بعد يوم من إعلان شركة تسلا أفضل نتائج فصلية في الإنتاج والتسليم في تاريخها، ارتفعت أسهم شركة ايلون ماسك للنقل والطاقة النظيفة الى أعلى مستوياتها منذ إدراجها شركة عامة وحسنت قيمتها السوقية فوق شركة فورد للسيارات التي تعتبر أكبر منها بأشواط.

ووصلت شركة تسلا الى 298.56 دولارا على مؤشر ناسداك في 3 أبريل، مرتفعة بـ 7.3 في المئة. ورفع ذلك قيمتها السوقية الى مستوى قياسي بلغ 48.7 مليار دولار، مقارنة مع 45.3 مليارا لشركة فورد.

Ad

وتدنو أحدث شركة صانعة للسيارات في الولايات المتحدة حالياً من شركة جنرال موتورز من حيث إجمالي قيمة أسهمها التي تحوم حول 51.1 مليار دولار. كما أن هذه الزيادة رفعت أيضا القيمة الصافية لماسك الذي يحتل المركز 80 على قائمة مليارديرات فوربس لسنة 2017 الى 14.7 مليار دولار.

وجاء هذا الارتفاع بعد أن أعلنت «تسلا» صنع أكثر من 25000 من السيارات التي تعمل بالبطارية من طراز سيدان إس وموديلات إكس كروس أوفر في الربع الأول من العام الحالي، وتسليم رقم مماثل الى عملاء حول العالم.

وفيما يشكل ذلك رقما جيدا لشركة تسلا مرتفعا بنسبة 69 في المئة عن سنة خلت، فإنه مجرد جزء من هدف تاسك في انتاج نصف مليون سيارة في سنة 2018 ومليون وحدة بحلول عام 2020.

طاقة خالية من الكربون

وبالمقارنة كانت مبيعات شركة فورد خلال شهر مارس الماضي فقط حوالي 10 أمثال أرقام تسلا الفصلية، حيث وصلت الى 236.250 سيارة. ولكن الإقبال على تسلا منذ عرض اكتتابها الأولي في سنة 2010 كان يدور حول رؤية ماسك لمستقبل يقوم على طاقة خالية من الكربون وسيارات لا تستهلك الوقود الحفري وليس على الربحية.

وقد رحب محللو الأسهم بإعلان الشركة عن أرقام فصلية تمشيا مع إرشاداتها للنصف الأول من هذه السنة. وقال افريام ليفي الذي يرصد أعمال تسلا في بحوث CFRA بالأسبوع الماضي «يجسد هذا صورة جيدة للشركة، ويجب أن يضاف الى المشاعر الإيجابية الأخيرة للأداء الأساسي لتسلا. وعلى الرغم من تخلفها في أغلب الأحيان عن مواعيدها المستهدفة، فإن هذه الوتيرة يجب أن تمكن «تسلا» من تلبية خطها الإرشادي بتسليم أكثر من 47000 سيارة في النصف الأول من سنة 2017».

وقد جمع ماسك أكثر من 1.2 مليار دولار على شكل مبيعات أسهم وديون في الشهر الماضي، بغية المساعدة على تمويل تكلفة تتعلق بإنتاج الموديل 3، وهي أول سيارة كهربائية محتملة السعر مع سعر أساس يبلغ حوالي 35000 دولار.

وحصلت الشركة أيضا على تصويت كبير بالثقة في الأسبوع الماضي عندما كشفت عملاقة التواصل الاجتماعي الصينية تنسنت في كتاب تنظيمي في الولايات المتحدة بأنها استحوذت على حصة من 5 في المئة في «تسلا» تساوي حوالي 1.8 مليار دولار.

إنتاج الموديل 3

تشكل زيادة إنتاج الموديل 3 الذي يحفل بقائمة انتظار تصل الى حوالي 400 ألف شخص دفعوا 1000 دولار على شكل رسوم حجز تشكل تحديا هندسيا كبيرا للشركة. ولدى محللي الأسهم بصورة عامة وجهات نظر مختلطة حول قدرة تسلا على إطلاق الموديل 3 في موعده في الربع الثالث من العام الحالي، واحتمال انجاز الشركة لمعدل الانتاج الاجمالي عند 500 ألف سيارة سنويا في 2018 ومليون سيارة في السنة بحلول 2020.

ولاتزال تسلا تعمل لإتمام معملها غيغا فاكتوري للبطاريات قرب رينو في نيفادا بقيمة 5 مليارات دولار على شكل مكون أساسي لتحقيق رؤية ماسك لإنتاج متوسع لخلايا ايون الليثيوم اللازمة للسيارات العاملة بالبطارية ووحدات تخزين الطاقة الثابتة.

وفي غضون ذلك، يعمل ماسك أيضا على متابعة خططه حول space X الرامية الى إرسال بشر الى الفضاء في العام المقبل، وتأسيس شركة مكرسة لأجهزة حفر أنفاق وأخرى باسم Neuralink لتعزيز الدماغ البشري عبر ذكاء اصطناعي.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الأداء القوي لأسهم تسلا يجعل من الواضح أن عددا كبيرا من مساهمي الشركة يظلون واثقين بإن ماسك يرقى الى مستوى التحدي المتمثل في تحويل الشركة في نهاية المطاف الى مصدر قوة في سوق الإنتاج الواسع للسيارات كما تخيلها قبل 11 عاماً.