المترجم وسوق الكتاب
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ما طرحه الروائي إبراهيم فرغلي على المترجم جوناثان رايت هو سبب تقديم روايات عربية عادية أو بسيطة للقارئ العربي والابتعاد عن روايات تمثل حقيقة الأدب الروائي الذي يتطور اليوم، ويمكن وضعه على الخريطة الروائية العالمية في حال انتقاء الجيد منه. بطبيعة الحال كان رايت محقاً وواضحاً في طرحه، فالمترجم الغربي يبحث عن سوق للعمل الروائي، وهو غير معني بجودة العمل على حساب انتشاره والعائد المادي له. وأيضاً يبحث عن حقوقه في الترجمة، وذلك حق له، وهو ما توفره المؤسسة التي تكلفه بترجمة هذه الأعمال التي تعتبرها أعمالاً جيدة، لأنها حصلت على تحكيم خمسة أشخاص معظمهم لا علاقة لهم بالرواية والكتابة الإبداعية.أما ما قاله جوناثان رايت بأن إبراهيم فرعلي يريد فرض مؤسسة دكتاتورية تختار الأعمال التي تترجم، فذلك ينطبق عليه. السيد رايت ليس حراً في اختيار الأعمال التي يترجمها، وهي إما أعمال فرضتها عليه مؤسسة الجائزة التي كلفته بالترجمة، أو أعمال فرضتها الذائقة الغربية التي تبحث عن روايات الفكرة لا روايات التقنية الإبداعية، فهو لا يستطيع مثلا أن يقدم روايات سليم بركات بلغته الصعبة وتقنيته الفاتنة، ولا يستطيع ترجمة أمين صالح، لأن القارئ الغربي لا يجد فيها ما يجده في بنات الرياض.الذي يبحث عن تجارة الكتاب لا يمكن له أن ينظر إلى عمل إبداعي لا تقبله دور نشر ولا تضمن تكاليفه مؤسسة. وما يتمناه إبراهيم فرغلي لن يتحقق مادامت هناك نظرة خاصة للأدب العربي والشعب العربي على أنه شعب منغلق حضارياً يعاني راديكالية دينية وفكرية، وما هو مسموح به كتابات تحمل في فكرتها خروجاً على هذا الانغلاق، فيكون الترحيب برواية المرأة ومناهضة ما هو ديني، ولهذا ينجح حسن بلاسم وأمثاله، ويرحب بهم رايت، حتى إن كانوا لا يجيدون اللغة التي يكتبون بها.