في أكبر تطور تشهده الأزمة السورية منذ انطلاقتها قبل 6 سنوات، نفذ الجيش الأميركي فجر أمس، بأمر من الرئيس دونالد ترامب، ضربة صاروخية استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية، أكبر قاعدة سورية، رداً على «الهجوم الكيماوي»، الذي نفذه الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد في بلدة خان شيخون بريف إدلب قبل أيام.

وبعد تمهيد دبلوماسي تم رصده بتصاعد حاد لتصريحات ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، مساء أمس الأول، ضد دمشق، أطلق الجيش الأميركي من المدمرتين «يو إس إس بورتر» و«يو إس إس روس» شرق البحر المتوسط، حيث توجدان، 59 صاروخاً عابراً من طراز «توماهوك» استهدفت قاعدة الشعيرات في حمص.

Ad

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الضربة تنحصر بالرد على «الهجوم الكيماوي»، مؤكدة أن حصول ضربات أخرى مرهون بسلوك الأسد، لافتة إلى أن واشنطن أبلغت روسيا، حليفة الأسد، سابقاً بالضربة.

في المقابل، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، أن 23 صاروخاً فقط أصابت «الشعيرات»، مؤكداً أن الضربة لا تأثير عسكرياً قوياً لها.

وبحسب مصادر سورية، فإن الضربة أدت إلى تدمير 12 طائرة من نوع «سوخوي» و«ميغ» ومروحية، كاملة، كما تعرض المطار لتدمير كبير بما في ذلك حظائر الطائرات، إضافة إلى مدرجين وخروج عن الخدمة كلياً.

وأعلنت المصادر، مقتل 6 عسكريين و9 مدنيين بينهم 4 أطفال بالقصف، في حين أفاد مصدر سوري رفيع بمعرفة دمشق بالضربة، حيث تم إبلاغ قادة المطار لإخلائه من الطائرات الحديثة، وخصوصاً «السوخوي» وبقدر الإمكان الأسلحة المتطورة.

ووضعت الضربة محور روسيا- سورية- إيران في موقف صعب، إذ وجدت موسكو، صاحبة القرار العسكري الأول والأخير، نفسها محرجة بعد أن عجزت عن منع الضربة دبلوماسياً وعسكرياً، في حين لجأت إيران إلى الحذر الشديد، لئلا تضفي مزيداً من التعقيدات على علاقتها مع الإدارة الأميركية الجديدة، أما نظام بشار الأسد فقد تلقى الضربة «بروح رياضية»، مكتفياً بالإدانات اللفظية.

وأعلن الجيش الروسي، أمس، أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة، وفق ما قال المتحدث العسكري.

وفي موقف رمزي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين فوق سورية، لكن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أكد أن روسيا ستبقي قنوات الاتصال العسكرية والفنية مفتوحة مع واشنطن، لكنها لن تتبادل معلومات معها.

وسارع المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول العربية والخليجية، إلى تأييد ودعم الولايات المتحدة في تدمير القاعدة العسكرية، التي استخدمها نظام الأسد في تنفيذ ثاني أكبر مجازره بالأسلحة الكيماوية.

أما إيران، فقد التزمت الحذر الشديد في تعليقها على العملية الأميركية، واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، الولايات المتحدة باستخدام ادعاءات كاذبة لشن الضربة.

وأعلنت دول خليجية بينها السعودية، أمس، تأييدها استهداف الجيش الأميركي للقاعدة السورية، مشيدة بالقرار الشجاع للرئيس ترامب في القصاص لمقتل وإصابة مئات المدنيين في مجزرة خان شيخون بريف إدلب الخارجة عن سيطرة الأسد كاملة.

ورحب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتدمير مطار الشعيرات، لكنه اعتبر الضربات الأميركية غير كافية، وطالب بإجراءات أخرى ومزيد من العمليات. ودعت أنقرة مجدداً إلى إقامة مناطق آمنة.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعم بلاده الكامل للضربة، معتبراً أنها رسالة قوية يجب أن تسمعها إيران وكوريا الشمالية أيضاً.

القصف في أرقام

59 صاروخ كروز توماهوك أطلقتها البحرية الأميركية، حسب «البنتاغون».

23 صاروخاً فقط أصابت قاعدة الشعيرات، حسب وزارة الدفاع الروسية.

6 جنود سوريين قتلوا، حسب السلطات السورية.

9 مدنيين سوريين قتلوا، حسب وكالة «سانا».

20 طائرة حربية دمرت، حسب واشنطن.

3 مروحيات على الأقل دمرت، حسب مسؤول سوري.

88.5 مليون دولار الكلفة التقريبية للصواريخ

التي أُطلِقت.