لبنان بلد سياحي بامتياز فلطالما درسنا في كتب الجغرافيا أن ما يميزه هو قرب جباله من سواحله لدرجة أنك تستطيع في أحد أشهر السنة أن تمارس رياضة السباحة لتنتقل بعدها إلى أعلى القمم لتستمتع بالتزلج ناهيك عن الآثارات الفينيقية والرومانية وغيرها التي تجذب السياح فإذا قصد السائح أن يسوح في كل لبنان فهو لن ينام البتة.

Ad

أما المهرجانات فحدث ولا حرج اذ تعمر ليالي المناطق وخصوصا خلال الصيف بصخب الأغاني المحلية والعالمية فيحتار المواطن كما السائح بأي مهرجان يشارك.

وما يميز لبنان في السنوات الأخيرة المنتجعات السياحية والفنادق والمطاعم التي تعكس صورة لبنان يضج بالحياة رغم الألم يتحدى الأخطار من خلال شعب تواق إلى الحرية والتمتع بكل ما هو جميل، ليواكب وطنه الثورة السياحية العالمية رغم ضآلة الإمكانات ناهيك عما يقدمه المطبخ اللبناني من أطباق شهية ومتنوعة يستسيغها السائح.

والسياحة لا تشمل فقط ما ذكر آنفا فلبنان ملتقى الأديان تنشط فيه السياحة الدينية بحيث لا تقل الآثارات الدينية أهمية عن غيرها من الآثارات والأديرة الأثرية والجوامع والمساجد التي يحج إليها آلاف السياح سنويا.

وتنشط في أيامنا السياحة الطبية حيث أصبح لبنان مركزا إقليميا رائدا في قطاع السياحة الصحية في الشرق.

ونظرا لما تقوم به الوكالة الوطنية للاعلام من عكس صورة موضوعية للسياحة فقد فازت بجائزة (أفضل وكالة أنباء عربية تهتم بالسياحة المحلية والعربية لعام 2016) ومغارة جعيتا بلقب أفضل معلم سياحي وذلك في احتفال نظمه المركز العربي للاعلام السياحي في فندق الدار البيضاء جراند وسيتم تسليم الوكالة والمغارة الجائزة في 25 الحالي في احتفال في دبي.

بداية لا بد من التطرق إلى دور وزارة السياحة التي تعمل على السياحة المستدامة وتنويعها من خلال تسويقها في الدول الخليجية والعربية والأوروبية عبر التركيز على الإعلام وعلى استعمال مواقع التواصل الإجتماعي كما فعلت خلال إطلاقها "الرزم السياحية" المخفضة لعدد من الدول العربية (الأردن العراق ومصر) بالاضافة الى أرمينيا وعلى المشاركة في معارض السفر والسياحة العالمية كاشتراكها في معارض لندن وبرلين ومدريد ودبي وغيرها.

كما تركز وزارة السياحة على التواصل مع المغتربين عبر التعاون مع الجامعة الثقافية في العالم التي تؤمن أعدادا كبيرة من الشباب المنتشر خلال الصيف وتدعم التواصل مع هؤلاء لأن السياحة ترتكز عليهم إذ باتوا يشكلون رقما لا بأس به في السياحة.

وتدعم الوزارة أيضا إقامة المهرجانات الدولية والمحلية التي تجاوز عددها ال100 في السنة الماضية وهي مهرجانات مؤثرة تجذب السائح من مختلف أنحاء العالم كما نجحت في اجتذاب العديد من السياح المغامرين والمحبين للطبيعة للمجيء الى لبنان والمشاركة في السياحة البيئية حيث انتشرت بيوت الضيافة التي امتلأت السنة الماضية ويتوقع أن تمتلىء هذه السنة ايضا.

وتتوقع وزارة السياحة أن يشهد هذا الصيف إقبالا كبيرا من السياح خصوصا من الخليجيين بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات وهي تواكب هذه العودة بالمزيد من الإهتمام بهم وتسهيل إقامتهم ومراجعة شؤونهم ولاسيما ان الفنادق والمطاعم والمقاهي على استعداد لاستقبالهم الصيف الحالي متوقعة أن تكون نسبة التشغيل فيها مئة في المئة بعد أن كانت في الشتاء لا تتجاوز ال60 في المئة.

يذكر أن عدد السياح خلال العام الماضي وصل الى مليون ونصف المليون سائح لكن التوقعات تؤكد ان هذا الرقم سيتم تجاوزه في ضوء الإستعدادات العربية والخليجية للعودة الى لبنان.

ولا بد من تعداد أهم المواقع والمدن التي يقصدها السياح لدى إقامتهم في الربوع اللبنانية.

ويوجد في لبنان 50 متحفا تتوزع على مختلف المناطق وتشكل علامة فارقة في القطاع السياحي.

ففي بيروت المتحف الأهم هو المتحف الوطني الذي يحتوي على مجموعة غنية من القطع الاثرية كالنواويس والفسيفساء والمجوهرات والفخاريات والزجاج وتماثيل مستخرجة من المواقع الاثرية من جميع انحاء لبنان وتغطي حقبة تاريخية تمتد بين فترة ما قبل التاريخ من البيزنطي حتى الفتح الاسلامي والعصر المملوكي.

ويضم المتحف قاعة للمرئي والمسموع ومتجرا ومتحف الجامعة الاميركية والمتحف القبتارخي اللبناني ومتحف نقولا سرسق ومتحف روبير معوض الخاص اضافة الى المتحف العلمي للاولاد ومتحف الساحة التراثي ومتحف المعدنيات.

في شمال لبنان يوجد متحف جبران خليل جبران إذ تحول دير مار سركيس في بلدة جبران خليل جبران في بشري الى متحف سنة 1975 وتم نقل الاثاث والمخطوطات والمكتبة الخاصة والاغراض الشخصية بالاضافة الى 440 لوحة اصلية من نتاج جبران الفني من محترفه في نيويورك الى المتحف.

كما يوجد متحف دير مار انطونيوس الكبير - قزحيا، ولمتحف العلمي للطيور والفراشات والحيوانات ومتحف الدكتور ايلي صراف ومتحف النحاتين البصابصة ومتحف القديس نعمة الله الحرديني ومتحف القديسة ريتا.

وفي جبل لبنان هناك متاحف جبيل ومتحف موقع جبيل داخل القلعة ومتحف ومؤسسة لويس قرداحي ومتحف المتحجرات وذاكرة الزمن ومتحف الشمع الذي يعرض تماثيل من الشمع ومشاهد من الحياة اليومية لحقبة ممتدة من الحضارة الفينيقية الى لبنان الحاضر وكذلك متحف بيبي عبد واكسبو حاقل ومتحف دير مار مارون والمتحف الهولوغرافي في جونية ومتحف المشاهير ذوق مصبح ومتحف التراث اللبناني ومتحف كيليكيا يعرض رفات القديسين ومجموعة من الاطباق الذهبية والفضية التي يعود تاريخها الى الحقبة الممتدة من القرن السابع عشر الى القرن التاسع عشر والبطريركية الارمنية - انطلياس ومتحف أمين الريحاني في الفريكة ومتحف ميشال أبو جودة ومتحف دوروتي سلهب قازمي ومتحف بول غيراغوسيان للفن المعاصر ومتحف روائع البحر ومتحف النحات يوسف غصوب ومتحف النور ومتحف الحرير ومتحف قصر بيت الدين ومتحف ماري باز وقلعة موسى وحلم فنان لبناني وموسى المعماري ومتحف كهف الفنون ومتحف وهيب البتديني الفني.

اما متاحف البقاع فتشمل متحف البيت التراثي اللبناني للفنان سمير فهد شمعون ومتحف تربل ومتحف البقاع البيئي ومتحف سليم عراجي التراثي ومتحف اميل حنوش ومركز فيروز شمعون للفنون والثقافة ومتحف موقع بعلبك ومعرض دير سيدة رأس بعلبك العجائبية.

وتضم متاحف الجنوب متحف صيدا التاريخي والمتحف الفينيقي ومتحف دير سيدة مشموشة والمتحف اللبناني للحياة البحرية والبرية ومتحف موسى طيبا ومتحف الصابون ومتحف مليتا والمتحف الحربي لبلدة الخيام.

ويشتهر لبنان بعدد من المدن السياحية كبيروت وصيدا وصور وطرابلس وبعلبك والبترون وعنجر وحاصبيا وزحلة وجبيل وراشيا وكفردبيان وجزين وتل عرقا والهرمل وبيت الدين ودير القمر ومغدوشة وسهل البقاع وغيرها وبعض هذه المدن سمي من ضمن مواقع التراث العالمي.

ولا بد من تمييز بيروت عن غيرها من المدن السياحية اللبنانية كونها قلب الوطن وعاصمته والمقصد الاول للسياح وتزدهر بيروت بوسط تجاري لا يزال يشهد ترميما عمرانيا حديثا وعصريا طاول احيانا مباني قديمة وفيها بقايا حمامات رومانية وتمتاز بكورنيشها الممتد على مسافة كيلومترين وصخرة الروشة.

وتشهد لياليها غالبا نشاطات ثقافية وترفيهية وفنية واجتماعي وهي تبرز كمركز تجاري مهم في الشرق من احيائها السياحية الاشرفية وشارع مونو والجميزة والحمرا وفردان.

ويوجد في لبنان أربعة مواقع تراث عالمي تتراوح من المدن إلى المناطق الطبيعية وهذه المواقع هي عنجر التي وضعت على لائحة مواقع التراث العالمية عام 1984 وشيدت

هذه المدينة منذ 1300 عام وتعد من أحد المواقع الاثرية في لبنان.

وبنيت بلدة عنجر في الأساس لتكون مركزا تجاريا على طرق التجارة الشامية وتصطف المساجد والقصور والحمامات العامة والمخازن والمنازل على طول جادات المدينة الواسعة فيما تغطي آثار وخرائب المدينة مساحة 000ر114 متر مربع ويحيط بها جدران حجرية ضخمة تبلغ سماكتها المترين وتعلو سبعة أمتار عن الأرض.

ومن المواقع كذلك بعلبك او مدينة الشمس التي وضعت ضمن قائمة مواقع التراث العالمي عام 1984 وكانت خلال العهد الفينيقي مجرد بلدة صغيرة عبد فيها ثالوث آلهة الخصوبة عند الشعوب الكنعانية وهيبعل آمون وآنات وحدد.

بقي اليوم القليل جدا من الآثار الفينيقية في المدينة والتي أعاد الرومان بناءها وتصميمها لتأخذ طابعا رومانيا بحتا.

أما معابدها فهي معبد جوبيتر الذي يعد أكبر المعابد الرومانية التي شيدت على الإطلاق ولم يبق اليوم من أعمدته الكورنثية التي كانت تحمله سوى 6 أعمدة من أصل 54 عمودا.

ويصل ارتفاع كل عمود إلى 22 مترا ويبلغ قطره المترين مما يدل على مدى ضخامة المعبد عندما كان لا يزال قائما خلال عهد الإمبراطورية الرومانية.

ويوجد بها كذلك معبد باخوس هو أكثر المعابد الرومانية حفظا في الشرق الأوسط ومع أنه أصغر حجما من معبد جوبيتر إلا أنه لا يزال أضخم حجما من البارثينون في أثينا ولا يزال الهدف من وراء بناء هذا المعبد وصلته بباقي معابد المجمع لغزا غامضا.

وكذلك يوجد معبد فينوس وهو أصغر حجما من المعبدين السابقين وهو مقبب ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المجمع وقد تحول إلى كنيسة في العهد البيزنطي مخصصة لإجلال القديسة بربارة اضافة الى معبد مركوريوس الذي لم يتبق منه سوى بيت السلم.

كما يشتهر لبنان بمدينة جبيل التي أضيفت إلى لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984 وهي مدينة مأهولة منذ العصر الحجري الحديث وقد شهدت تعاقب العديد من الشعوب والحضارات من الفينيقيين والصليبيين وصولا إلى الأتراك العثمانيين.

وتعد جبيل مرفأ ومدينة متوسطية تاريخية يعود تأسيسها لآلاف السنين وغالبا ما يتم ربطها بالأبجدية الفينيقية حيث أنه من المعروف أن الفينيقيين نشروا أبجديتهم في أوروبا وحوض البحر المتوسط بدءا من هذه المدينة.

ومن المعالم السياحية في جبيل المعابد الفينيقية وهي تشمل المعبد الأكبر الذي يتخذ شكل الحرف " L " معبد بعلة جبلا أو بعلة جبيل ومعبد المسلات وقلعة جبيل التي بناها الصليبيون بالقرب من مرفأ المدينة في القرن الثاني عشر ومسجد جبيل أحد أقدم المساجد في لبنان وسور المدينة الذي كان يحيط بالمدينة في القرون الوسطى.

ومن المعالم السياحية في جبيل ايضا متحف الشمع الذي يضم متحف جبيل الشمعي تماثيل لعدد من الشخصيات والأعلام اللبنانيين مثل جبران خليل جبران وحسن كامل الصباح وقدموس وبشير الثاني الشهابي وأحيرام وفخر الدين المعني الثاني ومحمد وأحمد المحمصاني وبشارة الخوري وكثير غيرهم اضافة الى كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي بناها الصليبيون عام 1150.

ويوجد بها كذلك متحف جبيل للأحافير وهو متحف يضم مستحثات الأسماك والحشرات التي عثر عليها في جبل لبنان والتي تعود لملايين السنين في الفترة التي كانت جبال لبنان لا تزال تقع تحت البحر فضلا عن الحارة القديمة والسوق.

كما وضعت منطقتا وادي قاديشا وغابة أرز الرب في لبنان على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1998 لما لهما من أهمية دينية وتاريخية كبرى فالوادي كان موقعا استوطنه

الرهبان المسيحيون الأوائل هربا من بطش الرومان الوثنيين فبنوا الأديرة على جانبيه فكانت حصينة بوجه كل من حاول الوصول إلى هناك.

اما غابة أرز الرب فتقع بالقرب من الوادي وأصبحت اليوم محمية طبيعية مخصصة لإنقاذ ما تبقى من الأرز اللبناني وتتجلى أهميتها التاريخية في أنها الغابة الأساسية التي قطع الفينيقيون أخشابها ليبنوا سفنهم ومعابدهم وليتاجروا بها مع المصريين والآشوريين.

ومن المدن التي يشتهر بها لبنان ايضا مدينة صور التي وضعت على لائحة مواقع التراث العالمي عام 1984 وكانت هذه المدينة إحدى أهم المدن الفينيقية إن لم تكن أهمها

حيث أنشأ أبناؤها مستعمرات فاقت المدينة الأم شهرة ومجدا في حوض البحر المتوسط من شاكلة قرطاج وقادس وهي منشأ الصباغ الأرجواني المعروف باسم "أرجوان صور".

ومرت على المدينة العديد من الحضارات واستقر فيها الكثير من الشعوب من الفينيقيين والإغريق والرومان إلى الصليبيين والعثمانيين الأتراك وبقي فيها اليوم عدد من الآثار البارزة التي تعود بأغلبها إلى العهد الروماني واهمها موقع الباس وموقع المدينة.

ويشتهر لبنان بمغارة جعيتا التي دخلت في مسابقة "عجائب الدنيا السبع" والتي لايتوانى أي سائح عن زيارتها فهي مغارة كونتها قرون من التآكلات المائية والصخرية حتى باتت اليوم مشهدا يصعب بالكلمات وصف التماثيل فيه.

وتتكون جعيتا من مغارتين العليا والسفلى وكان اكتشافهما حتى عمق 9000 متر حدثا غير عادي أتاح للزوار تأمل هوابط وصواعد مذهلة تشكل مشهدا ساحرا سقفه الجبل وأرضه المياه الصافية يزيد من روعتها نظام إنارة مدروس بعناية وفن.

ولزيارتها يتنقل الزوار والسياح بين المغارتين بقطار صغير وتيليفريك يمر فوق النهر ويؤدي الى المغارة العليا.

يقدم لبنان الفرصة للسائح كي يقوم بنشاطات مختلفة في الطبيعة وذلك بسبب تنوع جغرافيته وطبيعته ومناخه الأمر الذي يسمح بممارسة أنواعا متنوعة من الرياضات التي تمارس في الهواء الطلق في مناطق ومواسم مختلفة.

وتشكل الجبال والغابات والشطآن والأنهر الموسمية والدائمة الكهوف الوديان والممرات الجبلية مقصدا لعشاق الطبيعة الراغبين بالاستكشاف والتخييم ومراقبة الطيور وممارسة أشكال أخرى من السياحة البيئية.

ومن ضمن السياحة البيئية تنشط زيارة المحميات الطبيعية حيث يوجد في لبنان محمية نموذجية وواحدة تعد محمية حيوية في منطقة الشرق الأوسط.

ويعد لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة رياضة التزلج.

وعلى الرغم من أن البلاد تعد مقصدا صيفيا بالدرجة الأولى إلا أن السياحة الشتوية تشهد تزايدا ملحوظا بسبب قرب الجبل من الساحل مما يسمح للزائر أن يمارس التزلج ويعود إلى بيروت أو أي مدينة ساحلية أخرى في غضون ساعة أو اثنين فقط.

ويبدأ فصل التزلج في ديسمبر وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الإقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية بالإضافة إلى تسهيلات كثيرة تشمل أدوات التزلج.

وتشمل الرياضات الشتوية في لبنان التزلج على المنحدرات الجليدية الجري الطويل بالإضافة إلى الهبوط بالمظلات قيادة زلاقات الجليد الآلية واستكشاف الغابات والجبال.

وفي لبنان ستة منتجعات تزلج وهي الأرز فاريا-عيون السيمان اللقلوق فقرا قناة باكيش والزعرور.

كما تعد السياحة الطبية من السياحات الناشطة في لبنان وتتطور بحسب تطور الخدمات الصحية والطبية اذ لطالما أطلق على لبنان "مستشفى الشرق الاوسط" لما لقطاع الصحة من مستوى متقدم ينفرد به بين دول المنطقة حيث هناك 161 مستشفى منها 7 مستشفيات جامعية تحتوي على 15 ألف سرير.

فلبنان يقدم سلة واسعة من الاختصاصات الطبية لطالبي العلاج التي تشمل تشخيص أمراض القلب والتقنيات الجراحية والعلاجية وتقنيات التدخل الجراحي لعلاج أمراض القلب وعمليات التجميل والتنحيف والسرطان والعلاج الفيزيائي وأمراض الأطفال.

والسياحة الصحية تهدف في الأساس للعلاج من الأمراض أو إجراء عمليات جراحية معقدة تتطلب الدقة والخبرات العالية حيث يتوفر في لبنان أهم المراكز الطبية الذائعة الشهرة في منطقة الشرق الاوسط بسبب امتلاكها أحدث التجهيزات الطبية والعلمية المتوفرة في أهم المراكز الطبية في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية.

ويعد لبنان من الدول المتقدمة في المصحات العلاجية التي منها على سبيل المثال التدرن الرئوي ومواقعها في الجبال كما يوجد مصحات للمعالجة من الادمان على المخدرات وأخرى للامراض النفسية ودور العجزة والمسنين.

واليوم ومع التطور الثقافي والاقتصادي الذي تشهده شعوب المنطقة ما انعكس تغيرا في أنماط معيشتها فأخذت السياحة الصحية التجميلية او الترميمية موقعا بارزا جدا بين كل أنواع السياحة الصحية لما تفردت به بعض المستشفيات من عناية صحية مميزة ومهارة الأطباء وحرفيتهم حيث يقدم عدد منها العلاجات الطبية والعمليات التجميلية للبنانيين ولغير اللبنانيين ما جعل لبنان مقصدا للسياحة الصحية من مختلف بلدان الشرق الأوسط.

يذكر ان مجلس الوزراء أصدر في شهر يوليو من عام 2001 مرسوما يقضي بإنشاء الهيئة الوطنية لإنماء السياحة الصحية تضم ممثلين عن وزارات الصحة والسياحة والبيئة والإعلام بالإضافة إلى نقابات الأطباء والمستشفيات والفنادق وشركات السياحة والسفر والتأمين.

وتضع الدوائر الرسمية اللبنانية المختصة هذه السياحة في مقدمة أولوياتها حيث تنتشر المراكز الإستشفائية في مختلف المناطق اللبنانية وهي تقدم خدمات طبية متطورة فضلا عن دور العجزة والمسنين والأيتام لمساعدة هؤلاء المحتاجين والإعتناء بهم.

وشكلت المهرجانات السياحية خلال العامين الماضيين تصاعدا لافتا على صعيد توزيع مكان اقامة المهرجانات السياحية وعلى صعيد البرامج الفنية والجهات المتقدمة لتنظيمها ولكن بالإجمال فقد حافظت محافظتي بيروت وجبل لبنان على الريادة في هذا الأمر وبقي الأمر على ما هو عليه متدنيا في محافظات النبطية لبنان الجنوبي بعلبك - الهرمل والبقاع.

وعملت وزارة السياحة على تأمين كل المتطلبات اللوجستية لجميع المنظمين من تسهيل الحصول على التأشيرات للفنانين الأجانب القادمين من الخارج والتواصل مع الجهات المعنية من محافظين وقائمقامين ورؤساء بلديات والمديرية العامة للجمارك وعملت على تأمين الدعم المادي لهذه المهرجانات.

تنوعت المهرجانات السياحية الموافق عليها من قبل وزارة السياحة أو تلك التي وافقت عليها من مهرجانات دولية او محلية او تراثية او عروض في الشارع او مسابقات جمالية او مهرجانات تسويقية أو عروض ازياء.

والمهرجانات بشكل عام هي كل نشاط احتفالي يجمع العديد من السياح أو المهتمين أو ابناء البلدات المجاورة للاحتفال بنشاط فني او تراثي أو تسويقي مترافقا مع نشاطات ترفيهية وعروض لمنتوجات ارتيزانا وحرفيات متعددة ونشاطات كرنفالية.

وشكلت المهرجانات في الاعوام الاخيرة عامل جذب للسياح اذ عمت المناطق اللبنانية وبنجاح باهر ولافت وخصوصا مهرجانات البترون الدولية مهرجانات صور وجونيه وبيبلوس الدولية مهرجانات أعياد بيروت مهرجانات قلعة بعلبك مهرجانات اهدن مهرجانات طرابلس مهرجانات صيدا مهرجانات ليالي أرز تنورين مهرجانات راشيا وجزين والقبيات والارز والباروك وغيرها.

وعند الحديث عن السياحة لا بد من التطرق إلى المطبخ اللبناني الذي ما زال يشق طريقه الى العالمية بشكل لافت اذ يشتهر بطعامه المتنوع الغني بمذاقه حتى يكاد يكون من أندر المطابخ المقصودة في العالم وهو يتميز بالمازة المؤلفة من مجموعة صحون صغيرة تتنوع بين الخضار والحبوب والمعجنات وغيرها.

ثم تأتي ثمار البحر والمشاوي والكبة لتشكل اطباقا رئيسية بالاضافة الى الفاكهة والحلويات وهي مصنوعات لبنانية.