بعد يوم على دعوة زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر، الرئيس السوري بشار الأسد إلى تقديم استقالته لتجنيب سورية «ويلات الحروب»،

دعا الصدر، اللجان الفرعية «التحشيدية» الى توحيد جهودها والاستعداد لتظاهرات سلمية في البلاد.

Ad

جاء ذلك، فيما أعلنت خلية الإعلام الحربي، أمس، عن تحرير حي المطاحن في الساحل الأيمن لمدينة الموصل ورفع العلم العراقي فوق مبانيه.

كما أحبطت القوات العراقية، أمس، هجوما انتحاريا لتنظيم «داعش» بسيارتين مفخختين كان يستهدف منفذ الوليد الحدودي مع سورية، الذي يعد ثاني معبر حدودي في الأنبار بعد منفذ القائم الذي مازال تحت سيطرة الإرهابيين.

إلى ذلك، كشف مصدر مسؤول بدائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان، أمس، عن عزم الحزبين الكرديين الرئيسيين «الاتحاد الوطني الكردستاني» و»الحزب الديمقراطي الكردستاني» عقد اجتماع موسع مع القنصليات والهيئات الدبلوماسية الأجنبية في أربيل لتوضيح الهدف من إجراء الاستفتاء وبحث العلاقة بين بغداد وإقليم كردستان.

وكشف عارف رشدي مستشار المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أن أحزاباً كردية ستزور دولاً إقليمية لـ»شرح» موقف الأطراف الكردية بشأن إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم، وأنه لن يشكل خطراً على دول المنطقة.

وحذر نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أمس، مما سماها «المؤامرات الناعمة والأفكار التي تتسلل الى العملية السياسية بهدف عرقلتها»، وأشار الى أن «الجميع اليوم يشتركون بالحكومة العراقية ولا أحد يستطيع الخروج من دائرة المسؤولية».

في سياق آخر، علت زغاريد النساء وانهمرت دموع الرجال داخل كنيسة الطاهرة الكبرى في قرقوش، شرق الموصل، عندما بدأ المطران زياح الشعانين، أو السعف، للمرة الأولى منذ أن استعادت القوات العراقية البلدة من أيدي الجهاديين.

على مداخل البلدة، تصدح ترنيمة «الأرض مسرورة مع كل مسرور»، من مكبرات صوت وضعها أهالي قرقوش قرب صليب كبير رفع مؤخرا.

ووسط الدمار الذي ما زال واضحا رغم عمليات التنظيف، وتحت سقف أسود بفعل النيران التي اشتعلت في الصرح، تجمع مئات المصلين الساعة التاسعة صباحا (06.00 ت غ) داخل الكنيسة الواقعة في وسط قرقوش لحضور أحد الشعانين برئاسة المطران مار يوحنا بطرس موشي الذي عاد إلى البلدة قبل أسبوع فقط.

يقول موشي، وهو رئيس أساقفة الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك، لوكالة فرانس برس إن «الحضور الكبير في ظرف مماثل دليل خير. هذه رسالة ثقة وأمل لجيراننا».

وأضاف: «هذه تربيتنا نحن المسيحيين، لا نريد أن نكون داعش وإلا فعلينا أن ننكر ديننا».

وسيطر «داعش» على قرقوش بعد هجوم كاسح في يونيو 2014 تمكن خلاله أيضا من الاستيلاء على الموصل، ثاني مدن العراق، ومناطق سهل نينوى، الموقع الرئيسي للأقليات المسيحية في البلاد.

وحاول الجهاديون إزالة الرموز الدينية في قرقوش، فحطموا الأبراج وأزالوا أجراس الكنائس والصلبان، بينها تلك التي كانت في كنيسة مار بهنام وسارة.

إلى جانب آثار الحريق، تمتلئ جدران كنيسة الطاهرة بعبارات لتنظيم الدولة الإسلامية وأسماء بعض مقاتليه، ومنها باللغة التركية. لكن «البشر أهم من الحجر»، بحسب الأب مجيد حازم عطالله سكرتير المطران موشي. ويضيف أن «الحجر المحروق نحن نعيده، لكن الكنيسة هي البشر، وهو ما رأيناه اليوم».

وتعتبر قرقوش التي تعرف كذلك باسم الحمدانية وبخديدة، احدى اهم البلدات المسيحية في العراق.

كان هذا اليوم استثنائيا، إذ رغم مرور أشهر على طرد الجهاديين منها، لم تعد الحياة إلى طبيعتها في قرقوش حتى الآن، مع انعدام الخدمات الأساسية، وعدم قدرة أهاليها على إعادة إعمار منازلهم حاليا.

ولوقوعها على طريق رئيسية تؤدي إلى مدينة أربيل، مركز إقليم كردستان الشمالي، فإن غالبية أهالي قرقوش توجهوا إلى أربيل.

من هؤلاء يوسف نيسان هدايا (62 عاما) الذي لم يقو على إخفاء دموعه. ويقول لفرانس برس إن هناك «شعورا مختلطا. الحزن يغلب الفرح. تهجرنا إلى أربيل ولم نعد حتى اليوم».

وبعيد القداس، خرج المصلون في مسيرة كبيرة جابت شوارع البلدة، حاملين لافتات عليها صور السيد المسيح، وأخرى كتب عليها «كنائسنا وأرضنا وتقاليدنا ومعتقداتنا أساس وأصل هذا البلد».

وتقول ياز يوحنا: «الحمدلله، نحن فرحون بالعودة إلى بلدتنا، على أمل أن تكون العودة نهائية مع تثبيت الأمن وإعادة الإعمار».

واستعادت القوات العراقية السيطرة على شرق الموصل بعد عملية عسكرية بدأتها في 17 أكتوبر 2016، في حين لا تزال تلك القوات تخوض معارك عنيفة لتحرير الجانب الغربي من ثاني أكبر مدن العراق.

وتمثل قرقوش تحديا للسلطات العراقية، كما هي الحال بالنسبة الى غالبية المدن والمناطق التي تمت استعادتها من الجهاديين، لعدم توفر الاموال اللازمة لاعادة الخدمات والبنى التحتية للبلدة.

لكن سكان قرقوش يقولون انهم محاصرون وسط صراع سياسي بين اقليم كردستان والحكومة المركزية.