كلنا ذكور!
![تهاني الرفاعي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/201_1683223496.jpg)
هكذا نفكر وهذا أيضاً إرث نتاجنا المتأصل فينا، رغم كرهنا للضغط الملقى علينا، نحن من يزيده حملاً بظلمنا لأنفسنا أكثر، وللأسف ليس الرجال من خلق هذا الإرث التفكيري في المجتمع، إنما النساء أنفسهن هن المربيات وهن أكثر الناس ظلماً للمرأة كما أؤمن بشدة.في سياق الحديث عن الظلم أخبرتني صديقة لي عن أخرى أعرفها ضربها زوجها فـشج رأسها مما اضطرها للغياب عن العمل مدة أسبوعين، وفي أثناء هولي لسماع القصة وغضبي الشديد التلقائي وانفعالي أكملت القصة قائلة: "الآن هي بخير ورجعت له"!تمنيت لوهلة أن أشج رأسها بنفسي مرة أخرى على رجوعها لزوجها الظالم، أزعجني جداً ضعفها وخنوعها المستفز، لدرجة أنني لا أود سماع التكملة، فأردفت صديقة أخرى كانت معنا قائلة "أكيد مسوية شي"!! نسيت بسرعة انفعالي على الظلم وسرحت بعيداً جداً في البرمجة الظالمة المقيتة المعشعشة في عقول الكثيرات للأسف.كيف للمرأة أن يصبح تفكيرها ذكورياً ويرخص للذكور كل التصرفات، ويصنع من النسوة شمعداناً ومتهماً أول لأي ردة فعل بلا استثناء؟ هنا فقط يتحول الفكر إلى جريمة شنعاء لا ينفع معها لا الحد ولا القصاص، هنا نصل إلى حقيقة أن العلّة تكمن في العقول لا المجتمع، وأخطر السموم تلك التي تنفث في الفكر، فلا مناص من عقولٍ تورث الوباء لمن حولها دون وعي.