أكد السفير الأميركي لورانس سيلفر مان التزام الولايات المتحدة بأمن دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن «ذلك الالتزام كان جلياً وواضحاً في المكالمة التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد».

وأضاف سيلفر مان خلال فعاليات اختتام التمرين العملي لحسم العقبان 2017 أمس بميناء الشويخ التجاري، أن «التمرين يأتي دلالة على ذلك الالتزام»، مبينا أن «المشاركة الأميركية كانت عبارة عن 400 عنصر أميركي من أصل 3300 عسكري مشارك في التمرين، منهم 2000 من الكويت، والباقي من دول مجلس التعاون الخليجي».

Ad

صواريخ بالستية

وذكر أن «التمرين يأتي للتدريب على حماية أمن دولة الكويت من التهديدات التقليدية وغير التقليدية ممثلة في مواجهة تهديدات الأمن والملاحة، ومواجهة الصواريخ البالستية، ومواجهة تهديدات قطع الاتصالات والبنية التحتية العسكرية»، مؤكداً أن «هذه المشاركة كانت مفيدة لكلا الأطراف، وستستمر لمزيد من التعاون والتأكيد العسكري الأميركي تجاه دول مجلس التعاون الخليجي».

واستنكر سيلفر مان المجزرة التي حدثت في سورية قبل يومين وراح ضحيتها مجموعة كبيرة من المدنيين، مكرراً الإدانة الأميركية التي صدرت عن الرئيس الأميركي، ووزير خارجيته، والسفيرة الأميركية في مجلس الأمن، ومحملاً النظام السوري المسؤولية الكاملة.

وقال إن «هناك مسؤولية أخلاقية على حليفي النظام السوري (روسيا وإيران)»، مطالبا إياهما بدور حازم لإيقاف المجازر التي يقوم بها النظام السوري.

وأشاد سيلفر مان بالدور الكويتي متمثلا بالقوات الجوية الكويتية في دعم اللاجئين السوريين، الذين يستضيفهم الأردن، والدعم الكبير المقدم لهم، داعيا الكويتيين إلى أن يفخروا باضطلاعهم بمسؤولية حماية اللاجئين.

من جانبه، أشاد رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق ركن محمد الخضر بالتمرين النهائي لحسم العقبان 2017، والذي شاركت فيه دول مجلس التعاون الخليجي والجانب الأميركي، موكدا أنه يأتي لمزيد من تعزيز التعاون والتنسيق بين القوات، ولرفع القدرات القتالية ومواجهة جميع الأخطار التقليدية وغير التقليدية.

وقال إن «القادة العسكريين الخليجيين وضعوا الخطة العامة، ونحن كعسكريين وضعنا الاستراتيجية الحربية للتمارين التي تتم، وكان أحدها «حسم العقبان»، إذ أعددنا له طوال عام كامل من خلال وضع الاستراتيجية للتعامل مع الأخطار المحيطة من إرهاب وغيره على ضوء الواقع».

وشكر الخضر الولايات المتحدة الأميركية «لوجودها معنا لتبادل الخبرات من أجل توحيد المفاهيم العسكرية بين الأشقاء، حيث اننا كخليجيين معنيون بالدفاع عن دولنا من خلال الاستعداد والتدريب حتى نصل إلى الجاهزية القتالية».

وأبدى الخضر فخره وسعادته لمشاركة هذا العدد الكبير من القوات، ووجود رئيس الأركان اليوناني، الذي حضر التمرين خلال زيارته للكويت، مثمناً جهود من اسماهم الجنود المجهولين القائمين على إعداد وترتيب التمرين النهائي.

ونقل الفريق تحيات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد للقائمين على التمرين، داعيا إياهم إلى مواصلة التدريب للوصول إلى الكاملية القتالية.

قيادة مركزية

من جانبه، قال مدير التدريب من القيادة المركزية الأميركية الجنرال رالف قروبر، إن «هذا التمرين جزء من تمارين عدة تشارك بها القوات الأميركية مع القوات الخليجية، وهي تعاون لمواجهة الهجمات الإرهابية والتهديدات والمخاطر المحيطة بالخليج»، موكدا أن التعاون بين المؤسسات المدنية والعسكرية كان على قدر عال من التنسيق للاستجابة لمواجهة التهديدات.

وأضاف الجنرال إن «الإعداد والتكامل للتمرين بدأ منذ عام، ونعمل معاً لمعرفة الإجراءات للاستجابة لتلك التهديدات».

ورداً على سؤال هل هناك رسالة يراد إيصالها من هذا التمرين، قال الجنرال قروبر «نعم أن أميركا تعمل مع شركائها في دول مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على أمن المنطقة، ولدينا تفاهمات عسكرية للرد على أي تهديدات تمس دول الخليج العربي»، إضافة إلى أن التمرين يأتي للاطمئنان على بناء القدرات لجميع القوات، فنحن أقوياء إذا عملنا معاً».

بدوره، قال معاون رئيس الأركان لهيئة التخطيط وآمر قوة الواجب لـ»حسم العقبان 2017» اللواء وليد السردي، إن «التمرين حقق الفوائد المرجوة منه في مراحله الأخيرة، والتي تتمثل في ترسيخ وتوحيد المفاهيم العسكرية، وزيادة التنسيق بين القطاعات العسكرية والمدنية، فضلا عن زيادة التنسيق مع القوة الصديقة المتمثلة بالجيش الأميركي».

وأضاف السردي أن «هذا التمرين نجح في توحيد المفاهيم العسكرية، وزاد من إمكانية التواصل والتنسيق بين القوات من أجل أداء الواجب المتمثل في مواجهة قوى غاشمة أرادت احتلال مرفق مهم بالبلاد، وتم دحرها من خلال القوات الأمنية والعسكرية المشاركة بالتمرين».

من جانبه، أكد مدير التدريب في هيئة العمليات والخطط ومساعد مدير التمرين العميد ركن مشعل عبدالله، أن «حسم العقبان 2017 تكاتفت فيه كل دول مجلس التعاون الخليجي، لمجابهة أي تهديدات وتوحيد العمل الجماعي بين تلك الدول، بالإضافة إلى العمل في بوتقة واحدة بين جميع وزارات الدولة لمواجهة الأخطار».

ولفت عبدالله إلى أن التمرين يأتي لوضع الخطط لمجابهة أي تهديدات، سواء كانت إرهابية أو طبيعية، مشيدا بدور القوات الكويتية وقوات دول مجلس التعاون الخليجي ومؤسسات الدولة المشاركة في التمرين.

وأشار إلى أن «المشاركين أظهروا المهارات العسكرية التي تعلموها، وهي التي أنجحت التمرين»، لافتا إلى أن التمرين يعقد كل عامين، والقادم سيكون في 2019، وأن هناك اجتماعا خليجيا لتحديد الدولة التي سيقام فيها.

سيناريو التمرين

يتلخص سيناريو التمرين بقيام عناصر إرهابية تقود طرادات سريعة بالهجوم على ميناء الشويخ واحتلال عدد من المواقع المهمة فيه، ومن ثم تصدر الأوامر وترد البلاغات إلى قوة الواجب المشتركة لتصل قوات من لواء صالح محمد الآلي 94 لعزل وتطويق مداخل ومخارج منطقة العمليات في الميناء من خلال نشر قناصين في محيط المنطقة.

وبعد ذلك تصل طائرات الأباتشي التابعة للقوة الجوية بحماية قوارب الانزال، ومراقبة ورصد تحركات المتسللين، ثم تصل قوارب الانزال «كبر 245»، ومن ثم تبدأ المواجهة النارية مسنودة من رجال القوات البحرية من السعودية وقطر والولايات المتحدة لاعتراض سفينة بحرية إرهابية والقبض على عناصرها، لتقوم قوة الواجب بتلبية بلاغ من الجمارك بوجود حاوية تحوي مواد خطيرة سامة، فيتم التعامل معها من خلال فريق التخلص من المتفجرات.