لماذا يضرب الإرهاب الشيعة في الكويت والمسيحيين في مصر لا العكس؟ الجواب هو أن الإرهاب الحالي ليست أهدافه دينية أو لتعصب ضد مذهب أو دين، إنما الهدف شق الصف وخلق الفرقة وتنفيذ سياسة تقسيم الوطن العربي لمصلحة إسرائيل، هذا الإرهاب يبحث عن مجتمعات يمكن أن يشعل فيها حرائق لا تنتهي خصوصاً إذا كان في المجتمع تعددية دينية أو طائفية كبيرة وإشعال النار فيه سهل وفاعل، كل أحلامهم أن تتقاتل الطوائف في الخليج العربي والأديان في مصر كما حدث للعراق وسورية والسودان وليبيا واليمن.

من رتب وخطط ودرب وموّل وقاد وسلح وساهم بكل تقنيات العصر ليس هدفه دعم السنّة أو الشيعة أو المسلمين ضد الأقباط، فهذا الإرهاب لا دين له، وإن تبرقع تحت مسميات عتيقة، وجنّد مرضى للعمليات الانتحارية، ومن تابع تصرفات المتطرفين في كل الدول العربية يدرك أن آخر شيء يؤمنون به هو الإسلام، بل إن أول هدف يعملون على تحقيقه هو ضرب الإسلام، هدفهم سياسي بكل وضوح، وهو هدف إجرامي ولمصلحة أعداء الإسلام، وأعداء الإسلام ليسوا طوائف منه وليسوا من المسيحيين بالتأكيد بأي شكل من الأشكال.

Ad

ردود الفعل ما زالت في جانب الحذر والردع الأمني، وهذه تزداد وتعلو بعد كل عدوان، ثم تخمد وتنتهي بعد فترة، وينتظر المجرمون ساعة الغفلة والخمول لمعاودة جرائمهم، تتكرر العمليات نفسها وبالأسلوب نفسه في كل مرة.

ما لم نفعله حتى الآن هو إغلاق المنافذ العقلية عن قبول أطروحات الإرهاب وإعداد الناشئة على المحبة ومناهضة أسباب الفرقة، فالإرهاب يجد عند البعض آذانا صاغية لأن بعض العقول تربت وما زالت تتربى على الكراهية ورفض الآخر، وأنا لا أخص مذهباً بهذا، ولكن كل المذاهب تمارس هذا النوع من التلقين، وتجنّد بوعي وبدون وعي لوقت يضرب فيه الإرهاب أو يجد أناساً مستعدين لسماع قنابله ليخرقوا إخوتهم في أوطانهم.

رسائلنا الدينية وتعليمنا لأولادنا وتربيتنا لهم يجب أن تذهب باتجاه الحب للجميع، وعلى الحكومات أن تحكم بالعدل بين أبنائها حتى لا تترك مجالا للحقد والحسد والتعصب.

جريمة الإرهاب الأخيرة في كنائس مصر يجب أن تدمي قلوب كل أبناء الوطن العربي، وأن نستنكرها لنقول لأقباط مصر إنكم أهل مصر الأصليون، وإنكم من استقبلتم العرب والمسلمين، وفتحتم لهم بيوتكم، وإننا لا نقبل أن يمسكم أحد بسوء. يجب أن يعرف أقباط مصر مصدر هذا الإرهاب ومن يقف خلفه وأمامه ومن يوجهه، وسيدركون أن عدو الأقباط هو عدو المسلمين وكل العرب.