في تطور جديد، أصدرت غرفة العمليات المشتركة لحلفاء سورية والتي تضم روسيا وإيران و"القوات الرديفة" بياناً مشتركاً، أمس، تعليقاً على الضربة الاميركية التي استهدفت مطار الشعيرات في حمص، أكبر مطار عسكري سوري، ودمرت أجهزة الرادار والعديد من الطائرات، تؤكد فيه أنها سترد على أي "عدوان" جديد.

وفي بيان من 10 نقاط وزعته الغرفة، اعتبرت القيادة المشتركة لهذه القوى أن ما جرى في الشعيرات "هو تجاوز للخطوط الحمراء، فمن الآن وصاعداً سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان، وأميركا تعلم قدراتنا على الرد جيداً".

Ad

وحذر البيان مما تفعله أميركا في شمال سورية، وقال: "إننا لسنا غافلين عما تسعى أميركا لتحقيقه في شمال سورية وشمال غرب العراق، ويجب أن يعلموا أننا نرصد كل خطواتهم وتحركاتهم ونتابعهم بدقة، وأن محاولتهم السيطرة على تلك البقعة الجغرافية، تجعلهم قوات غير شرعية لاحتلال أراضٍ سورية ذات سيادة".

وزعم أن "روسيا وإيران لن تسمحا لأميركا بأن تهمين على العالم وتفرض نظام القطب الواحد عبر استمرار العدوان المباشر ضد سورية عن طريق خرق القوانين الدولية، والعمل خارج إطار الأمم المتحدة، وستقفان في وجه أميركا بكل قوة ولو بلغ ما بلغ".

وأكد البيان أن حلفاء سورية سيزيدون من دعمهم للجيش العربي السوري، والشعب السوري الشقيق بمختلف الطرق.

بوتين وروحاني

جاء ذلك، فيما أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني، أمس، رفضهما لـ "ممارسات واشنطن العدوانية في سورية التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي بما في ذلك القصف الصاروخي للقاعدة الجوية السورية في حمص".

وقال المركز الصحافي للرئاسة الروسية، في بيان، إن هذا الموقف تبلور خلال اتصال هاتفي بين الجانبين اللذين "تبادلا الآراء حول تطورات الوضع في سورية، داعين الى ضرورة اجراء تحقيق موضوعي ونزيه لحادث استخدام الاسلحة الكيماوية في ريف إدلب الأسبوع الماضي".

وشدد الجانبان أيضاً على أهمية مواصلة التعاون المشترك لتسوية النزاع في سورية بالوسائل السياسية والدبلوماسية.

وذكر البيان أن الجانبين ناقشا سير تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال زيارة روحاني إلى موسكو في 27 مارس الماضي، وقال إنهما "أعارا أهمية خاصة للتعاون الثنائي في مجال التصدي للإرهاب"، معربين عن استعدادهما لتعميق هذا التعاون بهدف تحقيق الاستقرار والامن في الشرق الأوسط.

وكان روحاني أجرى اتصالا، أمس، مع الرئيس السوري بشار الأسد دان فيه "العدوان الأميركي السافر على سورية"، وقال إن "المزاعم بأن سورية شنت الهجوم الكيماوي مجرد ذريعة لتعطيل عملية السلام السورية".

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن الأسد قوله لروحاني إن "الجيش والشعب في سورية مصممان على سحق الإرهاب في كل بقعة من الأراضي السورية"، وشكره على الدعم الإيراني للبلاد.

وأضاف الأسد أن "الولايات المتحدة فشلت في تحقيق هدفها الذي أرادته عبر هذا العدوان، وهو رفع معنويات التنظيمات المدعومة من قبلها بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري".

وانتقد روحاني أيضا في كلمة ألقاها، أمس، دول الخليج العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة لتأييدها الضربة الأميركية.

وقال الرئيس الإيراني في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي: "للأسف هناك دول في منطقتنا تشجع أعمال العدوان الأميركية سيأتي دوركم أنتم أيضاً".

تيلرسون

وفي واشطن، تساءل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، قبل يومين من زيارته موسكو، عن النوايا الفعلية لروسيا في سورية، معتبراً أنها بدت "غير مؤهلة" للإشراف على تفكيك الترسانة الكيماوية لنظام الأسد.

وقال تيلرسون، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي": "حين أصل إلى موسكو هذا الأسبوع، سأطلب من وزير الخارجية سيرغي لافروف والحكومة الروسية ان يفيا بالتزاماتهما حيال المجتمع الدولي حين وافقا على ضمان التخلص من الاسلحة الكيماوية". وأضاف: "لماذا لم تكن روسيا قادرة على الاضطلاع بهذه المهمة؟ هذا ليس واضحا بالنسبة الي. لا أريد ان أستخلص أنهم كانوا متواطئين، لكن من الواضح انهم كانوا غير مؤهلين وقد يكون السوريون تلاعبوا بهم".

وتابع: "من الواضح انهم حلفاء بشار الاسد. ينبغي ان يؤثروا عليه بشكل كبير ويدفعوه الى الكف عن استخدام الاسلحة الكيماوية".

لكن الوزير الأميركي الذي تجمعه علاقة جيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أضاف: "لا أعتقد ان الروس يريدون تدهورا للعلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن ينبغي اجراء مباحثات كثيفة لنفهم بشكل أفضل طبيعة العلاقة التي تريد روسيا ان تقيمها معنا".

هايلي ورحيل الأسد

من ناحيتها، اعتبرت السفيرة الأميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي، أمس، أنه لا يمكن للأسد البقاء في السلطة بعد هجوم خان شيخون الكيماوي.

وقالت هايلي، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" التلفزيونية: "ليس هناك أي خيار لحل سياسي والأسد على رأس النظام"، متابعة: "إن نظرتم إلى أعماله وإلى الوضع، سيكون من الصعب رؤية حكومة مستقرة ومسالمة مع الأسد".

وكان تيلرسون قال، أمس الأول في مقابلة لشبكة "سي بي إس" التلفزيونية: "من المهم أن تبقى أولوياتنا واضحة. ونعتقد أن أولى الأولويات هي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية".

واتهم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، روسيا بأنها مسؤولة "بالوكالة" عن هجوم خان شيخون الكيماوي. وكتب فالون في مقالة نشرتها صحيفة صنداي تايمز: "اذا ارادت روسيا أن تعفي نفسها من المسؤولية عن اي هجمات مستقبلية، على (الرئيس) فلاديمير بوتين أن يفي بالالتزامات بالتخلص من ترسانة أسلحة الاسد الكيماوية بشكل نهائي، وأن ينخرط بشكل كامل في جهود الأمم المتحدة للسلام".

وكرر فالون موقف بريطانيا لجهة وجوب رحيل الأسد، كاتباً: "من يستخدم البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية لقتل شعبه لا يمكن ببساطة ان يكون القائد المستقبلي لسورية".

وحذر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي من أن الولايات المتحدة ارتكبت "خطأ استراتيجيا" عبر ضربها قاعدة في سورية.

وأضاف أن طهران لن تخضع للتهديدات، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة أرادت أن توصل رسالة عبر الهجوم بأنها مستعدة لشن ضربات على دول أخرى بينها إيران.