ما الدافع وراء تزايد منصات التنقيب عن النفط في مياه أميركا العميقة؟

نشر في 06-04-2017
آخر تحديث 06-04-2017 | 20:23
No Image Caption
تقود المشاريع في خليج المكسيك هذا الاتجاه في الوقت الراهن، إذ من المرجح أن يتحرك سعر التعادل لها دون 50 دولارا للبرميل من مكافئ النفط، انخفاضا
من 70 دولارا.
أسهم ازدهار قطاع النفط الصخري الذي بات أحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع النفط العالمي، في تغيير الطريقة التي تنفذ بها مشاريع التنقيب في المياه العميقة مع اتجاه المنتجين لتقليص هذا النوع الضخم من العمليات.

وقال مدير أبحاث أعمال التنقيب عن النفط والغاز لدى «وود ماكينزي» أنجوس رودجر إن التغير الذي طرأ ليس ابتكارا ضخما وإنما مجرد تعديل في طريقة التفكير، بحسب تقرير لـ«سي إن بي سي».

وأوضح رودجر أن المنتجين يعملون على خفض تكلفة مشاريع المياه العميقة، من خلال جعلها أقل حجما وإنتاجا، بينما يحاولون في الوقت ذاته الحفاظ على ربحيتها.

انخفاض سعر التعادل

تقود المشاريع في خليج المكسيك هذا الاتجاه في الوقت الراهن، إذ من المرجح أن يتحرك سعر التعادل لها دون 50 دولارا للبرميل من مكافئ النفط، انخفاضا من أعلى 70 دولارا.

والنفط الصخري قادر على المنافسة في بيئة الأسعار الحالية قرب 50 دولارا للبرميل، بالتزامن مع جهود «أوبك»، وبالتعاون مع منتجين مستقلين لخفض إنتاجهم بنحو 1.8 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من العام.

وأوردت «رويترز» تقريرا لشركة استشارات الطاقة «Rystad Energy» في فبراير، يتوقع وصول سعر التعادل لمنتجي النفط الصخري الأميركي إلى 35 دولارا للبرميل.

من جانبه يرى رودجر أنه بمرور الوقت سيكون هناك ارتقاء في مستوى التقنيات والوسائل المستخدمة في الحقول أكثر مما شهده القطاع خلال السنوات القليلة الماضية.

ارتفاع عدد المشاريع

بعد الموافقة على تدشين ثلاثة مشاريع كبيرة في المياه العميقة منذ بداية العام، يتوقع بلوغ إجمالي المشاريع الجديدة في أميركا خلال عام 2017 إلى ثمانية، ما يساوي مجموع المشاريع الجديدة خلال العامين الماضيين.

الشركات الكبرى تبدي شغفا جديدا تجاه هذه الفئة من الموارد، وهو ما تجلى في عمليات الاندماج والاستحواذ لشركة «بي بي» في مصر والسنغال، و»شتات أويل» و»توتال» في البرازيل.

ونظرا للجدول الزمني طويل الأجل لهذا النوع من المشاريع والاستثمارات الضخمة المطلوبة، يتوقع السوق من الشركات الكبيرة أن تهيمن على أعمال التنقيب في المياه العميقة، بعد اتجاه الشركات المتوسطة للنفط الصخري الأقل تكلفة.

آفاق مشرقة

ورغم ارتفاع أسعار النفط بنحو 20 في المئة أعلى 50 دولارا عقب الإعلان عن اتفاق «أوبك» في نوفمبر فإن خام «نايمكس» تراجع دون ذلك المستوى هذا العام، لكن الأسعار الحالية ما زالت مشجعة.

وتواصل الأسعار خضوعها لتغيرات المخزون الأميركي من النفط الخام، والتي تضعها تحت ضغوط غالبا عند الارتفاع، بينما أسهم انخفاض مخزون البلاد من البنزين في الحد من وطأة هذه الضغوط خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ويصف البعض ما يحدث حاليا في مشاريع التنقيب عن النفط في المياه العميقة للولايات المتحدة بـ«تشكيل قاعدة الانطلاق» مع توقعات متفائلة لتراجع الضغوط عن الأسعار.

ويرى مدير أبحاث السلع لدى «كليبرداتا» مات سميث أنه رغم ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بمقدار 55 مليون برميل منذ بداية العام، فإن هذا الاتجاه «الموسمي» يحتمل انحساره في أبريل.

(أرقام)

back to top