تفاعل جمهور بيت ديكسون، مساء أمس الأول، مع أنغام وأغاني فرقة ميسي، خلال الحفل الموسيقي الذي قدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع السفارة الهنغارية، وبحضور السفير الهنغاري لدى الكويت ميهالي باير، وجمع من السفراء والدبلوماسيين والمهتمين، واستمر الحفل ساعة ونصف، وقدمت الفرقة خلاله 14 أغنية.

بداية، قال السفير باير عن الأمسية: «إنها تختلف عن الأمسيات السابقة التي نظمتها السفارة، لأن هذه المرة لم نختر عازفي الموسيقى الكلاسيكية، بل اخترنا عازفي موسيقى هنغارية بفرقة ثلاثية تقودها المغنية جسوس ماريا، وتحمل الموسيقى التي عزفت تأثيرات واضحة للحضارة الشرقية، وتعرض جانبا آخر من الحضارة الهنغارية».

Ad

بعد ذلك، تألق أعضاء الفرقة الموسيقية ورحبوا بالجمهور، ليصدح صوت المغنية جسوس ماجدة ماريا بأغان مختارة من الفلكور الهنغاري والتركي على آلة البزق التي استطاعت مواكبة هذه الأنماط الموسيقية المختلفة بتجانس رائع وإبداع مميز.

وكان صوت ماريا بحد ذاته موسيقيا، يفيض مشاعر داعبت الحواس، حيث تنقلت طبقات صوتها عبر سلم موسيقي متناسق، ويمكن وصف الأمسية بالرائعة، بكل عناصرها، بدءا بالإيقاعات المتنوعة والأنغام والأغاني، التي حافظت على نكهتها وخصوصيتها الجمالية، والتي ألهبت حماس الجمهور، وجعلته يصفق فتشابكت أيديهم، في وقت كانت جسوس تحاول أن تطرح معادلة، في الموازنة بين تقديم بعض موسيقى تراثها وتقديم موسيقى هي نتاج التقائها لحضارات أخرى.

جو متجانس

ومع تواصل فقرات الحفل شارك العازف الكويتي حسن جمعة فرقة ميسي في العزف الذي تميز بإبداع في التوافق بين آلتي البزق والغيتار، بحيث دخلا بالألفة وعدم الغرابة بينهما، بل التآخي الممتع، الحنون على الأذن، فبرز جمعة كمحترف أيضاً، إضافة الى احساسه العالي والواضح الذي أضفى جوا موسيقيا متجانسا مع النقر الإيقاعي وصوت أوتار البزق.

وغنت ماريا من التراث العربي «لما بدا يتثنى»، و«طلع البدر علينا»، والتي غنتهما بأسلوبها الخاص، كما أدت الأغنية الكويتية «البوشية». وعلى هامش الحفل قالت إن هذه زيارتها الأولى للكويت، وتحب أن تعزف الموسيقى التراثية لأنها تساهم في مد جسور التفاعل الثقافي بين الشعوب في الوقت الحالي.

أما العازف حسن جمعة فقال إنهم نجحوا في تقديم مقطوعة «البوشية» مع الفرقة، كما أوضح من ناحية أخرى أنه عازف فلامنكو منذ 15 عاما، مشيرا إلى أن طابع فلامنكو صعب من ناحية التقنية والأساليب، وأنه تعلم الكثير من هذا الفن، واستطاع أن يدمج أكثر من نوع من الموسيقى وعلى وجه الخصوص الموسيقى الكويتية لأنه يحبها، بالإضافة إلى حبه للتراث القديم مع الفنون الغربية.

يذكر أن جسوس ماريا مغنية هنغارية من أصل مغربي، فازت بجائزة «بريما» للشباب، وتخرجت في أكاديمية «ليست» للموسيقى في بودابست، وتعمل حاليا معلمة في الأكاديمية، فضلا عن كونها فنانة ناشطة في برنامج MUS-E متعدد الثقافات، وكذلك لديها حفلات موسيقية داخل هنغاريا وخارجها.