خاص

بشار عبدالله: أجهل سبب تهميشي... ولن أبيع كرامتي

«المخرج الكبير سليمان البسام ترك بصمة كبيرة في مسيرتي المسرحية»

نشر في 08-04-2017
آخر تحديث 08-04-2017 | 00:05
الفنان بشار عبدالله عاشق للمسرح بكل ما تحويه الكلمة من معانٍ ومشاعر... هو ممثل، أشاد الجميع بقدرته المتميزة على تجسيد الأدوار الصعبة والمركبة، لكنه لم ينل منهم إلا الوعود، خصوصاً مخرجي المسلسلات التلفزيونية ومنتجيها.
عبدالله موسوعة يرجع إليها الجميع لأنه واحد من قليلين وقفوا على خشبة المسرح في الكويت، وهو يعرف خفاياه وأسراره، لا سيما أنه اشتغل إلى جانب التمثيل في الأمور كافة التي تصل إلى المتلقي صورة متحركة مبهرة غنية بألوان الفنون، كالتصوير والنحت والعمارة والموسيقى والرقص.
في حوار «الجريدة» معه كانت البداية بسؤال يُطرح عليه دائماً:
أين أنت من المسلسلات التلفزيونية؟

أواكب بكل نبض في قلبي التطوّرات الفنية في الكويت، ولكن أجهل سبب تهميشي. في يقيني أن الوعود التي تلقيتها لو نفذت لكنت الآن أحد أشهر فناني المسلسلات التلفزيونية في العالم. لا أبالغ بقولي إن الأعمال كافة التي عُرضت خلال الفترة الماضية على الشاشات كان من المفروض أن أكون ضمن فرقها. لكن البعض فقد الالتزام بوعده، رغم أن وعد الحر دين عليه، والإخلاف به أولى صفات المنافق. ومن المعروف في مجتمعنا أن «الرجل يربط من لسانه»، والوعود تبني دولاً أو تهدمها. ولكن لا يمكن أن أبيع كرامتي.

الغريب أن المخرج الوحيد الذي صدق معي توفي للأسف، وهو المرحوم كنعان حمد، الذي رشحني للعمل في مسلسل «الناس للناس»، ثم التزم المخرج أنور علي بترشيحات الراحل.

أنت غائب أيضاً عن مسرح الكبار رغم أن بدايتك فيه كانت تبشر بالخير بسبب نوعية الأدوار التي أديتها.

لست أنا من يُسأَل عن هذا الغياب، بل يُسأل من يحاول أن يهمِّش البعض لحساب الآخرين ممن يرتبط معهم بعلاقات شخصية أو مصالح متشابكة. يعرف الجميع أنني منفتح على الكل وغير محسوب على أحد لأن ولائي الوحيد للمسرح، فهو حياتي ووهبت له عمري عشقاً، كونه فناً مركباً يتكوّن من عناصر عدة لا بد من تضافرها لإبداع عمل جيد يجذب المتفرجين ويؤثر فيهم. كذلك يشكّل المسرح أحد أصعب الفنون راهناً لأنه يحتوي على فنون عدة، كل منها يساهم بنسبة معينة في صناعة المسرح المتكامل.

مسرح الطفل

هل لهذا السبب لجأت إلى العمل في مسرح الطفل؟

العمل في مسرح الطفل بالنسبة إلي ليس بحثاً عن مكان أو دور أو لسد فراغ، إنما هو رسالة. إنه مسرح حقيقي بمفرداته كافة وعناصر عمله بدءاً من النص الدرامي ومروراً بتحضيرات العرض وتشكّله بواسطة المخرج والإنتاج والممثلين. عموماً، الطفل هو الكائن الذي يمثّلنا في لحظات البداية، والكتاب المدون فيه أسس وجودنا، وكونه بذرة ديمومة الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ونأخذ من مراحل نموه عبر السنين قيماً وإشارات ثرية الدلالات هي الأساس لرسم الخريطة الحقة للحياة الإنسانية بكل ما فيها من جمال وشجون. بناء عليه، فإن مسرح الطفل أحد أصعب أنواع العمل المسرحي، وفيه لا بدّ من مراعاة المنطلقات الدرامية المسرحية الخاصة بتوصيف أفعال الطفل وآليات تطوّره وسمات مراحل نموه النفسي والبدني.

لكن انغماسك في مسرح الطفل سواء ممثلاً أو مساعد مخرج أو قائد عمل، حرمك الشهرة التي يتمتّع بها ربما أنصاف الممثلين.

ربما لا يصنع مسرح الطفل شهرة للممثل ولكنه يعطيه الديمومة في ذاكرة الأجيال. المستهدفون منه هم الأطفال حتى 15 عاماً، ولكن هذا لا ينفي وجود جمهور غير مباشر من أولياء الأمور سواء الأب أو الأم، أو بعض المعنيين بالتقاط رسائل المسرح وطرائق معالجاته للاستفادة منها في البيت وعلى خشبة مسرح المدرسة.

بداية الطريق

كيف كان طريقك إلى المسرح؟

قادتني المصادفة البحتة إلى العمل في المسرح. كنت متفرجاً وطرحت وجهة نظري في بعض المواقف، فوجدت نفسي في صلب العمل. كانت البداية عام 1997 مع فرق شبابية، وعام 2000 شاركت مع فرقة «مسرح الشباب» في مسرحية «الفيل»، ثم «حلم السمك العربي» عام 2001، وشاركنا بهما في مهرجان القاهرة الدولي التجريبي، علاوة على مشاركتي مع «مسرح الشباب» في أعمال مسرحية عدة والأوبريتات.

عام 2003، انضممت إلى فرقة «مسرح سليمان البسام» وعملت في مسرحيات «ذوبان الجليد، والمقايضة، ومؤتمر هاملت، وريتشارد الثالث- دار الفلك»، وغيرها من أعمال قُدِّمت في دول عدة، من بينها اليابان، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، وإيران، وسنغافورة، والدنمارك، وبولندا، واليونان، وفرنسا، والولايات المتحده الأمريكية.

لمن تدين بالفضل خلال مشوارك المسرحي؟

أدين بالفضل في البداية لأستاذي عبدالله عبد الرسول، فهو أول من أخذ بيدي عندما كان رئيس مسرح الشباب. كذلك لكل من فيصل العميري، ونصار النصار، وحسين المسلم. ولكن المخرج الكبير سليمان البسام هو من ترك بصمة كبيرة في مسيرتي وما زال يمنحني الدافع، وجعل لغتي رزينة داخل المسرح وخارجه، إذ تعلّمت منه الكثير كطريقة الكلام والوقوف على المسرح وكيفية استغلال الأمور المتعلقة بالإضاءة والديكور والأزياء، والموسيقى المصاحبة بأنواعها كافة سواء تصويرية أو غنائية .

ماذا استفدت من الدورات أو الورش المسرحية؟

استفدت منها نظرياً وعملياً. على المستوى النظري، لما كان المسرح يضمّ العناصر كافة التي تتضافر للوصول إلى التجربة المطلوبة فهو وسيلة اتصال مثالية لمخاطبة وجدان البشر وضمائرهم. أما على المستوى العملي، فتعرّفت إلى كيفية توظيف عناصر الإخراج، والزخرفة، والنحت، والعمارة (الديكور) والإضاءة، والموسيقى التصويرية، والرقص، والغناء في النص الأدبي، فضلاً عن أحاسيس الممثل وقدرته على تلوين صوته مع المواقف سواء المفرحة أو الحزينة، وتجسيدها على وجهه الذي يوحي بها إلى الجمهور.

ماذا بعد «حكاية سنفور»، آخر عمل شاركت فيه كممثل ومساعد مخرج؟

أتولى قريباً إخراج عمل مسرحي لمسرح الطفل.

طورت نفسي بنفسي

يتحدث بشار عبدالله عن شخصيته فيقول: «أنا ممثل طوّر نفسه بنفسه. أقبل على دورات وورش المسرح بنهم لتكون زادي في المشوار سواء عملي في التمثيل أو في الشؤون الإدارية المتعلقة بالمسرح كمدير خشبة أو مساعد مخرج، أو الأمور الفنية كالإخراج، لا سيما أن المسرح ليس بعيداً عن دراستي فأنا خريج كلية التربية وأعمل مدرس رياضيات».

لست محسوباً على أحد وولائي الوحيد للمسرح

المخرج الوحيد الذي صدق معي في التلفزيون مات

مسرح الطفل لا يقدّم الشهرة للممثل ولكن يعطيه الديمومة في ذاكرة الأجيال
back to top