غضب يجتاح صقور طهران... واتهامات لموسكو بالخيانة
الحرس الثوري أبلغ بالهجوم قبل 40 دقيقة وتلميحات إلى مشاركته في العملية العسكرية بإدلب
جاءت إدانة الرئيس الإيراني حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي، للضربة الأميركية غير المسبوقة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، موازية لإدانته الهجوم الكيماوي الذي تنفي دمشق القيام به في إدلب، وهو ما أغضب صقور طهران من المتشددين الذين رأو فيها "تردداً".وقام روحاني بإدانة الأحداث، عبر 3 "تغريدات" على "تويتر" بدأها بإدانة الهجوم الكيماوي على خان شيخون، ثم إدانة الهجوم الأميركي، فجر أمس الأول، على قاعدة الشعيرات، معتبرا أنه يشجع الإرهاب وتخطٍ للقوانين الدولية، ثم طالب في "تغريدة" أخيرة المجتمع الدولي بإدانة الهجوم الأميركي، بشكل عكس نوعاً من محاولة رفع العتب عن نفسه مساء اليوم نفسه، بعد ارتفاع أصوات متشددة منددة بـ"التردد الرئاسي" والمساوة بين "الاعتداء الأميركي" و"الهجوم المزعوم بخان شيخون".وفي ثاني يوم، قام روحاني بإدانة ضرب مطار الشعيرات دون البدء بإدانة الهجوم على خان شيخون، مطالباً بتشكيل لجنة تقصي حقائق، عاكساً تغيير موقفه بسبب الضغوطات.
وجاء موقف روحاني في وقت تخبطت فيه الدوائر الرسمية الإيرانية بين وعيد يطلقه البعض، مثل رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، برد عنيف وإدانة أئمة صلاة الجمعة في أنحاء إيران لما اعتبروه "اعتداء أميركيا" وتوعدوا بالرد.وفي حين اكتفى المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي بأن "الهجوم الأميركي من شأنه تشجيع الإرهابيين وإضعاف الحل السياسي"، اكتفى وزير الخارجية محمد جواد ظريف بإدانة الهجوم عبر "تغريدة" قصيرة.وقام أمين عام مجلس الأمن القومي الادميرال علي شمخاني بإدانة الهجوم على خان شيخون، ثم الضربة الأميركية مثله مثل رئيس الجمهورية ووزير الخارجية. وامتلات الصحف الإيرانية الصادرة، أمس، بأخبار وتحاليل عن الهجوم، وركز التلفزيون الرسمي الموالي للأصوليين في معظم برامجه على الهجوم الأميركي.وقراءة ردة فعل المحللين والشخصيات الأصولية والإصلاحية عكست نوعاً من الانشقاق في الصفوف بين السياسيين والعسكر، إذ قامت محطة "آمد نيوز" الموالية لـ"صقور الإصلاحيين" والحكومة بنشر تقرير عن ارتباط العناصر الموالية لإيران والحرس الثوري بحادثة خان شيخون، في تصرف يعكس نوعاً من ضجر الإصلاحيين من تغطية تصرفات الحرس في سورية من جهة، ومحاولة حكومة روحاني التخفيف من الضغوط.وأكد مصدر في مجلس الأمن القومي لـ"الجريدة" أن المجلس عقد جلسة فورية بعد تلقيه خبر الهجوم الأميركي على مطار الشعيرات الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت طهران، وقدم مندوبا فيلق القدس للحرس الثوري ووزارة الخارجية تقريرهما عن الواقعة، وأكدا أن الإيرانيين والسوريين تلقوا إنذارا روسيا قبل بدء الهجوم بنحو أربعين دقيقة واستطاعوا اخلاء المواقع، ولولاه لكان عدد الخسائر بالأرواح والطائرات والمعدات عشرات الأضعاف.وأكد مندوب الحرس الثوري أن القيادة الروسية أبلغتهم بأن الاستخبارات الروسية رصدت رسالة مشفرة من واشنطن الى بوارجها الحربية في البحر الابيض المتوسط للقيام بالهجوم.وأضاف المصدر أن خلافا كبيرا كان موجودا من قبل في مجلس الأمن القومي بين الأصوليين والإصلاحيين، بعد حادثة خان شيخون على الموقف الذي يجب أن تتخذه طهران، ولكن بعد الضربة الأميركية زادت الخلاف، إذ إن أكثر اعضاء هذا المجلس كانوا يصرون على ضرورة عدم اتخاذ اي قرار قبل التأكد من الموقف الروسي بسبب تخوفهم من تنسيق أميركي- روسي مسبق للهجوم، ومشككين بواقعية أن الأجهزة الأمنية الروسية رصدت إرسال أوامر الهجوم الأميركي.واعتبر بعض الإصلاحيين أن الروس قد "باعوا وتخلوا" عن الإيرانيين والسوريين، في حين أن الأصوليين كانوا مصرين على صحة "الرواية الروسية".وحسب المصدر، فإنه تم التفاهم بين الجانبين على الانتظار للتأكد من الموقف الروسي، وبعدم اتخاذ أي موقف من شأنه التصعيد ضد الرئيس الروحاني، بالإشارة إلى إدانته حادثة خان شيخون والقصف الأميركي بشكل مواز في كل البيانات، ولكن مع ذلك فإن الأصوليين لم يراعوا هذا القرار، وبدأوا حملة ضغوط على الحكومة، مطالبين المسؤولين باتخاذ مواقف اكثر صرامة من مواقفهم الخجولة (حسب المصدر) تجاه الهجوم الاميركي، ويطالبون بأن تكون مواقف ايران صارمة مثل المواقف الروسية.