حضرت في نهاية مارس الماضي الدورة السادسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي بدعوة كريمة من مجلس الشارقة للإعلام، وقد تحول ذلك المنتدى الذي يحظى باهتمام كبير من حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي إلى حدث عالمي جاذب لصنّاع القرار من مختلف دول العالم، وقد استفدت شخصيا من خلال مشاركاتي السابقة فيه من التواصل المباشر مع الكثير من الشخصيات العربية والأجنبية إلى جانب الاستفادة المعرفية من الأسماء اللامعة التي تم جذبها للحديث عن تجاربها كل في مجاله.ولقد توقفت كثيرا في المرة الأخيرة عند الجلسة الحوارية مع نائب الرئيس الأميركي الأسبق، ورئيس ومؤسس مشروع "الواقع المناخي" آل غور الذي عرف باهتمامه المتزايد بقضية التغير المناخي.
آل غور في رده على سؤال حول ما يمكن أن تقوم به حكومات المنطقة لتعزيز مسيرة التنمية المستدامة، قال إن منطقة الخليج تمتلك إمكانات كبيرة لتوليد الطاقة الشمسية، وإن الإمارات تحديداً تسير بخطى صحيحة في هذا المجال، مضيفاً: إن تجربتها جديرة بالاتباع والتكرار في كل أرجاء المنطقة، مشيراً إلى أن دول الخليج تستطيع التعاون في شبكة كهربية شمسية متكاملة. وأوضح آل غور أن التغير المناخي لا يمثل خطورة على المستقبل فقط، بل إن الحاضر يتأثر به لافتاً إلى أن هذه الظاهرة تهدد السلم العالمي، وقال في هذا الإطار: نجحت الأمم المتحدة بالتوصل إلى اتفاق للقضاء على انبعاثات الغازات الدفيئة، وهو ما يعكس الدور الريادي للأمم المتحدة، ولكن الجهود الأممية لن تكفي دون تعاون كل دول العالم. اليوم هناك عدة قضايا تصنف كتداعيات للتغير المناخي، ومنها الجفاف الذي يؤدي إلى نزوح الناس والهجرة، وهو ما يشكل تحدياً أمنياً للعديد من الدول.وقال نائب الرئيس الأميركي الأسبق إن العديد من البلدان تواجه تحديات كبيرة مثل الأعاصير وارتفاع مستوى البحر وانتشار الأمراض، وكلها نتائج للتغير المناخي، وهي جميعاً عوامل تخلق ظروفاً تهدد السلم العالمي، ونحن يجب أن نخلق عالماً أفضل للأطفال لا أن نورثهم عالماً مليئاً بالفوضى وعديم الاستقرار، يجب أن يرى الأطفال عالماً مستداماً لنعطيهم الأمل في مستقبل أفضل للبشرية.وفي ختام حديثه قدم آل غور بعض الحلول التي يمكن أن تسهم في تخفيف أضرار التغير المناخي، وأشار إلى أن بعض الحكومات في أوروبا والأميركتين بدأت بوضع ضريبة على الكربون، ويمكن أن نعيد النظر في كيفية بناء المباني بطريقة مسؤولة تراعي البيئة، وأوضح أن الحكومات كافة يجب أن تجيب عن ثلاثة أسئلة في سعيها إلى فهم المشكلة وإيجاد الحلول لها، وهي: كيف سيتم التغيير؟ وماذا يمكن أن تفعله ليتم التغيير؟ ومتى سنبدأ بالتغيير؟ مشدداً على ضرورة التحرك العالمي وتسخير كل الجهود لحماية الكوكب.
مقالات
الأغلبية الصامتة: نصائح آل غور
06-04-2017