أكد ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خلال استقباله لكبار مشايخ القبائل اليمنية في الرياض أن المملكة تنظر إلى اليمن على أنه العمق الاستراتيجي للأمة العربية، معتبرا أن "العدو" أخطأ عندما حاول المساس بأمن واستقرار اليمن عبر ميليشياته الانقلابية، في إشارة إلى الميليشيات الحوثية المتحالفة مع إيران.

وقال بن سلمان خلال استقباله كبار المشايخ، مساء أمس الأول، إن "أكبر خطأ قام به العدو أنه يحاول المس في عمق وصلب العرب، جمهورية اليمن، وذلك ما دعا كل العالم العربي إلى أن يستنفر لما يحدث في اليمن، وانقلبت الطاولة في السنة والنصف السنة الأخيرة، ليس فقط في اليمن، بل في كل العالم العربي والإسلامي، بسبب أنهم ارتكبوا خطأ، إنهم لمسوا وفكروا أن يلمسوا عمق العرب، دولة اليمن".

Ad

وأضاف أن "رجال اليمن ليسوا في حاجة إلى مساعدة أشقائهم، فهم إذا استنفروا ووقفوا سوف يقضون على العدو، ولن يقفوا حتى يكونوا في عقر دار العدو، لكن لا نستطيع نحن إخوانكم في السعودية ودول الخليج العربي ومصر والسودان والأردن والمغرب أو جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي أن نرى استنفارا ووقفة للرجل اليمني دون أن نكون بجانبه، ونحن معكم في كل خطوة إلى آخر يوم في حياتنا، كما كنا في السابق وكما سنكون في المستقبل".

وتابع ولي ولي العهد: "أنا لي الشرف أني أكون بين هؤلاء الرجال وبين أساس العرب وعمق العرب والقبائل العربية اليمنية، شرف لي وأعتز أن أكون اليوم بينكم وأعمل معكم اليوم، وإن شاء الله المستقبل مزدهر".

وألقى الشيخ مفرح بحيبح كلمة باسم مشايخ القبائل اليمنية، عبّر خلالها عن الشكر لحكومة المملكة بقيادة الملك سلمان، لاستجابتها لرغبة مشايخ القبائل اليمنية للالتقاء بالقيادة السعودية، مؤكدين دعم الحكومة الشرعية اليمنية وما قامت به قوات التحالف العربي من نصرة إخوانهم اليمنيين لإعادة الأمن والاستقرار.

وأشار الشيخ مفرح إلى ما حققه الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تقدم في تحرير الأراضي اليمنية، حتى أصبحت على أبواب العاصمة صنعاء، بمساندة قوات التحالف.

وتقدم بالشكر للرياض على الجهود الإغاثية والأعمال الإنسانية من خلال "مركز الملك سلمان" للإغاثة.

تأهب ومشاطرة

في غضون ذلك، ذكرت تقارير يمنية، أمس، أن الميليشيات الحوثية المتحالفة مع القوات الموالية للرئيس السابق علي صالح تجري ترتيبات عسكرية في مدينة الحديدة، استعدادا لصد هجوم محتمل لقوات حكومة الرئيس هادي بدعم من التحالف الذي تقوده الرياض لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر.

وجاء على حساب بمواقع التواصل الاجتماعي يحمل اسم "قوات الحرس الجمهوري" الموالية لصالح أن هناك آلاف المقاتلين باتوا جاهزين للدفاع عن الحديدة في حال شن هجوم عليها.

وكان التحالف أصدر بيانا مساء أمس الأول أكد فيه إدراكه "خطورة الوضع الإنساني في المناطق التي مازالت تحت سيطرة الانقلابين في اليمن". كما أكد أنه يبذل أقصى ما يمكن لتأمين إمدادات الغذاء والدواء للشعب اليمني.

وذكر التحالف في البيان أنه يشاطر الأمم المتحدة القلق تجاه وضع ميناء الحديدة كأحد أهم الموانئ اليمنية لإيصال الإمدادات والمساعدات، لكون هذا المنفذ المهم يقع تحت سيطرة المتمردين الحوثيين ويستخدم الآن لتهريب الأسلحة والبشر.

واتهم الميليشيات الحوثية بالاستيلاء على قوافل الإمدادات والمساعدات الإنسانية وبيعها بأضعاف ثمنها للمواطنين اليمنيين لتمويل عملياتهم القتالية المستمرة للإطاحة بالحكومة الشرعية.

وأوضح التحالف أنه طلب من الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة أن تمارس سلطتها الرقابية على ميناء الحديدة، لضمان التدفق الحر للمساعدات الإنسانية ووصولها إلى مستحقيها.

كما أكد وجود موانئ أخرى مثل عدن والمكلا وعدد من المطارات والمنافذ البرية تم تأهيلها، وهي مفتوحة لإيصال الإمدادات والاحتياجات الإنسانية.

شبوة وتعز

في هذه الأثناء، دارت معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة، والمتمردين من جهة أخرى، في محافظة شبوة، جنوب شرق البلاد.

وقالت مصادر، إن الاشتباكات دارت في جبهة لخيضر والخزان ببيحان، بين أفراد اللواء 19 مشاة، وبين الميليشيات المتمردة.

وتزامنت المعارك في شبوة مع تحقيق قوات الحكومة بمحافظة تعز تقدما نوعيا شمال غرب المدينة صباح أمس، وقطعت شارع الخمسين بعد السيطرة على تبة القارع وتبة الرادار والأريل، فيما لقي عميد في الجيش مصرعه، في انفجار عبوة ناسفة استهدف سيارته بمدينة مأرب.

على صعيد منفصل، قتل قياديان في تنظيم "القاعدة" بينهما قريب لزعيم سابق لفرع الجماعة في اليمن في غارتين نفذتهما طائرات أميركية من دون طيار في محافظتي البيضاء وأبين وسط وجنوب البلاد.

وأوضحت مصادر أن القيادي الجهادي خطاب الوحيشي، ابن شقيق زعيم "قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب" ناصر الوحيشي الذي قضى في ضربة أميركية في 2015، قتل في إحدى الغارتين بمديرية الصومعة بالبيضاء.

وكثفت الولايات المتحدة منذ تسلم دونالد ترامب الرئاسة في يناير الماضي ضرباتها ضد التنظيم في محافظات أبين وشبوة والبيضاء. وقتل أكثر من 20 من عناصر التنظيم في هذه الغارات.