».وبين ان «السيسي أكد، خلال لقاءاته مع قيادات وأعضاء الكونغرس، أهمية التوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، لأن ذلك من شأنه المساهمة بفعالية في استقرار الشرق الأوسط، مشددا على أهمية الدور الأميركي في إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».واستبق السيسي زيارة الكونغرس بلقاء مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، عبر خلالها السيسي عن تفاؤله بعودة العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر وأميركا إلى مسارها الصحيح القائم على تحقيق الأهداف المشتركة، وأكد تيلرسون التزام الإدارة الأميركية الجديدة بدعم مصر وشعبها، والجهود التي تبذلها من أجل مكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية الاقتصادية.
اختراق عقول
وقال مصدر مصري رفيع المستوى لـ«الجريدة» إن السيسي نجح في «اختراق عقول صناع القرار الأميركي، وأن يضع نصب أعينهم حقيقة الأوضاع في مصر، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والتنمية من جهة، ومكافحة الإرهاب من جهة ثانية».ووصف المصدر لقاءات السيسي بأعضاء الكونغرس بـ«الناجحة والفارقة جدا بكل المقاييس في ملف وتاريخ العلاقات المصرية الأميركية، وستظهر نتائجها المؤثرة في القريب العاجل».وفيما يعد أول صدى لمكاسب زيارة السيسي، قال وزير السياحة يحيى راشد إن الخارجية الأميركية أصدرت بيانا بأن مصر «دولة آمنة»، ونصحت رعاياها بالسفر إلى مصر.وتابع الوزير، في بيان رسمي أمس، «البيان وضع مصر على الخريطة الخضراء... هذا التصنيف يساعد على تطور الأوضاع السياحية لأنه يعطي ثقة أكبر في المقصد السياحي المصري»، بينما قال وزير التجارة طارق قابيل إنه تم تأكيد إزالة عوائق التجارة بين البلدين، واستئناف مباحثات اتفاقية «التيفا» التي تسهم في تسهيل حركة التجارة.نجاح تاريخي
في الأثناء، وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان جهاد عودة زيارة السيسي لواشنطن بـ«الرائعة»، مضيفا لـ»الجريدة»: «تعد بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، خاصة أن ترحيب ترامب بالسيسي ساهم بشكل كبير في إعادة إحياء العلاقات الاستراتيجية على مستوى رفيع جدا، وذلك أمر غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين البلدين».بدورها، ذهبت مديرة المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة داليا زيادة إلى أن الزيارة تاريخية بكل المقاييس، قائلة لـ«الجريدة»: «جاءت بعد فترة انقطاع طويلة، كما لم يحظ أي رئيس مصري بهذا الإعجاب في دوائر صنع القرار الأميركي، منذ زيارة الرئيس الأسبق أنور السادات في سبعينيات القرن الماضي، كما أن زيارة السيسي أنهت مرحلة الشد والجذب بين القاهرة وواشنطن».زيارة الرياض
وينتظر السيسي فور عودته إلى القاهرة ملف زيارة العاصمة السعودية، الرياض، إذ يفترض أن يزور الرئيس المصري السعودية خلال الشهر الجاري، ويلتقي العاهل السعودي الملك سلمان، في إطار تنامي العلاقات بين البلدين، بعدما تم طي صفحة التوتر بلقاء الزعيمين على هامش القمة العربية في الأردن نهاية مارس الماضي.وذكر مصدر دبلوماسي مصري لـ«الجريدة» أن لقاء بين وزيري الخارجية المصري سامح شكري والسعودي عادل الجبير سيتم خلال أيام، لتحديد موعد زيارة السيسي للرياض، وأن لقاء الوزيرين سيشمل ترتيبا لأجندة القمة، بما في ذلك ملف العلاقات الثنائية وبحث عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك في المنطقة، لاسيما ملفات عدد من أزمات الدول العربية، وملف القضية الفلسطينية.في سياق منفصل، قال المحامي الحقوقي خالد علي، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، إن الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري حددت جلسة 18 الجاري، لنظر الطعن المقدم من طرفه بعدم الاعتداد بكل أحكام الأمور المستعجلة، بشأن نزاع جزيرتي «تيران وصنافير»، والاستمرار في تنفيذ أحكام المحكمة الإدارية بمصريتهما، في أعقاب قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة الأحد الماضي، بإسقاط حكم «الإدارية العليا» القاضي ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.استنفار
الى ذلك، علمت «الجريدة» أن توجيهات أمنية صدرت بإعلان حالة اليقظة والاستنفار لدى الأجهزة الأمنية منذ بداية الشهر الجاري، في إطار الاستعدادات الخاصة لما قبل ذكرى «30 يونيو»، تحسبا لإقدام عناصر جماعة «الإخوان» على تنفيذ أي عمليات إرهابية. وقال مصدر أمني لـ«الجريدة» إنه تقرر تكثيف التواجد الأمني من قوات إنفاذ القانون في الشوارع والميادين الرئيسية والمحاور والمواقع الحيوية والاستراتيجية، والتي يمكن لعناصر الجماعة الإرهابية التفكير في استهدافها.