«وثائقي أميركي» حول باسم يوسف أثناء الثورة المصرية وما تلاها

نشر في 09-04-2017 | 15:08
آخر تحديث 09-04-2017 | 15:08
قرر باسم يوسف خلال الثورة المصرية التخلي عن مهنة جراحة القلب وأن يصبح مقدما تلفزيونيا ساخرا، لكنه اضطر لمغاردة بلده بعد أن منعته السلطات المصرية من الاستمرار في عرض برنامجه الذي سخر فيه مرارا من حكم الرئيس السابق محمد مرسي والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

خلال الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وما تلاها، أصبح برنامج "البرنامج" الساخر لباسم يوسف واحدا من أكثر البرامج متابعة في مصر، وامتدت شهرته أيضا إلى العالم العربي.

وكان برنامجه ينطوي على نقد حاد لنظام مبارك، ومن بعده للرئيس السابق محمد مرسي والإخوان المسلمين، ثم لم يوفر نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي من النقد والسخرية بعد الإطاحة بمرسي صيف العام 2013.

وجذبت حلقاته ما يصل إلى ثلاثين مليون مشاهد إلى أن أوقف قسرا، واضطر باسم يوسف مصر لمغادرة مصر مع عائلته متجها أولا إلى دبي ومنها إلى الولايات المتحدة حيث يقيم في لوس أنجليس.

والجمعة، يخرج إلى صالات العرض الأميركية فيلم وثائقي يعنوان "تيكيلينغ جاينتس" (دغدغة العمالقة) يتناول قصته، ومذكرات أطلق عليها اسم "ريفولوشن فور داميز" (أي تعريف عن الثورة لمن لا يعرفون شيئا).

وقال باسم يوسف البالغ من العمر 43 عاما "هناك الكثير من الناس، وخصوصا من المصريين، الذين سيشاهدون هذا الفيلم ويرون تسلسل الأحداث في وقت مهم جدا من التاريخ".

وتوجه بالشكر إلى ساره تاكسلر مخرجة الفيلم، وهي أيضا منتجة برنامج "ذي ديلي شو" الأميركي الساخر الذي قدمه جون ستيوارت على مدى سنوات طويلة، وكان البعض في الغرب يشبّهون باسم يوسف بأنه جون ستيورات مصر.

ورأى باسم أن المخرجة نجحت في استخدام الفكاهة والسخرية لشرح الثورة المصرية لجمهور غربي واسع، بعيدا عن الدروس الأخلاقية وبالتركيز على "قصة إنسانية".

وصحيح أن باسم يوسف لم يتمكن من مواصلة برنامجه في بلده، لكنه يشعر بالاعتزاز لأنه ساهم في وقت ما في تحفيز النقاش السياسي في مصر وعبّر عن حالة الإحباط التي يشعر بها كثير من مواطنيه.

وقال "لقد دفع البرنامج الكثيرين ليعبّروا عما يفكّرون به عبر الإنترنت واليوتيوب".

يقر باسم يوسف أن التكيف مع الحياة الجديدة في الولايات المتحدة لم يكن أمرا سهلا، وهو انتقل إليها فيما كانت تشهد واحدة من أكثر الحملات الانتخابية حدة في التاريخ المعاصر.

ويعرب عن أسفه لأنه اضطر للانتقال من حكم "ديكتاتور إلى حكم شخص يسعى لأن يصبح ديكتاتورا" في إشارة إلى الرئيس دونالد ترامب.

ويضيف "لكن رغم إن ترامب رهيب، إلا أن الأمل ما زال موجودا بالمؤسسات" التي يمكن أن تقيّده.

أما ساره تاكسلر، فترى أن تتبع حياة باسم يوسف على مدى ثلاث سنوات جعلها تقدّر أكثر فأكثر قيمة حرية التعبير.

وتقول "حين كنا نعمل على فيلم تيكلينغ جاينتس، لم أكن قادرة على تصور معنى أن يعيش المرء في حكم رئيس سريع الغضب من السخرية..أما الآن فلدينا فكرة صغيرة عن ذلك".

وإذا كان الدخول في عالم البرامج الساخرة في الولايات المتحدة أمرا صعبا على باسم يوسف كما يقول، إلا أنه لا يعتزم قط أن يتخلى عن هذا المجال ويعود إلى الطب.

ويقول "كل ما فعلته كان السخرية، ونلت بفضل ذلك اهتماما إعلاميا لم يحصل عليه أي جراح قلب..الأمر ليس عادلا لكن الحياة هكذا".

back to top