في ساعة مبكرة من صباح اليوم، يصل أول أفواج الأقباط، المتجهين إلى مقر إقاماتهم في مدينة القدس المحتلة، استعداداً لأداء شعائر الحج، مع الساعات الأولى لبداية «أسبوع الآلام»، الذي يسبق «عيد القيامة المجيد»، أهم الأعياد المسيحية، الأحد المقبل، ليتضاعف عدد الحجاج هذا العام، إلى أكثر من 15 ألفاً حاج، مما زاد مخاوف مراقبين، من عودة شبح «التطبيع مع الكيان الصهيوني»، عبر بوابة الحج إلى القدس.

كان الإقبال على الحج إلى بيت المقدس، «رغم أنه ليس فريضة أساسية في الديانة المسيحية»، زاد في أوساط الأقباط المصريين، بعد شهور من زيارة بابا الأقباط الأرثوذكس، تواضروس الثاني إلى القدس نوفمبر الماضي، لحضور جنازة الأنبا أبرام، مطران القدس والشرق الأدنى ودول الخليج، كما يأتي عقب قرار الكنيسة المصرية، تخفيض سن الحاج القبطي، من 60 عاماً إلى 46 عاماً هذا العام.

Ad

مراقبون حمَّلوا حكم «الدستورية العليا»، الصادر 4 فبراير الماضي بأحقية الموظفين الأقباط، في الحصول إجازة للحج، لمدة شهر مدفوعة الأجر، أسوة بأقرانهم المسلمين، مسؤولية ما يحدث من إقبال غير مسبوق للأقباط على السفر إلى القدس، للتبارك بالمكان، الذي شهد ميلاد المسيح عيسى عليه السلام.

من جهته، وبينما شكا الباحث جرجس فؤاد، من ارتفاع أسعار الحج هذا العام، لتقارب نحو 50 ألف جنيه، بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري (الدولار يعادل 18 جنيهاً مصرياً)، أصدر الحقوقي نجيب جبرائيل، بياناً أمس الأول، أعلن فيه ارتفاع أعداد المسافرين إلى أكثر من 15 ألفاً، معتبراً تزايد أعداد الحجاج إلى القدس، نتيجة طبيعية، لأمرين اثنين، أولاً: زيارة البابا تواضروس، للقدس العام الماضي، وثانياً: حكم «الدستورية» الذي سمح بإجازة رسمية للموظفين الأقباط.

المفكر القبطي سليمان شفيق، رفض الإصرار على فكرة السفر إلى القدس للحج، معتبراً أن الأقباط يمكنهم الحج إلى أحد الأديرة التاريخية في مصر، وأضاف شفيق لـ«الجريدة»: «العذراء ظهرت في الزيتون، ولم تظهر في أي مكان آخر، ولن ننسى أن البابا «المتنيح» شنودة الثالث، لم يسافر إلى القدس طوال توليه المنصب البابوي».

يُشار إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية، بقيادة البابا شنودة الثالث، كانت منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي تعاقب المسافرين إلى الحج في القدس، بمنعه من «التناول»، وهو أحد الأسرار السبعة للكنيسة، بعدما أصدر «المجمع المقدس» قراراً في مارس 1980، يمنع سفر المسيحيين للحج، التزاماً بمقاطعة قطاعات واسعة من الشعب المصري زيارة فلسطين، عقب توقيع اتفاقية «كامب ديفيد».