ارتفع الدولار الأميركي مقابل الين، أمس الأول، للمرة الأولى في أربعة أيام، بعد أن أظهر تقرير أن أرباب العمل بالقطاع الخاص في الولايات المتحدة أتاحوا وظائف أكثر من المتوقع في مارس، ما يشير إلى سوق عمل مستقر بوجه عام.

وقال أندرو هنتر، خبير الاقتصاد الأميركي في كابيتال إيكونوميكس، إن مسح الوظائف أعطى مؤشرا جديدا آخر على أن أوضاع سوق العمل مازالت قوية التباطؤ الواضح للنمو الاقتصادي في الربع الأول من العام.

Ad

وزاد الدولار مقابل اليورو والفرنك السويسري أيضا، في حين قلص خسائره أمام الجنيه الإسترليني بعد بيانات الوظائف.

وحافظت العملة الأميركية على مكاسبها بعد أن أشارت وقائع أحدث اجتماع للجنة السوق المفتوحة الاتحادية الذي عقد الشهر الماضي إلى أن صناع السياسات بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) يرون أن على البنك المركزي أخذ خطوات للبدء في تقليص ميزانيته البالغة 4.5 تريليونات دولار في وقت لاحق هذا العام إذا ظلت البيانات الاقتصادية قوية.

إلى ذلك، تخلت مؤشرات الأسهم الأميركية عن مكاسبها خلال الساعة الأخيرة من تداولات الجلسة، وأغلقت على انخفاض عقب صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي، الذي أظهر تلميحات بخفض حيازة البنك المركزي من السندات هذا العام، مما بدد موجة صعود أوقد شرارتها تقرير قوي للوظائف بالقطاع الخاص.

وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي 41 نقطة إلى 20648 نقطة بعد مكاسب بأكثر من 170 نقطة خلال التداولات، كما انخفض مؤشر "نازداك" (-34 نقطة) إلى 5864 نقطة، في حين تراجع مؤشر "S&P 500" القياسي (- 7 نقاط) إلى 2353 نقطة.

وظائف القطاع الخاص

وفيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية، أظهرت بيانات "إيه دي بي" إضافة القطاع الخاص الأميركي 253 ألف وظيفة في الشهر الماضي، مقارنة بتوقعات أشارت إلى إضافة 170 ألفا، في حين سجل نمو النشاط الخدمي تباطؤا عند 55.2 في الفترة نفسها.

وفي الأسواق الأوروبية، استقر مؤشر "ستوكس يوروب 600" القياسي عند 380 نقطة بعد ارتفاع بأقل من 0.1 نقطة.

وارتفع مؤشر "فوتسي 100" البريطاني (+ 10 نقاط) إلى 7331 نقطة، بينما انخفض مؤشر "داكس" الألماني (- 65 نقطة) إلى 12217 نقطة، كما تراجع مؤشر "كاك" الفرنسي (- 9 نقاط) إلى 5092 نقطة.

وانخفضت ذات المؤشرات في مستهل التداولات، أمس، مقتفية أثر نظيرتها الأميركية والآسيوية، وتزامنا مع ترقب القمة الثنائية بين الرئيس الأميركي ترامب ونظيره الصيني شي.

وفي بداية الجلسة، انخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" القياسي بنسبة 0.60 في المئة إلى 377 نقطة، في تمام الساعة 10:11 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة.

وتراجع مؤشر "فوتسي" البريطاني بنسبة 0.80 في المئة إلى 7274 نقطة، وانخفض مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.60 في المئة إلى 12144 نقطة، في حين هبط المؤشر الفرنسي "كاك" بنسبة 0.60 في المئة إلى 5060 نقطة.

من جانبها، أفادت وزارة الاقتصاد الألمانية بارتفاع إجمالي الطلبيات الصناعية بنسبة 3.4 في المئة خلال فبراير، مما كانت عليه في يناير، أقل قليلًا من التوقعات التي أشارت إلى نمو قدره 3.5 في المئة.

من جهته، قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي إن موقف السياسة النقدية للبنك في الوقت الراهن ملائم، مشيرا إلى أن الضغوط التي تشكلت على الأسعار أخيرا ستواصل التراجع.

الأسهم الاسيوية

وفي آسيا، انخفضت مؤشرات الأسهم اليابانية في ختام التداولات، مسجلة أدنى مستوياتها في أربعة أشهر، وسط مخاوف المستثمرين حيال السياسات الأميركية المحتملة، وبضغط من ارتفاع الين مقابل الدولار.

وفي نهاية الجلسة، انخفض مؤشر "نيكي" الياباني بنسبة 1.40 في المئة إلى 18597 نقطة، في حين تراجع مؤشر "توبكس" بنسبة 1.65 في المئة إلى 1480 نقطة، وهي أدنى مستوياتهما منذ مطلع ديسمبر الماضي. من ناحية أخرى، ارتفعت العملة اليابانية مقابل الدولار بنسبة 0.15 في المئة إلى 110.54 ين، في تمام الساعة 09:51 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، لتواصل بذلك مكاسبها للجلسة الخامسة على التوالي، وعادة ما يشكل ارتفاع الين ضغطًا على أسهم الشركات اليابانية المصدرة.

وتأتي المخاوف حيال السياسات الأميركية في الوقت الذي يرى فيه محللون أن خطط الفدرالي لتقليص ميزانيته العمومية قد يدفع للإبطاء من وتيرة رفع الفائدة.

وفي أخبار الشركات، أشارت تقارير إلى أن "توشيبا" أقالت رئيس وحدة الأعمال النووية في الولايات المتحدة "وستنجهاوس إلكتريك" قبل أن تطلب إعلان إفلاس الوحدة الأسبوع الماضي.

وفي المقابل، ارتفعت الأسهم الصينية في ختام التداولات للجلسة الثالثة على التوالي. وفي نهاية الجلسة، ارتفع مؤشر "شنغهاي" المركب بنسبة 0.35 في المئة إلى 3281 نقطة.

وأظهرت بيانات صادرة أمس، انخفاض مؤشر "Caixin" لمديري المشتريات الخدمي في الصين إلى 52.2 نقطة في مارس من 52.6 نقطة خلال فبراير، وهو أدنى مستوى له في ستة أشهر.

وتأتي هذه المكاسب، بعدما سجلت الأسهم أعلى وتيرة ارتفاع يومية منذ منتصف أغسطس الماضي خلال تعاملات أمس الأول، بعد إعلان الحكومة عزمها إنشاء منطقة اقتصادية جديدة جنوب بكين.

اليورو يتراجع عقب تصريحات دراغي

تراجع اليورو مقابل أغلب العملات الرئيسية، وسجل أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع أمام الدولار، عقب تصريحات رئيس البنك المركزي ماريو دراغي حول أسعار الفائدة.

وانخفض اليورو أمام العملة الأميركية بنسبة 0.15 في المئة إلى 1.0646 دولار، في الساعة 11:05 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، بعدما بلغ 1.0635 دولار في وقت سابق هو أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع.

وتراجع اليورو أمام العملة البريطانية بنسبة 0.15 في المئة إلى 0.85276 استرليني، فيما هبط أمام العملة اليابانية بنسبة 0.35 في المئة إلى 117.65 ينا.

وقلل دراغي من تهكنات إنهاء البنك المركزي الأوروبي لتجربته مع أسعار الفائدة السالبة في وقت لاحق هذا العام، وأكد أنه لا توجد خطط للعدول عن التزام البنك بأسعار الفائدة الحالية على الأقل حتى نهاية برنامج التيسير الكمي.

وأضاف خلال كلمة له امس في فرانكفورت: لقد اتضح أن معدلات الفائدة السالبة إلى جانب العناصر الأخرى في حزمة التحفيز، عوامل أسهمت في تحسين الأوضاع المالية، بينما الآثار الجانبية المحتملة مازالت محدودة حتى الآن.