في خطوة تشير إلى مزيد من التوتر في العلاقات المصرية السودانية، بدأت الخرطوم، أمس، تطبيق قرار صادر منذ عدة أيام بفرض تأشيرات على المصريين القادمين للأراضي السودانية، من سن 18 إلى 50 عاماً، إضافة إلى تحصيل رسوم من المغادرين المصريين بقيمة 530 جنيهاً سودانياً، وجاء تطبيق القرار دون إخطار شركات الطيران العاملة مع مطار الخرطوم.في المقابل، قال مصدر دبلوماسي مصري لـ"الجريدة"، إن النظام السوداني يؤكد بتحركاته الأخيرة في عدد من الملفات، أنه يمر بحالة اضطراب، عبر عن رغبته في استفزاز القاهرة عبر هذه الأفعال غير المسؤولة، وأردف: "من حق النظام السوداني البحث عن استقلالية قراراته وتحركاته، من دون انتهاج تصرفات صبيانية تسيء للعلاقات الثنائية، يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية على العلاقات المشتركة".
إلى ذلك، عاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى القاهرة فجر أمس، الجمعة، قادماً من واشنطن، بعد زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية استغرقت ستة أيام، التقى خلالها بكبار المسؤولين، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي شدد على مساندته للرئيس المصري بقوة، قائلاً، إنه يؤدي عملاً رائعاً في موقف صعب للغاية، معلناً وقوف الإدارة الأميركية وراء مصر وشعبها بقوة، وهي التصريحات، التي اعتبرتها القاهرة كافية لتجاوز مرحلة التوتر، التي ميزت علاقتها بإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.مصدر مصري رفيع المستوى قال لـ "الجريدة"، إن الزيارة دشنت صفحة جديدة في العلاقات المصرية الأميركية تتسم بالقوة والحيوية والتعاون في جميع المجالات، وأكد المصدر أن الزيارة شهدت لقاءات لم تستثن أحداً من صناع القرار الأميركي، بما يساهم بتعزيز العلاقات الثنائية، وزيادة التعاون المشترك في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادية والعسكرية.وأشار المصدر إلى أن أولى نتائج الزيارة ستترجم بزيارة لوزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إلى القاهرة خلال أيام، لمناقشة سبل تدعيم علاقات التعاون الأمني، وبحث متطلبات الجانب المصري فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، كما يزور وفد أميركي يمثل كبار المستثمرين وممثلي الشركات الأميركية القاهرة قريباً، للاطلاع على مشروعات التنمية المتواجدة في مناطق مختلفة بمصر، في إطار الحرص على ضخ استثمارات جديدة في البنية الأساسية لمصر.وحول تقييم مجمل زيارة السيسي إلى واشنطن، قال مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، د. سعد الدين إبراهيم، لـ "الجريدة": "الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس، وأعادت الدفء إلى العلاقات الثنائية بعد فترة من الفتور والتوتر، وتوضح أن هناك تفاهماً في الكثير من القضايا، في مقدمتها محاربة المتطرفين، كما أن مباحثات السيسي مع رجال المال الأميركيين سيكون لها رد فعل إيجابي على الاقتصاد المصري"، متوقعاً أن تظهر التداعيات الإيجابية للزيارة في الفترة المقبلة.
شراكة ثنائية
الملحق الصحافي للسفارة الأميركية بالقاهرة براين شوت، قال إن المباحثات، التي أجراها الرئيس السيسي مع الرئيس الأميركي كانت بناءة للغاية، و"الزيارة كانت فرصة لتوطيد العلاقات والشراكة بين البلدين". وأضاف شوت خلال مائدة مستديرة مع صحافيين مصريين بالقاهرة أمس الأول، أن المناقشات ستتواصل بين واشنطن والقاهرة في ملف مكافحة الإرهاب، خصوصاً أن ترامب أكد التزام بلاده بدعم مصر في حربها ضد الإرهاب.وأضاف الملحق الصحافي للسفارة الأميركية بالقاهرة، أن التعاون الأمني بين مصر والولايات المتحدة مهم، وهو حجر أساس للعلاقات الثنائية، وفيما يخص رؤية الإدارة الأميركية لجماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية في مصر، قال شوت :"إننا نتشارك في مشاعر القلق الموجودة لدى الآخرين في المنطقة بخصوص جماعة "الإخوان"، وليس لدي علم حول ما سيتم اتخاذه من خطوات، لكن هذا الموضوع يدور حوله نقاش داخل الإدارة الأميركية"، معرباً عن اعتقاده بأن الرئيس ترامب كان مهتماً بسماع رؤية الرئيس السيسي حول جماعة "الإخوان".لا تهاون
في الأثناء، أكد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، أنه لا تهاون أو تسامح في مواجهة قوى الشر والفساد، وكل من يحاول استباحة أرض مصر وحدودها وسيادة شعبها وسلامة أراضيها.وشدد صبحي خلال لقاء له مع ضباط وجنود القوات المسلحة عبر شبكة الفيديو كونفرانس، أمس الأول، على أن القوات المسلحة تتخذ جميع التدابير والإجراءات المشددة لحماية الحدود المصرية، مشيداً بوعي الشعب المصري بما تحقق من إنجازات متلاحقة والمضي نحو تنفيذ خطط وبرامج التنمية المستدامة في شتى المجالات.في غضون ذلك، أعلنت القوات المسلحة المصرية عن بدء تنفيذ عناصر من القوات الخاصة المصرية والبحرينية التدريب المشترك "خالد بن الوليد 2017"، الذي تستضيفه مصر، وتستمر فعالياته حتى 22 أبريل الجاري، في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين، ويتضمن التدريب العديد من الأنشطة لنقل وتبادل الخبرات على مهام عمل الوحدات الخاصة، والمهارات القتالية الخاصة بمقاومة الإرهاب وتحرير الرهائن والمحتجزين.مسؤول حسم
أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل مسؤول مجموعات الحراك المسلح "حسم" التابعة لجماعة "الإخوان"، بقرية البصارطة بمحافظة دمياط الساحلية، أمس الجمعة، وأكدت الوزارة في بيان رسمي، أن القتيل كان هارباً من واقعة قتل خفير نظامي خلال شهر مارس الماضي، وتم إعداد الأكمنة لضبطه، وأنه حال محاولة القوات استيقافه أثناء قيادته دراجة نارية، أطلق النار على القوات، التي ردت بالمثل ما أسفر عن مقتله، وعثر بحوزته على بندقية آلية، كما تبين تورطه في عدة قضايا مرتبطة بالحراك المسلح للتنظيم.نفط البصرة
في غضون ذلك، أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أمس الأول، أنه تم الاتفاق مع الحكومة المصرية على استمرار إمداد شركة "أرامكو" السعودية لمصر بمشتقات البترول خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى وصول أربع شحنات إلى القاهرة منذ استئناف التوريد الشهر الماضي، بينما نفى السفير العراقي بالقاهرة حبيب الصدر، صحة ما تردد عن إلغاء مصر لاتفاقها مع الحكومة العراقية للحصول على نفط البصرة، كاشفاً في تصريحات صحافية أن وفداً مصرياً سيزور العراق خلال أيام لتوقيع عقد استيراد مليون برميل من النفط الخام شهريا ولمدة عام.