أسدلت فرقة مسرح دبا الفجيرة الإماراتية الستار على عروض ملتقى فؤاد الشطي المسرحي الدولي الأول، أمس الأول، على خشبة مسرح الدسمة، بمسرحية «الليل نسي نفسه» من تأليف محمد الضنحاني وإخراج إبراهيم القحومي وتمثيله، إلى جانب حمد الضنحاني وعذاري.

تناولت المسرحية الصراع الافتراضي بين العلم والأخلاق وأولوية وحدود كل منهما، وتأثير العلم على مختلف الشرائح المجتمعية، وذلك عبر نص يغمز في قناة الصراع الحضاري بين الشرق والغرب، سعى إلى نسج وشائج بين الحقيقي والمتخيل، عبر محتوى درامي يرتكز على حضور شخصيتين رئيستين، هما شاب مخترع فقير وبروفيسور من الطبقة الأرستقراطية.

Ad

الشطي مبدعاً

من جانب آخر، اختتمت جلسات الندوة الفكرية، وهي بعنوان «المخرج في المسرح المعاصر» من خلال محور «التجربة الكويتية: فؤاد الشطي نموذجاً»، حاضر فيها الشاعر والناقد اللبناني الكبير بول شاؤول، والناقد الكويتي د. محمد مبارك بلال.

أدار الجلسة د. خالد عبداللطيف رمضان، الذي استهل الحديث بالإشارة إلى معرفته بالراحل فؤاد الشطي منذ 55 عاماً، حيث شارك معه والفنان سليمان الياسين ضمن أنشطة المسرح المدرسي في مدرسة الصديق، من خلال مسرحية «مجنون ليلى» لأحمد شوقي وإخراج محمد العشماوي.

وأضاف رمضان أنهما اختلفا كثيراً وتوافقا أكثر، وكان الراحل متميزاً خلال ترؤسه لفرقة المسرح العربي، رغم أنه حاد وصارم في مطالبه للمسرح بشكل عام ولفرقته بشكل خاص، وهذا ما يجعله في صدام مع المسؤولين.

من جانبه، تناول الناقد بول شاؤول بدايات المسرح العربي الجديد، والمرحلة الطليعية المسرحية الأولى في الكويت، تحديداً التجربة الثنائية الطويلة بين صقر الرشود مخرجاً، وعبدالعزيز السريع كاتباً، ثم انتقل إلى المرحلة الطليعية الثانية التي جسدها مسرحياً وفكرياً فؤاد الشطي، الذي تميز بتعددية ثقافية وسياسية وأدبية وتلفزيونية وسينمائية وعروبية وتقدمية.

من جهته، قدم الناقد د. محمد مبارك بلال ورقة بحثية بعنوان «فؤاد الشطي مخرجاً مبدعاً»، موضحاً أن فرقة المسرح العربي كانت بحق مختبر فؤاد الشطي المسرحي العملي الأول، وأن الشطي دراماتورغ بارع، حينما ابتدع تقليد التأليف الجماعي، واتضحت تقنيته في عملية تأليف مسرحية «دار» (1980)، الذي اعتمد في كتابته وبنائه على ما يشبه هندسة نص العرض بأبعاد فنية جمالية قريبة من مخطط الإخراج، حيث يذكرنا هذا العمل بعدة أشكال من المسارح الأميركية بالذات مثل مسرح الجريدة الحية والمسرح الحي، إضافة إلى استعارات من شكل المسرح الملحمي، ويخلط الشطي معها بنجاح مسرح الفودفيل الانتقادي المحلي. وهذا ما جعل الشطي يواصل التجريب أساساً ومنهجاً مسرحياً للتعبير عن مواقفه وطبيعة خطابه العربي من الفن والسياسة.

مذكرة تعاون

وقّعت، صباح أمس، جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح (يمثلها حمد الضنحاني) مذكرة تعاون مع فرقة المسرح العربي (يمثلها عبدالمجيد قاسم)، حيث اتفقا على التعاون فيما بينهما بالنسبة للمسرح والفنون والثقافة وتبادل الخبرات والثقافات والعمل على التواصل المستمر فيما بينهما.