خاص

الأسد يتخوف من «العرقنة» ونظامه يقر بامتلاك «كيماوي»

● ليبرمان يؤكد ما نشرته الجريدة•: الرئيس السوري أعطى أمر الهجوم على خان شيخون
● بوتين يرفض اتهام النظام باتصال مع نتنياهو وواشنطن لا تشك في تورطه

نشر في 07-04-2017
آخر تحديث 07-04-2017 | 00:00
سوريات فررن من مدينة الرقة يحملن ممتلكاتهن في قرية المحمودلي غربها أمس الأول  (رويترز)
سوريات فررن من مدينة الرقة يحملن ممتلكاتهن في قرية المحمودلي غربها أمس الأول (رويترز)
أقر نظام الرئيس بشار الأسد، ضمناً، بأنه لايزال يمتلك أسلحة كيماوية، رغم الاتفاق المبرم بين واشنطن وروسيا في عام 2013 لنزع هذه الأسلحة. جاء ذلك بينما أكدت إسرائيل أنها تمتلك أدلة على تورط الأسد في الهجوم، ما استدعى تدخلا روسيا.
شدد الرئيس السوري بشار الأسد أمس على أنه ليس أمامه خيار سوى الانتصار في الحرب الأهلية، بعد عدم تمكن حكومته من التوصل إلى نتائج مع المعارضة في محادثات جنيف الأخيرة، مؤكدا أنه لا خيار أمامه سوى أن «ينتصر بالحرب وإلا ستُمحى سورية من الخريطة».

واعتبر الأسد، في مقابلة مع صحيفة «فيسرنجي لست» الكرواتية، نشرتها وكالة الانباء الرسمية (سانا) أمس، أن «كل تدخل لأي فرد دون إذن الحكومة هو غزو بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، وأي تدخل في الجو أو بغيره غير قانوني واعتداء على سورية».

وأشار الأسد، في المقابلة التي لم يرد في نصها أي سؤال عن الهجوم الكيماوي في مدينة خان شيخون، إلى أن الأمل في إنهاء الأزمة بات أكبر من قبل من خلال محورين، الأول: مكافحة الارهاب والثاني: المصالحات مع كل من يريد إلقاء السلاح، مجددا رفضه للنظام الفدرالي الذي يسعى الأكراد لتطبيقه في شمال سورية.

وفي إشارة إلى هجمات الفصائل الأخيرة، قال: «المعارضة المعتدلة غير موجودة. الموجودة جهادية بالمعنى المنحرف، لا تقبل حوارا ولا حلا إلا بطريقة الإرهاب»، مضيفا: «لذلك عمليا لا يمكن أن نصل إلى أي نتيجة فعلية. والدليل أنه خلال مفاوضات أستانة بدأوا بالهجوم على مدينة دمشق وعلى حماة ومناطق أخرى وأعادوا دولاب الإرهاب وقتل الأبرياء».

إقرار ضمني

وفي مؤتمر صحافي بدمشق، أكد وزير خارجيته وليد المعلم أن النظام «لم ولن يستخدم» السلاح الكيماوي ضد الشعب والأطفال، ولا حتى «ضد الإرهابيين، الذين يقتلون الشعب ويعتدون على الآمنين بقذائفهم العشوائية».

وقال المعلم: «في خان شيخون ما جرى أن الإعلان عن بدء الحملة كان في السابعة صباحا، في حين ان أول غارة للطيران السوري جرت في الساعة 11.30 على مستودع للذخيرة تابع لجبهة النصرة توجد فيه مواد كيماوية».

ورأى مراقبون أن تصريحات المعلم تتضمن إقرارا ضمنيا من النظام بأنه لا يزال يملك سلاحا كيماويا، كونه لم يؤكد أن بلاده لا تمتلك أصلا هذا السلاح بموجب الاتفاق الروسي - الأميركي الذي أبرم بعد مجزرة الغوطة الكيماوية عام 2013.

على العكس من ذلك، ألمح المعلم الى أن بلاده لا تزال تمتلك، لأنه قال لن نستخدم الكيماوي في المستقبل.

أوامر الأسد

في المقابل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان معلومات نشرتها «الجريدة» أمس بأن الأسد متورط بشكل مباشر في الهجوم الكيماوي الذي أسفر عن مقتل 100 مدني، وأثار حفيظة دولية كبيرة ومواجهة واسعة مستمرة في مجلس الأمن.

وقال ليبرمان، لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن «بشار الأسد أمر بشكل مباشر وخطط» للهجوم، وانه «متأكد بنسبة 100 في المئة». ولم يوضح الوزير الإسرائيلي سبب تأكده من ذلك. لكنه انتقد تقاعس المجتمع الدولي، بقوله إن رد الفعل كان مجرد «صفر».

وردا على سؤال حول إمكانية تورط إسرائيل في الحرب الدائرة في سورية، أجاب ليبرمان: «لماذا علينا أن نقوم بعمل الآخرين؟ هذه مسؤولية المجتمع الدولي».

وأكدت «الجريدة»، نقلا عن مصادرها، أن إسرائيل تمتلك تسجيلات لأوامر الهجوم على خان شيخون، وأن «جهات عليا» هي التي اعطت الأمر، في اشارة الى رأس النظام.

بوتين لنتنياهو

من ناحيته، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بـ»اتهامات لا اساس لها» بشأن «حادثة الأسلحة الكيماوية» في سورية، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسبما أعلن الكرملين.

وقال الكرملين، في بيان، إن الرئيس الروسي «شدد خصوصا على عدم قبول توجيه اتهامات بلا أساس الى أي كان قبل إجراء تحقيق دولي دقيق ومحايد».

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال أمس إن الأميركيين لا يملكون معلومات «موضوعية» حول «الجريمة الفظيعة»، موضحا أنه «مباشرة بعد المأساة لم يكن بوسع أي كان الوصول إلى هذه المنطقة، وبالتالي أي معلومات يمكن أن تكون بحوزة الطرف الأميركي لا يمكن أن تكون مبنية على مواد أو شهادات موضوعية».

واشنطن متأكدة

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نبه روسيا الى أن الوقت حان لكي تعيد التفكير في مواصلة دعمها لنظام الأسد، مبينا أنه «لا يساورنا أي شك في أن الأسد هو المسؤول عن هذا الهجوم المروع».

تشريح تركيا

وأعلن وزير العدل التركي بكر بوزداغ أمس أن نتائج عمليات تشريح لثلاث ضحايا أجريت في أضنه بمشاركة أطباء شرعيين أتراك وممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أثبتت أن «نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية».

مشروع قرار

وتأجل التصويت أمس الأول على مشروع قرار أميركي - بريطاني - فرنسي للتحقيق في المجزرة، يلزم نظام الأسد بتقديم خرائط تحركات الطائرات فوق المنطقة، ويسمح باستدعاء الطيارين الى التحقيق، بعد أن قدمت موسكو مشروع قرار معدل، واشارت مصادر دبلوماسية الى أنه يجري العمل على قرار اممي توافق عليه كل الأطراف ويحول دون استخدام موسكو حق الفيتو.

في سياق آخر، دعت الأمم المتحدة أمس إلى تعليق المعارك 72 ساعة في محيط الغوطة الشرقية، قرب دمشق، لنقل المساعدات الى المنطقة المحاصرة من النظام منذ 2012.

وحذر رئيس مجموعة العمل الأممية يان ايغلاند من «تكرار ما حدث في شرق حلب»، موضحاً أن 400 ألف شخص محاصرون في المنطقة يعانون وحدهم نتيجة نقص المعدات الطبية، وتعرض مستشفياتهم للقصف ونفاد الغذاء والمؤن الأخرى».

back to top