المثلية في الخليج مقبولة!
ربما ينتابك شعور بالقشعريرة والاعتراض الغاضب على عنوان المقال الصارخ "المثلية في الخليج مقبولة"، وستحدث نفسك بأن كاتب السطور "فاقد البصيرة"، وأن معتنقي الطريقة الرباعية في المثلية الجنسية من "الحب بين الرجال" و"الحب بين النساء" و"حب الجنسين" و"المتحول جنسيا" كلهم من فضلات الحضارة الغربية التي استوردناها ووطناها مع بالغ الأسى!نحن نتعامل مع المثليين بازدواجية المعايير، فإذا كان المثلي أجنبياً لا نمانع من التعامل معه نهائيا، معولين أن "لا ذنب بعد الكفر"، أما لو كان المثلي عربيا مسلما فهنا يستيقظ الوازع الديني من سباته ليرسل إليه كل صنوف الاشمئزاز، فلا يجد المثلي بداً من التمرد على مجتمعه أكثر مما كان كأداة انتقام، وقد شاهدت لقاء سجل في الثمانينيات لمثليين كويتيين ملثمين، وقد عبروا عن أوضاعهم في تلك الفترة، حيث كانوا يجتمعون في مكان اسمه "فرح" ليقوموا باصطياد الشباب، وهذا كان أقصى مناهم، فالدولة بجهاز المباحث والناس بنظرات الاحتقار كانوا يلاحقونهم حتى استقروا في البيوت والتدرب على الرقص الشرقي كما يدّعي المثلي "المربرب"!
فلو تأملنا واقعنا اليوم مع المثليين لوجدناهم في كل مول ومقهى متسكعين يخطفون الألباب، وما إن تدخل المعاهد الصحية الرجالية حتى يستقبلك أحد معتنقي الطريقة الرباعية، مؤكداً أن عمله مرخص ولمدة ٢٤ ساعة، وأيضا باتوا يعلنون زواجهم وينشرون حساباتهم في إنستغرام وسناب بكل ثقة، والمصيبة أننا نستضيف المثليين المشاهير في دولنا وعلى رؤوس الأشهاد نلتقط معهم السيلفي ونتلهف لأخذ سبق صحافي "أريد ألطم عيني".أوبعد هذا ننكر قبولهم، مع العلم أنه يوجد قانون يجرم التشبه بالجنس الآخر لكنه مستريح في حضن الأدراج، والأمر لم يقف عند هذا الحد، بل قاموا بزيارة لمجلس الأمة قبل سنوات مطالبين بحقوقهم، فهم علموا أن قبولهم في المجتمع بات مؤكداً، والآن أتوقع هم في طور المطالبة بحقوقهم التي ستأخذ وقتاً طويلاً من الصراع لنيل شرعية وجودهم كما يريدون!وسأقف عند حادثة تحصل يوميا، يوجد المثليون في الأماكن العامة، ونحن نجلس بجوارهم بصحبة أزواجنا وأبنائنا، نشتم عبق عطرهم ونكتفي بإرسال نظرات السخرية مع إخفاء الهاتف لالتقاط صورة المثلي لكي يكون فاكهة الواتساب دون أن نحرك ساكناً أو نتكلف الاتصال على فرسان الداخلية. أرأيتم كيف تقبلناهم، وسيقول مثلي الثمانينيات "المربرب" يا ليتني ولدت لهذا الزمن الجميل!