لا أعلم من أين أبدأ هذا المقال، فقررت مشاركتكم حيرتي به: عشرات الأفكار تتجاذبني يوميا، ترهقني وتبعث على الاكتئاب تارة وعلى الإحباط تارة أخرى، وقد يكون هذا أحد أسباب انقطاعي عن الكتابة منذ فترة. هل أبدأ من المعارضة الطارئة التي تحولت بقليل من العطايا والوظائف إلى حركة أليفة لا ضرر منها ولا ضرار؟ هل أبدأ بوعودها الانتخابية التي "لُحست" مقابل بعض الوعود؟ وهل كنا نتوقع غير ذلك من معارضة فيها "الإخوان"؟ بالتأكيد لا. لو رجع الزمن فهل كنا سنتخذ القرارات نفسها؟ بالتأكيد نعم. فالمبدأ ثابت بغض النظر عمن دخل خندقه معك. هل أعرّج على مجموعة المواطنين الذين أنتنونا بعنصريتهم، فرحين بعدم سيطرة القضاء على ملفات الجنسية، متناسين أن التاريخ يعيد نفسه، فيدور ويرجع، وسيأتي اليوم الذي يضربهم فيه؟ الكويت دولة فتية (شابت منكم ومن أعمالكم) عمرها لا يتعدى ثلاثمئة عام، يتناحر أبناؤها على من وطئ ترابها قبل الآخر، كأن الأقدمية مرتبطة بالأداء والأخلاق. يعتقد البعض أن تعب جده في كويت ما قبل النفط يعطيه ميزة، وهو قد يكون مواليد ما بعد الغزو (أنت شكو؟) يا ترى كيف سيراكم إمبراطور اليابان الذي تحكم سلالته منذ ما قبل الميلاد إلى يومنا هذا؟
هل أتحدث عن حكومة غير جادة إلا في محاولة تقطيع البلد وتخصيصه؟ ماذا استفدنا من تخصيص قطاع ناجح مثل محطات الوقود؟ أوليست الدولة أولى بالربح الذي يقارب ١٢ في المئة الآتي من وراء هذه المحطات؟ أم أتحدث عن صندوق سيادي لا يعلم الشعب عنه شيئا رغم أن حجمه يقارب الـ٦٠٠ مليار دولار (حدثني عن العجز)؟ أم عن وظائف براشوتية، والتعليم الأعلى تكلفة في العالم وأحد أسوئها في الوقت نفسه؟ أم عن تأمين عافية "الغريب" الذي كلف فوق المليار دينار؟ أم نترك كل هذا ونتساءل: كيف تغلق محطة الشعيبة قبل تأكيد البديل؟أم أتكلم عنا نحن الذين نوصل من يكذب ويخلف وعوده؟ ونوصل العنصري ومن تضخمت حساباته، ونتقاتل فيما بيننا بسبب الأصل والفصل والمذهب، ونجتمع لنرمي كل بلاوي المجتمع على الوافدين، ونحاول تضييق الخناق عليهم دون دراسة ودون وعي، نلوم النتائج وننسى الأسباب، بسبب كل هذا لم أعرف من أين أبدأ المقال، ولا أعرف كيف أنهيه. فارحمونا يرحمكم الله.
مقالات - اضافات
من أين أبدأ؟
08-04-2017