البشر هم الثروة الحقيقية لكل أمة من الأمم تسعى لأن تكون فاعلة ومؤثرة في ظل ظروف دولية صعبة ومتعددة؛ تتجلى بها كل أنواع الهيمنة، وعلى رأسها هيمنة العصر الرقمي بكل أنواعه الثقافية والإعلامية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ وهو ما أثر تأثيراً مباشراً على منظومة القيم الفردية والمجتمعية في آنٍ واحد. وهنا تبرز أهمية دور وزارة التربية والقائمين عليها من مديري عموم وموجهين ومديري مدارس وهيئة تعليمية بتكاتف الجهود من أجل تحقيق رؤية الوزارة الجديدة؛ والتي تستند إلى رؤية مستقبل الأمة، كما عبر عنها قائد الإنسانية أمير البلاد المفدى، وهي تحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي عالمي، والتي تتطلب خلق جيل جديد مجهز تجهيزاً خاصاً قادراً على تحقيق الرغبة السامية من خلال التعليم، مما يؤدي إلى استمرار الرفاهية المستدامة للشعب الكويتي؛ ولذلك يسعى المنهج الوطني الجديد إلى إعداد المواطنين للعمل بكل جد ومهنية لتحقيق الرؤية الوطنية من خلال الاكتساب الكامل للكفايات المطلوبة من أجل تلبية احتياجات الكويت، فضلاً عن مواجهة تحديات العولمة واقتصاد المعرفة والعصر الرقمي الذي نعيشه.
نقدر دور "التربية" المهم جداً والرائد في هذا الاتجاه؛ إلا أن تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي يحتاج إلى مشروع وطني تتبناه الحكومة، على أن يكون واضح المعالم بالاشتراك مع مجلس الأمة ومؤسسات المجتمع المدني، ويكون للقطاع الخاص الدور الأهم في حال منحت الفرصة لصغار المستثمرين قبل الكبار، وشرط الضرورة في ذلك كسر عملية الاحتكار.ختاماً: من أجل الهدف الاستراتيجي السامي يجب تضافر الجهود الوطنية المخلصة، أفراداً وجماعات ومؤسسات رسمية وغير رسمية وإعلام بكل أشكاله، على أن تقوم الحكومة بدورها، وذلك بوضع خطة واضحة المعالم تكون بمنزلة خريطة طريق تضع في ضوئها الوزارات والهيئات خططها التشغيلية حسب طبيعة العمل والإمكانات البشرية والمادية المتاحة؛ على أن يتم التسويق الإعلامي المدروس كعمل موازٍ ومكمل لهذا الجهد المجتمعي.ودمتم بخير.
مقالات - اضافات
High Light: رؤية أمة
08-04-2017