معركة ترامب غير المدروسة ضد «داعش»
![شبيغل](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
أولاً، يريد أن يحارب "داعش" في سورية إلى جانب روسيا وبالتالي إيران. ثانياً، يعتبر ترامب إيران في اليمن العدو الأول ويرغب في تعزيز الدعم للمملكة العربية السعودية ودول الخليج في حملة القصف التي تقودها ضد الثوار الحوثيين الشيعة، فوفق منطق ترامب من الضروري احتواء إيران، ولكن أي مكان أفضل لتحقيق ذلك من سورية حيث ينظم حرس الثورة الإيراني الحرب البرية التي يخوضها الحاكم المستبد الأسد؟ثالثاً، تقدّم الولايات المتحدة دعماً جوياً للميليشيات الشيعية التي تتقدم في الموصل، وقد نجحت هذه الميليشيات في تأسيس قواعدها الأولى في النصف الشرقي المحرر من المدينة تحت القيادة الإيرانية بعدما طردت مئات آلاف السنّة من المحافظات، قاتلةً الآلاف وماحية قرى كاملة. ما من خطة، أو منطق، أو أي أمر آخر، من الجانب الأميركي على الأقل، إذ لا يعود الحافز الرئيس وراء بروز "داعش" في المقام الأول إلى قوة عقيدته الأصولية، بل يتغذى هذا التنظيم من الفوضى ووحشية خصومه المحليين، مما يؤمن له قاعدته الشعبية الأساسية من المسلمين السنّة، ولكن يسهل إنزال الهزيمة بـ"داعش" إذا نجحنا في سحب بساط الدعم هذا من تحت قدميه، أي إذا تمكّن السنّة الذين يقيمون في المناطق بين الرقة والموصل من العيش بسلام من دون أن يخشوا قنابل الأسد في سورية أو الميليشيات الشيعية في العراق، ولكن لتحقيق ذلك يحتاج الغرب إلى رؤية واضحة تتخطى الانتصارات العسكرية القصيرة الأمد وتركّز على الأسباب الرئيسة وراء الحرب الأهلية الدائرة بين السنّة والشيعة في المنطقة.ولكن بدلاً من ذلك نشهد راهناً قصفاً في البلدَين من دون أي استراتيجية في الجو أو البر، ورغم زيادة عدد الأطراف في هذه الحرب التي تواجه رسمياً "داعش"، فإنها تناضل في الواقع لتحقق أهدافها الخاصة، ولا شك أن هذا يشكّل عصراً ذهبياً لـ"داعش"، فلا عجب أن يكون شعار هذا التنظيم الرسمي "الاستمرار والتوسّع".* كريستوف تيتز