أقيم تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، صباح أمس، حفل افتتاح المبنى الرئيسي الجديد لبنك الكويت المركزي، وذلك في منطقة شرق.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، إن بنوك الكويت مدعوة إلى إعادة هيكلة مواردها المالية من خلال طرح الأدوات المناسبة لمتطلبات تمويل المشاريع الكبرى وخطط الشراكة بين القطاعين، والتخفيف من اعتمادها على الأنشطة المصرفية التقليدية المتمثلة باجتذاب الودائع وتقديم التسهيلات قصيرة الأجل.

Ad

وأضاف الصالح، في كلمته خلال الافتتاح، أن بنوك الكويت مدعوة أيضاً إلى تعديل سياساتها بما يتناسب مع ازدياد التحرر المالي وانفتاح الأسواق وازدياد المنافسة من خلال البحث الجاد في فرص الاندماج بما في ذلك الاندماج العابر للحدود لإقامة كيانات مصرفية قادرة على المنافسة، وعلى تشجيع القطاع الخاص، من خلال دعم برامج التخصيص وتوفير التمويل الحصيف للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمساهمة في استقطاب وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وأكد يقينه بأن الجهاز المصرفي في الكويت راغب في التصدي لهذه المسؤولية، قادر على النهوض بها بكفاءة واقتدار، «فبنك الكويت المركزي يتمتع بمصداقية دولية عالية عبرت عنها مختلف مؤسسات التصنيف الائتماني الدولي، واختبارات الضغط المالي للمصارف الكويتية أثبتت أن الكويت نجحت في بناء قطاع مصرفي يتميز بكفاءة مهنية عالية ومراكز مالية متينة ومؤشرات تلبي أحدث وأصعب المعايير الدولية وتفيض عنها فضلاً عن التزامه بقواعد حوكمة واضحة حصيفة. ولفت إلى أن المصداقية الدولية لبنك الكويت المركزي ولمصارف الكويت، قطاعاً ووحدات، كانت من الأسباب الرئيسية لما حققه تسويق سنداتنا السيادية أخيراً من نجاح قياسي ومتميز، «وهو نجاح يحملنا جميعاً مسؤولية دولية ومهنية للوفاء باستحقاقات الإصلاح المالي والاقتصادي».

وذكر أن رؤية الأمير الاستراتيجية بتحويل الكويت مركزا ماليا وتجاريا تقوم على بناء قطاع مصرفي ومالي قوي تحصنه منظومة إشرافية ورقابية محكمة ويعمل وفق سياسات تعزز الاستقرار النقدي والمالي وترسيخ دعامات النمو المتوازن القائم على التنافسية والانفتاح وعلى الكفاءة والعدل.

وذكر الصالح أنه «من هنا يتضح لنا أن الجهاز المصرفي والمالي يقع في هذه الرؤية السامية بمنزلة القلب وأن البنك المركزي هو المسؤول عن تنظيم نبضات هذا القلب دون تباطؤ يضعف ولا تسرّع ينهك، وهو المسؤول عن ضخّ الدم إلى شرايين الاقتصاد دون تخثر أو تميع أو تضخم، ومن الطبيعي أن يكون تحقيق هذه الرؤية السامية رهناً بإصلاح مالي واقتصادي يعالج الاختلالات الهيكلية الناجمة عن هيمنة القطاع العام ويشجع القطاع الخاص على أخذ دوره كقاطرة للتنمية، وهنا أيضاً نجد أن على القطاع المصرفي مسؤولية تنموية ومهنية في مساعدة القطاع الخاص على قيادة هذه القاطرة».

تحية وفاء

ووجه الصالح كلمة تحية وفاء وتقدير لكل من حمل مسؤولية قيادة بنك الكويت المركزي منذ تأسيسه مع فجر الاستقلال حتى الآن، وأخص منهم بالذكر المحافظين: حمزه عباس حسين - عبدالوهاب علي التمار - الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح ود. محمد يوسف الهاشل، «دون أن أنسى فضل وفضائل كل من آزرهم بالعمل معهم وإلى جانبهم، ذلك أن ما حققه البنك من إنجازات رائعة وما يتمتع به من مكانة إقليمية ودولية متميزة هو نتاج تراكمي يعود الفضل فيه بعد توفيق الله إلى كل من ساهم بتطويره وإثرائه».

تصميم متفرد

من جانبه، قال محافظ بنك الكويت المركزي د. محمد الهاشل في كلمته إن استكمال إنجاز هذا المبنى لم يكن بالأمر اليسير بتصميمه الهندسي المتفرد وميزاته الفنية المتطورة وأنظمته الأمنية المحكمة وجمالياته المعمارية الراقية، وها نحن اليوم نقدم بفخر وتواضع هذه التحفة العمرانية لكويتنا الغالية، إنها حقاً لمناسبة طيبة أود أن أتوقف خلالها لأعرض بإيجاز مسيرة الريادة وريادة المسيرة لبناء وتطور نظامنا النقدي والمصرفي ومعالم دور بنك الكويت المركزي وتطلعاته لأن يشكل هذا المبنى الجديد بيرقاً خفاقاً بطموحات تتحقق عملاً وتطلعات تتجسد واقعاً لاقتصاد يتنوع نمواً ويزدهر تطوراً وتقدماً.

وأضاف د. الهاشل، أن بدايات مسيرة الريادة كانت بإنشاء مجلس النقد الكويتي في أكتوبر من عام 1960 وإصدار الدينار الكويتي وطرحه للتداول للمرة الأولى في أبريل عام 1961 ونستذكر اليوم بإجلال وعرفان عظيمين كلمات المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد لدى افتتاحه وترؤسه أول اجتماع لمجلس إدارة مجلس النقد الكويتي قبل نحو 57 عاماً حين قال: «إننا نأمل أن يكون النقد الكويتي من أقوى النقود مركزا في العالم»، وبعمق هذه الكلمات الثاقبة أعلن، رحمه الله، انطلاق مسيرة الريادة لبناء نظامنا النقدي والمصرفي وجاء انطلاق تلك المسيرة مرتكزاً على الثقة الكاملة بالعملة الوطنية وهي ثقة تستند في جوهرها على السمعة المالية الرصينة التي روت جذورها منذ القدم رؤى وجهود الأجيال المتعاقبة من الرواد المخلصين من قادة وأبناء وطننا المعطاء لتستقر تلك الثقة في وجدان هذا الوطن وكيان أبنائه الأوفياء ويسطع وهجها لامعاً في الإقليم وخارجه.

وذكر أنه «أنشئ في أبريل عام 1968 بنك الكويت المركزي ليحل محل مجلس النقد الكويتي كي يكتمل بذلك البناء التشريعي والمؤسسي لانطلاق ريادة بنك الكويت المركزي لمسيرة بناء وتطوير النظام النقدي والمصرفي في دولة الكويت وتواصل تلك الانطلاقة تكريس المكانة الصلبة التي تتبوأها عملتنا الوطنية والمتانة التى يتمتع به نظامنا النقدي والمصرفي مرتكزا على دعامة راسخة تتمثل في استقلالية بنك الكويت المركزي في ممارسته لمهامه النقدية والرقابية».

وبين د. الهاشل، أن الاستقلالية بمفهومها المعاصر هي بالضرورة تفاعل متواصل بالمحيط المحلي والخارجي، وهي الوجه الآخر لمصداقية القرار وفاعلية آلياته وواقعية مضامينه، وإننا لنثمن عالياً دوام حرص المقام السامي على تكريس استقلالية بنك الكويت المركزي في أداء أعماله وتأكيد أهمية ترسيخها لمواجهة المستجدات المتلاحقة التي يشهدها الاقتصاد المحلي والعالم من حولنا.

وشدد على أنه مع عولمة الاقتصادات وتنوع الأدوات وثورة الاتصالات أضحت الأزمات المالية جزءاً ملازماً للواقع الاقتصادي العالمي المعاصر، لذلك يسعى بنك الكويت المركزي، سعي الحصيف، لدرء نشوء الأزمات المالية والتحوط بتطبيق أحدث المعايير الرقابية وأفضل الممارسات العالمية.

وأكد أن «قطاعنا المصرفي والمالي إحدى الدعامات الأساسية لتطور اقتصادنا الوطني وتقدمه، ويحرص بنك الكويت المركزي على إحاطته بمنظومة إشرافية ورقابية متطورة وفاعلة عنوانها الأساسي التحوط والاحتراز المتزن ونهجها المستمر التحرك الاستباقي الوقائي المرن، كما أن سلامة وقوة النظام المصرفي والمالي وما يعرف بالاستقرار المالي يمثل مطلباً أساسياً لفاعلية جهود بنك الكويت المركزي في مجال سياساته النقدية المعنية أساساً بالاستقرار النقدي، وتأمين وترسيخ الثقة بالعملة الوطنية وتزداد أهمية ذلك في هذه المرحلة، حيث يمر اقتصادنا الوطني بتطورات بالغة الأهمية في ظل الانخفاض الكبير لأسعار النفط والذي سلط الضوء مجدداً على التحديات المزمنة التي يعاني اقتصادنا الوطني تداعياتها، ولا ريب أن مواجهة هذه التحديات واحتواء تداعياتها بات أمراً ملحاً يستوجب تكثيف جهود الإصلاح المالي والاقتصادي لاستدامة دعامات الرخاء والتقدم لاقتصادنا الوطني.

وتابع أن «تلك كانت لمحة موجزة للبدايات والتطلعات، اليوم تتواصل المسيرة بعزم الواثق بعون الله وتوفيقه لانطلاقة ريادية متجددة من بيت الدينار الكويتي الصلب وقلعته الحصينة وحصنه المنيع تتواصل المسيرة بجباه عالية تعانق سماء تطلعاتنا لنظام نقدي ومصرفي ريادي يعزز تطور وتقدم مسيرة اقتصاد وطننا الغالي لمزيد من الرفعة والازدهار.

فيلم وتكريم

تم عرض فيلم وثائقي بعنوان «مسيرة الريادة وريادة المسيرة»، بعدها تفضل سمو الأمير بتكريم المحافظين ونواب المحافظين السابقين لبنك الكويت المركزي وهم:

المحافظون السابقون للبنك:

- حمزة عباس حسين.

- عبدالوهاب علي التمار، وحضر عنه بالإنابة ابنه عبداللطيف التمار.

- الشيخ سالم العبدالعزيز.

نواب المحافظين السابقين

- خالد عبدالله العتيقي، وحضر عنه بالإنابة أخوه صالح العتيقي.

- علي موسى الموسى.

- د. نبيل أحمد المناعي.