قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة صحفية نشرت اليوم الخميس إن بلاده ليس أمامها من خيار سوى الانتصار في الحرب الأهلية وإن الحكومة لم تستطع التوصل إلى «نتائج» مع جماعات المعارضة التي شاركت في محادثات السلام الأخيرة.

ويبدو أن المقابلة التي أجريت مع صحيفة (فيسيرني ليست) الكرواتية تمت قبل أن يتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس السوري بتجاوز «خطوط كثيرة كثيرة» بعد هجوم في محافظة إدلب يوم الثلاثاء يُشتبه بأنه بالغاز السام.

Ad

ولم يوجه للأسد أي سؤال عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في مدينة خان شيخون بشمال غرب سوريا وفقاً لنص المقابلة الذي نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، وقد نفت الحكومة بشدة أي دور لها في استخدام الأسلحة الكيماوية.

وبعد أكثر من ست سنوات على بدء الحرب السورية يبدو أن الأسد في وضع قوي عسكرياً في مناطق غرب سوريا حيث دعم حكمه بمساعدة حاسمة من الجيش الروسي وميليشيات تدعمها إيران في المنطقة.

وأكدت المقابلة المنشورة اليوم الخميس ثقة الأسد في موقفه حيث أكد مجدداً أن هدفه هو إلحاق الهزيمة التامة بالجماعات التي تقاتل حكومته، كما أكد رفضه للنظام الفيدرالي الذي تسعى جماعات كردية في شمال سوريا لتطبيقه.

وقال الأسد «الأمل لدينا كبير وهو يزداد، وهذا الأمل مرتبط بالثقة ولولا الثقة لما كان هناك أمل، بكل الأحوال ليس لدينا خيار سوى أن ننتصر بالحرب، إن لم ننتصر فهذا يعني أن تُمحى سوريا من الخارطة، لا يوجد خيار آخر لذلك، نحن واثقون ومستمرون ومصممون».

وكان أكثر من 70 شخصاً بينهم 20 طفلاً على الأقل سقطوا قتلى في الهجوم الكيماوي يوم الثلاثاء.

ويقول الروس إن الوفيات نتجت عن تسرب من مستودع كانت المعارضة تصنع فيه أسلحة كيماوية وذلك بعد إصابته في ضربة جوية سورية، وتنفي المعارضة ذلك.

وفي الأسابيع الأخيرة شنت المعارضة أجرأ هجماتها منذ أشهر فهاجمت دمشق وشمالي المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة في حماة، وقال الجيش إنه تم صد الهجومين.

وفي إشارة إلى هجمات المعارضة الأخيرة قال الأسد «المعارضة المعتدلة غير موجودة، الموجودة معارضة جهادية بالمعنى المنحرف للجهاد طبعاً، العقائدية أيضاً بالمعنى المنحرف التي لا تقبل حواراً ولا حلاً إلا بطريقة الإرهاب».

وأضاف «لذلك عملياً مع هذا الجزء من المعارضة لا يمكن أن نصل إلى أي نتيجة فعلية.. والدليل أنه خلال مفاوضات أستانة بدأوا بالهجوم على مدينة دمشق وعلى حماة ومناطق أخرى من سوريا وأعادوا دولاب الإرهاب وقتل الأبرياء».

كانت محادثات أستانة التي عقدت بدعم روسي قد بدأت بالتعاون مع تركيا التي تعد من الداعمين الرئيسيين لمعارضي الأسد. وأسفرت المحادثات عن وقف لإطلاق النار بين الحكومة والمعارضة شهد انتهاكات كثيرة منذ إعلانه في ديسمبر.

واختتمت في أواخر مارس جولة جديدة من مباحثات السلام غير المباشرة في جنيف دون تحقيق أي تقدم صوب إنهاء الصراع الذي سقط ضحيته مئات الآلاف من القتلى وتسبب في نزوح الملايين عن ديارهم وتحول الملايين إلى لاجئين في دول أخرى.

وتعتبر الحكومة السورية كل الجماعات التي تقاتلها جماعات إرهابية لها أهداف تحددها حكومات أجنبية من بينها تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة.