مع انفضاض اجتماع رؤساء أركان القوات الأميركية المشتركة ليل الخميس- الجمعة، كانت صواريخ «توماهوك» تتساقط على القاعدة السورية، في إعلان واضح عن دخول الأزمة السورية مرحلة جديدة كلياً.

ورغم أن الهجمات استهدفت قاعدة جوية واحدة، قالت أوساط سياسية في واشنطن، إنه سواء تكررت تلك الهجمات أم لا، فمن الواضح أن إدارة ترامب أعلنت دخول واشنطن بشكل قوي على خط الأزمة خلافاً لما ساد خلال السنوات الست الماضية.

Ad

لا أحد يعلم من الذي أوحى للرئيس بشار الأسد بإعطاء الأوامر لتنفيذ الهجوم الكيماوي على خان شيخون، لكن كان لتأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الضمني لخبر «الجريدة» بشأن مسؤولية الأسد، ووجود تسجيلات إسرائيلية تؤكد ذلك، أصداء في واشنطن، حيث كشفت بعض الأوساط أن ترامب اطّلع شخصياً من الإسرائيليين على الدلائل التي تثبت تورط الأسد في هذا الهجوم.

وتضيف تلك الأوساط أن الأزمة السورية دخلت بعد خان شيخون مرحلة جديدة، مرجحة حصول وقائع سياسية وميدانية جديدة كلياً.

وتعتقد تلك الأوساط أن الهجمات الصاروخية تستهدف، في الأساس، إرساء معادلة تقوم على فرض إقامة مناطق آمنة في سورية، وإجبار روسيا على الالتزام بمخرجات هذه التطورات.

وتؤكد أن تمدد موسكو بشكل إخطبوطي داخل سورية منذ تدخلها في سبتمبر 2015، جاء نتيجة لاستنكاف إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، الأمر الذي لن يتكرر على ما يبدو مع إدارة ترامب.

وأشارت إلى أن موسكو لن يكون بمقدورها وقف أو معارضة قرار أميركي جدي وجذري، في ظل عدم تكافؤ القوى، وعدم استعدادها للدخول في مواجهة مع واشنطن تحت أي ظرف.

وتعتقد تلك الأوساط، أن الهجوم الأميركي سيمهد الطريق أمام تدخل إسرائيلي، يتم بموجبه تكليف تل أبيب بمتابعة تداعياته على الأرض، علماً بأن إسرائيل بادرت قبل يومين إلى توجيه ضربات إلى مواقع الجيش السوري في كل من درعا والقلمون، مما أثار علامات استفهام حول أسبابها.

لكن مع تسريب معلومات تتحدث عن نجاح الاتصالات الأميركية في ترتيب تفاهمات سياسية عربية وإقليمية تشمل إسرائيل بشأن الوضع في سورية، أشارت هذه الأوساط إلى وجود تفاهمات برعاية أميركية أيضاً لتطويق الدور الإيراني في «الهلال» الممتد من العراق إلى الأردن.

ولفتت تصريحات الرئيس ترامب حول ميليشيات إيران خلال مؤتمره الصحافي مع الملك عبدالله بن الحسين، إلى ما يوحي بأن سلة التفاهمات قد تكون أوسع وأشمل، وأن الأسد كان على ما يبدو مشمولاً بها، لكن الخطأ أو النصيحة المسمومة التي تلقاها لشن الهجوم الكيماوي، أخرجته من المعادلة، بحسب تلك الأوساط، مما أجبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون على تغيير موقفه وإعلانه أن أيام الأسد باتت معدودة.