آمال : شفتيني يا خالة؟

نشر في 09-04-2017
آخر تحديث 09-04-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي العرب، كما سمّاهم الصعلوك "بوعسم" في إحدى تغريداته، "مجرد خبر عاجل". هم فوق ذلك غلابة، حالهم يصعب على اليهودي، وهو وصف فعلي لا مجازي، إذ رأينا كيف ظهر التأثر على وجه المذيعة اليهودية وهي تستنهض همم العرب ونخوتهم، متسائلة ببكاء بعد هجوم السفاح الكيماوي: "وين العرب والمسلمين؟"، وهي تعلم أنه لو كان للعرب وجود لما كان لها هي ومحطتها التلفزيونية أي وجود.

وترامب، رجل البرامج وتلفزيون الواقع والإثارة والاستعراض، قرر أن ينقل الأحداث والمشاهد من استوديوهات هوليوود في الغرب الأميركي إلى موقعها الحقيقي في وسط العالم العربي. لذا جاءت هذه الضربة على طريقة "شفتيني يا خالة وأنا مكشر؟"، بعد أن أعلنت عصابة السفاح السوري علمها السابق بالضربة، ونقلها لطائراتها الحديثة الـ"سوخوي"، والإبقاء على طائرات الـ"ميغ" القديمة. وها هي الأخبار تتحدث عن إقلاع طائرات سوخوي من المطار "المدمر" نفسه.

بعد كل هذا الإجرام وخنق الأطفال والأبرياء بالغازات السامة، تأتي هذه الضربة الهوليوودية، التي ركز فيها المخرج على لحظات الإطلاق أكثر من مشاهد التدمير، وخدمها بالمؤثرات الصوتية، والإضاءة، والحبكة الدرامية.

الحكاية كلها يمكن تشبيهها بمجموعة من الصياع قاموا بالاعتداء بالضرب على طفل بريء، كسروا ذراعه وساقه، وشوهوا وجهه، فاستعان الطفل بـ"بلطجي الحارة" ذي النخوة، فجاء البلطجي من هناك شاهراً سيفه، يهزه بيده، والشرر يتطاير من عينيه، ولما وصل إلى الصياع، صرخ في وجوههم: "يا ويلكم إن اعتديتم عليه مرة ثانية"، ودفعهم على أكتافهم، واكتفى بذلك! هم يعلمون أنه غير جاد، وهو ذاته يعلم أنه غير جاد، والجيران يعلمون كذلك، وحده الطفل (وهو هنا الشعب العربي) لا يعلم. لذا شاهدنا الطفل يصفق فرحاً، ويمسح دموعه، وترتسم التباشير على وجهه.

وإن لم تتسبب هذه الضربة الهوليوودية في ضرر للأبرياء، فهي لن تفيدهم، ولن تضر السفاح وعصاباته. لكن "خالته"، أو العالم، شاهد نخوة ترامب وإنسانيته وفزعته للمظلومين.

back to top