قاد الفنان نصير شمة «حفل السلام العالمي» الذي نظمته أكاديمية لابا للفنون بالتعاون مع مركز جابر الأحمد الثقافي (دار الأوبرا) بقاعة الموسيقى، بمشاركة كوكبة من كبار العازفين بالعالم على آلات متنوعة يمتزج فيها سحر الشرق بروح الغرب.

حمل الحفل رسالة حب وتسامح وسلام وجهها للعالم، وقدم خلاله مجموعة من معزوفاته التي ألفها ووزعها بنفسه بعود من صناعة كويتية ليعقوب جاسم، المتخصص في صناعة الأعواد، منها: «طالعة من بيت أبوها» للفنان ناظم الغزالي مقام عجم، ثم «زمان النهاوند» و«غداً أجمل» و«فوق غيمة» توزيع جديد أمين بوحافة ولحن نصير شمة، حيث ترنم العود ممتزجا مع الآلات الغربية، وارتقى لفضاء الفنان، حيث ذهب في رحلة عولمة تحمل السلام ضمن مشروع «جلوبال»، تلتها معزوفتا «إشراق» و«أولمبيا»، استلهمهما من سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق أم كلثوم كأول فنانة عربية تقف على مسرح أولمبيا بباريس، ثم «ياهلي» لعبدالحليم حافظ، والتي أهداها للجمهور الكويتي الذي يولع بها دائما، و«رحلة أرواح»، حيث انضم إليه عازف الكلانيت الكويتي عبداللطيف غازي الحاصل على الباز الذهبي في برنامج عرب غوت تالنت الموسم الحالي، و«عالم بلا خوف»، ومسك الختام مقطوعة «شكت» لبشارة الخوري تلحين قديم تم توزيعها بطريقة وُظفت فيها الآلات الموسيقية المتنوعة في جُمل لحنية مختلفة أظهرت قدرة وإبداع كل فنان على حدة.

Ad

عازفون عالميون

شارك الفنان نصير شمة مجموعة من كبار العازفين في العالم، منهم أمين بوحافة على البيانو الحائز جائزة سيزار الفرنسية عن تأليفه موسيقى فيلم «تمبكتو»، وكارين بريغز على آلة الكمان، وتمتاز بثرائها في تنوع الأنماط الموسيقية، وجورجيه بيزيرا عازف إيقاع والحاصل على وسام أحسن عازف إيقاع برازيلي، وهوفا عازف الغيتار الأرميني، ونيكولا مونتاوود عازف الإيقاع الفرنسي المخضرم.

وكانت إدارة المسرح لألكسندر بيلغراند، والهندسة الصوتية لفابريس لامبير، وماهر بلحاج مدير مشروع السلام العالمي لنصير شمة.

تجربة رائدة

من جانبه، وجَّه نصير شمة الشكر لأكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا) على التنظيم الرائع والمميز، مؤكدا أن سر النجاح الحقيقي للمؤسسة يكمن في التعاون بين أعضائها، قائلا: «لوياك تجربة رائدة تستحق التقدير كنوع من التعليم البديل والإبداعي والثقافي»، معلناً عن أمله في نشر وإنشاء فرع لوياك بالعراق، لأن «الشباب العراقي بحاجة ماسة لفرص تمكنهم من التعبير عن أنفسهم، وأن يجدوا ملاذا بعيدا عن التطرف والعنف».

كما شكر مركز جابر الأحمد الثقافي، منارة الإبداع في الكويت، لاستضافته الحفل، وتوجه بالشكر للجمهور الكويتي على حضوره. وفي تصريح له، قال شمة إنه يعلم جيدا أن الجمهور الكويتي ذواق للفن بكل أنواعه وكثيراً ما يلتقي به في الخارج.

وأضاف: «العمل الإنساني والثقافي جزء من السلام العالمي، وهو عمل صعب يشبه النحت في الحجر»، لافتا إلى أنه خرج من تجربة لوياك بأفكار ومشاريع كثيرة يود أن ينقلها ويتبادلها مع الشعب العراقي، مؤكدا أن «الكويت والعراق لا يمكن أن يفصلهما أي شيء».

وعن جديده في المرحلة المقبلة، قال إنه بصدد تأليف نص موسيقي مستلهم من رواية «النجدي» للروائي الكويتي طالب الرفاعي يحمل نفس الاسم سيتم الإعلان عنه مع الإصدار الثاني للرواية، حيث تعطي صورة حضارية رائعة عن الكويت.

وفي نهاية الحفل رحب بسفير العراق بالكويت علاء الهاشم، ود. سليمان العسكري، والمطرب شادي الخليج لحضورهم.

شهرة عالمية

يعد الفنان العراقي نصير شمة أبرع عازفي العود في القرن الحالي، ما حقق له شهرة عالمية، وهو من أسس «بيت العود» عام 1999 في مصر، إيمانا منه بأهمية تأصيل هذا الموروث الفني لدى الأجيال القادمة.

وفي عام 2010 نظم وأسس أول منتدى للعود، وكان ذلك في دار الأوبرا بالقاهرة. مؤلفاته الموسيقية لها طابع ثقافي خاص، فهو يعزف العود بأسلوب يجمع بين الأصالة والابتكار، وقام بتكوين آلة عود ذات ثمانية مسارات للأوتار (6 مسارات في الأساس)، وفقا لمخطوطة الفارابي من القرن التاسع، ومكنه هذا التصميم الجديد من زيادة المدى الموسيقي للآلة الذي أضفى على أنغامها تنوعا وعمقا أخاذا.